حماس تسعى لمؤتمر حول الشرق الأوسط في ألمانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: كشفت صحيفة" شتوتغارت تسايتونج" الالمانية عن حقيقة المؤتمر المزمع عقده بين أطراف اسرائيلية وفلسطينية في مقاطعة بادن فيرتمبورج الالمانية برعاية الاكاديمية الانجيلية التابعة للكنيسة الانجيلية في شتوتغارت، هذا وقد كشفت الصحيفة عن الضجة الواسعة التي أثارتها الدعوة التي وجهتها الاكاديمية الى وزير الصحة الفلسطيني باسم نعيم في حكومة حماس لحضور المؤتمر مشيرة الى ان ردود فعل اسرائيلية والمانية انتقدت بشدة هذه الدعوة، وليس معروفا بعد هل يتمكن الوزير الفلسطيني من المشاركة في المؤتمر ام لا، اذ ان شكوكا متزايدة حول إمكانية اعطائه تأشيرة دخول الى الاراضي الالمانية تناقلتها الانباء في الفترة الاخيرة، فالولايات المتحدة الاميركية واوروبا تصنفان منظمة حماس على انها منظمة ارهابية لهذا السبب جرى الجدل حول دعوة الوزير في حكومة حماس الى هذا المؤتمر.
المدير التنفيذي للاكاديمية الانجيلية " يوكيم بيك " دافع عن قرار الاكاديمية وقال "اننا فقط اردنا من وراء هذه الدعوات للاطراف المختلفة والمعنيين بالمشكلة الشرق اوسطية ان نجمعهم حول مائدة حوار واحدة... وان هذا اللقاء سيكون فرصة كبيرة لتفهم اشمل واعمق للمشكلة الفلسطينية الاسرائيلية ربما يساعد في ايجاد حل نهائي لها".
من المقرر ايضا ان يشارك عبدالله فرانجي من حركة فتح وكممثل للسلطة الفلسطينية في هذا المؤتمر ومن الجانب الاسرائيلي ابراهام بورج الذي يؤيد فكرة إجراء حوار مع حركة حماس، غير ان الانتقادات الالمانية والاسرائيلية الواسعة لعقد مثل هذا الحوار بمشاركة حماس فيه، ترجع في الاصل الى التشكيك في قدرة الحركة على الالتزام بأسس الحوار، اذ كيف يكون هناك حوار مع حماس والحركة تقوم على فكرة مناهضة اسرائيل وعدم الاعتراف بها ورعايتها للمتطرفين ما يشكل عائقا في الاعتراف بها كشريك في اي مفاوضات مقبلة.
من جهته اعرب المتحدث باسم مكتب الاتصال الصهيوني "ساشا شتافسكي" بان الحكومة الاتحادية الالمانية لن تقدم اي دعم مالي لرعاية هذا الحوار في حال انعقاده ويرى الاستمرار في ممارسة الضغط على الاكاديمية الانجيلية لوقف هذا الحوار المزمع انعقاده في شهر يوليو القادم ويقول لا يجب تشجيع اللقاءات مع منظمات ارهابية كحماس تقوم على فكرة تدمير إسرائيل والقضاء عليها.
وفي بيان لوزارة الداخلية الالمانية قال: ليس من الممكن مناصرة مؤتمرات وندوات تشارك فيها اطراف تؤمن بمبدأ فكرة القضاء على اسرائيل.
من ناحية اخرى كشف رئيس الجمعية الالمانية الاسرائيلية للصداقة السيد "يوهانس جيرستر" من الحزب المسيحي الديمقراطي النقاب عن توجيهه رسالة الى رئيس مجلس الكنيسة الانجيلية في المانيا طالبا منه ايضاحات حول دعوة اعضاء من حماس لهذا المؤتمر الخاص بالشرق الاوسط في شتوتغارت ـ وقال انه ليس ضد فكرة الحوار، ولكن كيف يكون الحوار مع منظمة ترى ان الكفاح ضد اسرائيل يجب ان يستمر حتى يرحل آخر اسرائيلي عن فلسطين. ويستطرد قائلا في هذا الخصوص ان الاطروحات والمناقشات التي من المقرر إجراؤها طبقا لجدول اعمال المؤتمر هي بعيدة عن الواقع ومجافية للحقيقة اذ انها ستكون مخصصة للداعية بشكل كبير ضد اسرائيل.
لكن اسقف ابرشية فيرتمبورج "اوتفريد تموز" دحض هذا الادعاء وقال إن الكنيسة لايمكن لأحد ان يشكك في ايمانها المطلق بوجود وبقاء دولة اسرائيل، ودافع المتحدث باسم الكنيسة "كريستيان تسالوس" عن فكرة المؤتمر وقال اننا احرار في عقد ما نراه مفيدا للسلام العالمي لكن شريطة الالتزام بالحوار البناء بين الاطراف وعدم السماح باستغلال هذه المؤتمرات للاساءة ضد الاخرين، وانه ستكون هناك رقابة فعالة على اعمال المؤتمر حتى لاتوجه لاحد على حساب أحد.
جدير بالذكر ان عددا من نواب البرلمان الاتحادي المشاركين في المؤتمر مثل "راينر ارنولد" من الحزب الاشتراكي الديمقراطي و"هارولد ليبريشت" من الحزب الديمقراطي الحر و"مايكل هنريش" من الحزب الديمقراطي المسيحي قد تلقوا العديد من رسائل البريد الالكتروني والبريد العادي ترفض فكرة مشاركتهم في مؤتمر تكون حماس طرفا فيه، وعلى الرغم من ذلك فان النواب المعنيين قد قرروا المشاركةـ ويقول النائب ليبريشت في هذا الخصوص ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقريب وجهات النظر بين الطرفين ومن ثم تطوير ذلك الى المصالحة الشاملة فهو خطوة اساسية في فض ذلك النزاع الطويل، اما ارنولد فيقول اعتدت على مثل هذه الضغوط، لكن يجب الاستمرا ر في انعقاد المؤتمر.
رئيس المؤتمر "مانفريد بودسينسكي" يري ان هذا المؤتمر من وجهة نظرهمهم للغاية اذ ان اطراف النزاع سيجتمعون على مائدة واحدة لذلك فانه كان سعيدا للغاية ان يقبل "باسم نعيم" الوزير في حكومة حماس دعوة الحضور الى المؤتمر، مشيرا الى ان دعوته تمت بعفوية شديدة اذ انه ينظر اليه بوصفه ممثلا للجناح المعتدل في حركة حماس الذي ربما لا يعترف بشرعية اسرائيل لكنه على الاقل يعترف بواقع اسرائيل.
اما ممثل اسرائيل في المؤتمر فقد علق على انه لم يطلب مشاركة اعضاء من حماس ونفى بشدة ان يكون قد طلب ذلك.