الصين تثمن مواقف الإمارات الداعمة للسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: أعرب زهاي جون نائب وزير خارجية الصين عن تقدير بلاده جهود دولة الإمارات العربية المتحدة السلمية لحل قضية جزرها الثلاث " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى " التي تحتلها إيران مشيرا إلى أنه موقف جدير بالدعم والتقدير.
وقال في حديث لوكالة أنباء الإمارات " وام " في مقر وزارة الخارجية الصينية في بكين اليوم.. إن بلاده تؤكد ضرورة حل النزاعات بالأساليب والطرق السلمية وعدم اللجوء إلي القوة العسكرية كون الحوار والتشاور هو الذي يؤدي إلي نتائج أفضل دائما.
وأكد حرص بلاده على تعميق علاقات الصداقة والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والثقافية و الطاقة.
وأشاد بمشاركة دولة الإمارات بجناح متميز في معرض " اكسبو شنغهاي الدولي 2010 ".. مشيرا إلى أن هذه المشاركة تعزز التفاهم والتعاون بين البلدين الصديقين وتقدم دولة الإمارات إلى شعب الصين بصورة متميزة.
وشدد على رفض بلاده للإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية .. داعيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى دور أكثر نزاهة في الصراع العربي الإسرائيلي والكف عن إتباع سياسة منحازة لإسرائيل للوصول إلى سلام حقيقي في الشرق الأوسط .
ولفت إلى أن المبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وان شي جي .. يواصل مساعيه بين مختلف الأطراف المعنية وخاصة الفلسطينيين والإسرائيليين وجورج ميتشل مبعوث السلام الأمريكي للمنطقة في محاولة لتذليل العقبات الراهنة والناجمة عن تعنت الحكومة الإسرائيلية .
.. وردا على سؤال حول أهمية " المنتدى الوزاري العربي الصيني الرابع " الذي يعقد على مستوى وزراء خارجية الجانبين في مدينة " تيانجن " الصينية يومي 13 و 14 مايو الجاري .. قال إن بلاده تعلق عليه أهمية قصوى لمواجهة تحديات الأزمة المالية العالمية وأزمة الطاقة ونقص الغذاء والتغيير المناخي والتي تفرض ذاتها بقوة علي الجانبين العربي والصيني .
وأوضح أنه من المتوقع أن يتوصل وزراء خارجية الدول العربية والصين خلاله إلى تأسيس شراكة استراتيجية وإقامة تعاون استراتيجي بين الصين والعالم العربي وصولا لتنمية مشتركة .. مشيرا إلى أن الدورة الرابعة للمنتدي الذي إنطلق عام 2004 .. ستعزز العلاقات الإماراتية الصينية والعربية الصينية في مجالات الطاقة والاقتصاد .
وأشار إلى أن الصين أكبر دولة نامية في العالم بعدد سكان والذي يصل إلى /3 ر1 / مليار نسمة لديها ظروف وطنية خاصة وخصائص عدم توازن التنمية في بعض الإحيان إلا أن نجاحها في تنظيم " معرض اكسبو شنغهاي 2010 " ترك انطباعا قويا لدى العالم بأن الصين إجتازت الأزمة المالية والإقتصادية العالمية وتستعد لمواصلة النمو في العام المقبل.
واعتبر أن هذا المعرض يمثل فرصة سانحة للصين لتقديم نفسها إلي العالم العربي ودول العالم معربا عن سعادته بتقاسم هذا الحدث العالمي الكبير مع دولة الإمارات وبقية الدول النامية.
وأشار إلى أنه تم تشكيل عشر آليات عمل للتعاون بين الجانبين العربي والصيني في المجالات الإعلامية والثقافية والإقتصادية والسياسية..مشيرا إلى أن الصين تحظى بعلاقات دبلوماسية مع جميع الدول العربية استنادا إلى العلاقات التاريخية التي نشأت من عهد طريق الحرير قبل مئات السنين.
وقال زهاي جون نائب وزير خارجية الصين إن بلاده تعتبر دولة نامية مشيرا إلى أنها ليست فى مستوي الكمال وأن هناك مجالات عدة بحاجة إلي الإصلاح والتحسين .
وأكد ضرورة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام ليتعرف الجانبان على قضاياهم عن طريق إعلامهم وليس عبر الإعلام الغربي الذي يهيمن على العالم.
وحول التعاون الإقتصادي بين الجانبين أشار إلى أن .. حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بلغ العام الماضي مائة مليار دولار فيما استوردت الصين /90/ مليون طن من النفط من الدول العربية خلال عام 2009.
