نتانياهو إلى مصر لإستئناف المفاوضات

توجه نتانياهو الى مصر ليبحث مع الرئيس حسني مبارك استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.

تل أبيب: افاد مكتب رئيس الوزراءالاسرائيلي ان"نتانياهو ومبارك اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الالتقاء في شرم الشيخ" على البحر الاحمر. واضاف انهما "سيبحثان بصورة خاصة استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين" المعلقة منذ الحرب على غزة في نهاية 2008. وفي هذا السياق، اعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل سيصل مساء الاثنين الى اسرائيل في جولة جديدة.

ويستعد الفلسطينيون والاسرائيليون لاستئناف مفاوضاتهما، ولا سيما بعدما اعطت لجنة المتابعة العربية مساء السبت الضوء الاخضر للانطلاق بهذه المفاوضات. الا ان المفاوضات ستكون في الوقت الراهن غير مباشرة وستجري بوساطة اميركية بانتظار حصول تقدم يتيح الانتقال الى المفاوضات المباشرة. وبعد 17 عاما على بدء عملية السلام مع توقيع اتفاقات اوسلو، لا تزال تقوم خلافات جوهرية بين الطرفين حول المواضيع الاساسية.

وفي هذا السياق، اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل سيصل مساء الاثنين الى اسرائيل في جولة جديدة يجري خلالها محادثات في القدس ورام الله. واعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان ميتشل سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة في رام الله بالضفة الغربية موضحا ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعا في اليوم التالي للموافقة على قرار استئناف المفاوضات.

الا ان المفاوضات ستكون في الوقت الراهن غير مباشرة وستجري بوساطة اميركية بانتظار حصول تقدم يتيح الانتقال الى المفاوضات المباشرة. وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان نتانياهو يرغب في ان يطرح فور بدء المفاوضات مطالب امنية تتعلق بنزع اسلحة الدولة الفلسطينية المزمع قيامها والتي تعتزم اسرائيل ابقاء سيطرتها على حدودها ومجالها الجوي. وبعد 17 عاما على بدء عملية السلام مع توقيع اتفاقات اوسلو، لا تزال تقوم خلافات جوهرية بين الطرفين حول القضايا الرئيسية.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية اليوم ان المباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستبدأ يوم الاربعاء المقبل. وقالت الاذاعة ان المبعوث الاميركي الى المنطقة جورج ميتشل سيبدأ بمهمة مكوكية بين القدس ورام الله للتوسط بين الجانبين. واضافت "ان اسرائيل تصر على ان تسوي القضايا الجوهرية مثل الحدود واللاجئين ومكانة مدينة القدس في اطار محادثات مباشرة تجرى مع الفلسطينيين".

وبينت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطالب ببحث قضية الترتيبات الامنية في الضفة الغربية ومسألة المياه في المرحلة الاولى من هذه المفاوضات التي يريد الفلسطينيون ان تستمر اربعة اشهر قبل ان يتوجهوا للامم المتحدة. وسيرأس المحامي اسحق مولخو الجانب الاسرائيلي في هذه المفاوضات والتي تنتظر موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للشروع فيها.

وسيزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا المملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاطلاعه على آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. كما سيلتقي الرئيس حسني مبارك يوم الاربعاء في مدينة شرم الشيخ وسيطلعه على آخر التطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية وزيارة المبعوث الأمريكي ميتشل الذي سيلتقيه في رام الله الجمعة المقبل.

ويشترط الفلسطينيون للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل التزام الاخيرة العلني بوقف الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس. وتسود توقعات بأن يبلغ ميتشل الذي سيصل المنطقة اليوم الجانب الفلسطيني بموقف اسرائيل من قضية وقف الاستيطان قبل ان يقرر الفلسطينيون موقفهم ازاء الدخول في مفاوضات غير مباشرة. وحسب الاذاعة "فسيعقد نتنياهو ايضا لقاءات مع المبعوث ميتشل لبحث القضايا العالقة اذا اقتضت الضرورة".

إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ان انضمام اسرائيل الى معاهدة منع الانتشار النووي واخضاع منشآتها النووية الى نظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية يأتي على رأس المقترحات التي ستتقدم بها مصر الى مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الذي يبدأ أعماله اليوم في نيويورك. واضاف أبوالغيط في حديث لصحيفة (الأخبار) ان مصر ستطالب بعقد مؤتمر دولي بمشاركة الاطراف المعنية للتفاوض على مشروع اتفاق دولي قابل للتحقق خلال مهلة زمنية محددة لانشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط.

وذكر "ان مسألة تنفيذ قرار انشاء منطقة خالية من السلاح النووي تعد بالغة الصعوبة لاسيما في اطار المناخ السائد في المنطقة ومع ذلك يجب أن نواصل جهودنا ولا نتوقف" موضحا ان بلاده ستستمر في المطالبة بانضمام اسرائيل الى المعاهدة كدولة غير نووية. واعتبر ان نجاح مؤتمر المراجعة يتوقف على مدى اتفاق الدول الاطراف على الالتزام باتخاذ خطوات عملية ملموسة للتعامل مع التهديدات التي تواجه معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وعلى رأسها التحديات بمنطقة الشرق الاوسط.

وبين ان هذه التحديات ناتجة عن استمرار اسرائيل خارج معاهدة حظر الانتشار النووي واستمرار ادارتها لمنشآت نووية غير خاضعة لأي رقابة أو ضمانات دولية. وقال ان المؤتمر سيتناول مسائل عديدة أهمها ما تم تنفيذه خلال السنوات الخمس الماضية في مجال منع الانتشار ونزع السلاح النووي وتدعيم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وايضا قرار انشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط الصادر عن مؤتمر المراجعة عام 1995 الذي يعد جزءا لا يتجزأ من صفقة المد اللانهائي للمعاهدة.

واضاف "ان مؤتمر المراجعة سيتطرق كذلك الى عدد من الموضوعات المهمة على رأسها الملف النووي الايراني والملف الكوري الشمالي ضمن حالات عدم الامتثال لنظام منع الانتشار النووي وموضوعات اخرى تسعى الدول الغربية لفرضها على المؤتمر". واوضح ان من بين هذه الموضوعات مسألة تقييد حق الانسحاب من المعاهدة وفرض البروتوكول الاضافي لاتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشرط أساسي واجب الالتزام به قبل التعاون في المجال النووي.

وذكر ان هناك عددا من التحديات الرئيسية التي ستواجهها مصر والدول العربية ودول حركة عدم الانحياز بشكل عام في المؤتمر مبينا أن الدول النووية تقود حملة للتركيز على الموضوعات التي تخدم مصالحها بالأساس بوصفها دولا تتفوق في مجال الصناعة النووية وذلك لتكريس هذا التفوق لصالحها. واشار الى محاولات هذه الدول لتقييد عملية نقل التكنولوجيا والمواد النووية والتعاون النووي مع الدول غير النووية أطراف معاهدة منع الانتشار النووي موضحا أن التحديات تشمل أيضا تباين الأولويات بين الدول النووية الخمس والغربية من جهة والدول غير النووية من جهة أخرى