أين تقف الصحف البريطانيَّة من الأحزاب السياسيَّة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: أعلنت صحيفة "غارديان" اليسارية الموالية تقليديا لحزب العمال، يوم السبت الماضي، أنها تدعم الحزب الليبرالي الديمقراطي في انتخابات السادس من الشهر الحالي. وفي اليوم نفسه أعلنت "تايمز" أنها تقف خلف حزب المحافظين، وهو الموقف نفسه الذي سبقته اليها مجلة "ايكونوميست" يوم الجمعة.
وفي ما يلي عرض لولاءات الصحف البريطانية الحزبية المدعومة بآخر التقديرات لمبيعاتها. والغرض من هذا الربط هو أن إعلان الولاء، يندرج ضمن محاولات لإقناع قراء الصحيفة بالتصويت للحزب الذي تعتقد أنه الأجدر بالفوز في يوم الحسم. ونوردها هنا تبعا لتسلسلها من حيث تلك المبيعات.
"ذي صن" (3.1 مليون نسخة)
تأسست: 1964
كانت هذه التابلويد الشعبية الأكثر توزيعا على الإطلاق تؤيد المحافظين في عهد مارغريت ثاتشر. لكنها غيرت ولاءها لصالح العمال بعد فوز توني بلير بانتخابات 1997 واستمرت على هذا المنوال في انتخابات 2001 و2005. أما هذه المرة فقد أعلنت عودتها الى حظيرة المحافظين، وهو ما فعلته منذ سبتمبر (ايلول) الماضي. وتزعم هذه الصحيفة أن موقفها السياسي يؤثر فعلا على نتائج الانتخابات باعتبار مبيعاتها الضخمة، قائلة إنها التي أدخلت جون ميجر 10 داونينغ ستريت في انتخابات 1992. يذكر ان الصحيفة - مثل الـ "تايمز" - مملوكة للملياردير روبرت ميردوخ الذي يقال إنه يؤثر بشكل مباشر على مواقفهما السياسية.
ديلي ميل (2.2 مليون نسخة)
تأسست: 1896
ظلت على مدى السواد الأعظم من تاريخها يمينية وموالية للمحافظين. لكنها كسرت هذا القالب عندما روّجت لفكرة "حزب العمال الجديد" بزعامة توني بلير. إلا أنها راحت تصف بريطانيا في عهد غوردون براون بأنها "كسيرة". على الرغم من أنها لم تعلن صراحة ولاءها لدايفيد كامرون، فإن افتتاحياتها تشي بذلك على نحو لا مراء فيه.
ديلي ميرور (1.3 مليون نسخة)
تأسست: 1903
عمالية حتى النخاع. ورغم خسارة براون شعبيته على مر السنين وتوقع خسارته المدوية في الانتخابات المقبلة، فمن الواضح أنها ستدعمه حتى اللحظة الأخيرة. وقد حذرت في افتتاحية لها من أنه في حال تولى المحافظون مقاليد الحكم فستشهد بريطانيا بعد خمس سنوات عددا يقل كثيرا من رجال الشرطة والمستشفيات والمدارس مما هو عليه الآن.
ديلي ستار (0.9 مليون نسخة)
تأسست: 1978
تفضل الانصراف عن السياسة للانشغال بفضائح المشاهير وصور الموديلات العاريات الصدر. نصيحتها للقارئ هي أن يدلي بصوته ولكن لا يهم لمَن، باعتبار الساسة نسخ تطابق بعضها بعضا. في الحالات القليلة التي ناقشت فيها السياسة بجدية، أهالت الشتائم على براون. ولهذا يقال إنها أكثر ميلا لكامرون رغم نها لم تكن أبدا رحيمة به.
ديلي تلغراف (0.8 مليون نسخة)
تأسست: 1855
مثلما ان "ميرور" عمالية حتى النخاع، فإن "تلغراف" محافظة حتى النخاع، على الرغم من أنها كانت "ليبرالية" بعيد مولدها في منتصف القرن التاسع عشر. وحتى عندما كان العمال في قمة شعبيتهم، ظلت هذه الصحيفة محافظة ليس مضمونا وحسب وإنما شكلا أيضا. فقد رفضت التخلي عن الصدور في حجمها القديم من القطع العريض. ولكن رغم كل هذا فهي لم تعلن تأييدها لكامرون، ربما لأن هذا لا يحتاج للقول أصلا.
ديلي اكسبريس (0.7 مليون نسخة)
تأسست: 1900
بدلت ولاءتها الحزبية متقلبة بين الحزبين الكبيرين تبعا لولاءات مالكيها. وهي تدعم المحافظين منذ العام 2005 وحتى الآن.
"تايمز" (0.6 مليون نسخة)
تأسست: 1785
تقليديا غير موالية للعمال، لكنها أيدتهم في الفترة 2001 - 2005 للمرة الأولى في تاريخها. وفي هذا العام الأخير، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "موري" وسط قراء الصحيفة أن 40 في المائة صوتوا للمحافظين، و29 لليبراليين الديمقراطيين، و26 في المائة للعمال. وقفت بقوة خلف المحافظين في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، وأيضا مع حملة المرشح المحافظ بوريس جونسون الناجحة لعمادة لندن. ومثل الـ"صن" فيقال إن مواقفها السياسية تأتي مباشرة بتأثير مالكها روبرت ميردوخ.
"فاينانشيال تايمز" (0.4 مليون نسخة)
تأسست: 1888
قد يكون من باب المفارقة أن هذه الصحيفة المتخصصة في عالم المال والرأسمالية ظلت مؤيدة منذ العام 1992 لحزب العمال. وظلت على هذا الولاء حتى بعد هبوط شعبية غوردون براون الى الحضيض، لاعتقادها - وهي الخبيرة - أنه أفضل الزعماء للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة في بريطانيا.
غارديان (0.4 مليون نسخة)
تأسست: 1821
قراء هذه الصحيفة اليسارية خليط من ذوي التوجهات العمالية واللليبرالية الديمقراطية. وعندما أعلنت ولاءها لليبراليين الديمقراطيين في انتخابات السادس من مايو، سارعت كاتبة العمود الشهيرة جاكي آشلي (المؤيدة عموما لسياسات العمال وغوردون براون) لإيضاح أن قرار الصحيفة دعم الليبراليين لا يتأتى من رئاسة تحريرها وإنما من "نتيجة لمناقشات حامية الوطيس داخل الصحيفة". وتقليديا فإن "غارديان" أكثر ميلا الى العمال، لكنها أوعزت بوجوب تنحي غوردون براون من زعامة الحزب.
اندبندانت (0.2 مليون نسخة)
تأسست: 1986
اسمها الانجليزي يعني "المستقلة" بالعربية. وهي تسمية تريد لها الانعكاس في ميولها السياسية، ولهذا فهي تبتعد قدر الممكن عن إظهار ولائها لأي حزب معين. ومع ذلك فهي تصنف عموما في وسط اليسار. ورغم أن هذا يجعلها أقرب الى العمال من المحافظين، فقد أدانت حرب العراق بشدة. يرجع البعض السبب في انخفاض مبيعاتها النسبي الى مفس تلك الاستقلالية التي تسعى اليها، باعتبار هذا عاملا يجردها من "الهوية".