ونوه بأن الدول العربية شريك سياسي واقتصادي قوي خاصة في مجال الطاقة نافيا وجود أية عوائق سياسية تعترض تطوير علاقات الجانبين لافتا إلى وجود بعض الصعوبات ولكن في إطار الحرص على تعزيز التعاون والتواصل.
وحول رؤية الصين بشأن " الملف النووي الإيراني " قال إن بلاده تولي هذا الملف اهتماما بالغا مؤكدا أنها ترى ضرورة الإلتزام بنظام دولي صارم لمنع الإنتشار النووي حفاظا على الأمن العالمي وأن دول العالم كافة من حقها أن تستخدم الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وأضاف أن الصين تؤكد ضرورة حل الخلاف حول الملف النووي الإيراني بالحوار لحماية السلام والإستقرار في منطقة الخليج .. مشيرا إلى رفض بلاده الحل العسكري رفضا قاطعا .
ونفي معاليه أن تكون أحداث منطقة " أورومجي " في الصين التي وقعت في الخامس يونيو الماضي قد أثرت على مكانة الصين عالميا مؤكدا أن بلاده لن نسمح بالإنفصال والشغب وتعريض الوحدة الوطنية والإستقرار الاجتماعي للخطر ولن تسمح بالفوضي وستقاوم الإنفصاليين حفاظا علي وحدة الصين ..
مشيرا إلى أن الحكومة المركزية وحكومات المقاطعات ستواصل جهود تعزيز التنمية في تلك المنطقة لعدم تكرار الأحداث .
وأضاف أنه لن يسمح بإنفصال إقليمي " التبت " و" تشنجيانغ " التي تتمتع بالحكم الذاتي حفاظا علي الوحدة الوطنية منوها بأن المحاولات الخارجية لدعم الإنفصاليين فشلت والمشكلة الحقيقية أن القوي الإنفصالية تستغل المشكلات التنموية لإثارة الفوضي أحيانا.
.. وفيما يتعلق بسجل الصين في مجال حقوق الإنسان قال معالي نائب وزير الخارجية الصيني .. " إن بلاده تعلق أهمية كبيرة على هذا الملف وباعتبار أن الصين أكبر دولة نامية فإنها مهتمة بتوفير لقمة العيش والكرامة لسكانها وهذا أفضل وأهم من السماح بتعدد الأحزاب السياسية.. مؤكدا أنه إذا لم تتوفر حقوق البقاء والعيش الكريم فلا مجال للحديث عن الحقوق الأخرى ".
وأوضح أن الصين رغم أنها تعاني من مشكلات تنموية كبيرة إلا أنها أصبحت القوة الإقتصادية الثالثة في العالم مشيرا إلى أنها حققت انجازات كبيرة حيث تضاعف الناتج الإجمالي المحلي " مائة مرة " خلال العقود الثلاث الماضية من /300/ مليار يوان عام 1980 إلى / 39 / تريليون يوان في عام 2009 معتبرا أن هذه الإنجازات تمت بفضل سياسة الإصلاح والإنفتاح وتطبيق نظرية الإشتراكية ذات الخصائص الصينية.
واتهم بعض الدول الغربية بالضغط علي الصين لاتباع سياسة التغريب مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا.. مؤكدا أن هذا لن يحدث مطلقا وستحافظ بلاده على تطبيق النظرية الإشتراكية ذات الخصائص الصينية ولن تقبل بتصدير الغرب أيديولوجياتهم ونظرياتهم وأسلوب حياتهم إليها وقال معالي زهاي جون إن الصين تؤمن بضرورة التنوع في النظام العالمي وأن المقياس الوحيد لتحقيق التنمية هو إرادة الشعب وهي لن تسمح مطلقا بتشويه صورتها ولن ترضخ لهذا التشويه .
وحول آفاق التسوية السلمية في منطقة الشرق الأوسط ودور الصين أوضح نائب وزير خارجية الصين .. أن " وان شي جي " مبعوث السلام الصيني للشرق الأوسط ينسق مع جورج متشيل المبعوث الأمريكي واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي للتوصل إلى استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينين .. منوها بضرورة النظر بشكل موضوعي إلى دور ميتشل على اعتبار أن أمريكا هي اللاعب الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط .
ودعا المبعوث الأمريكي للضغط على إسرائيل للتخلي عن التطرف والعودة بعملية السلام إلى وضعها الطبيعي في المنطقة .
وأعرب زهاي جون في إجابته عن سؤال حول الجدول الزمني المتوقع للتوصل إلى " إتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين " ..
عن أمله في الإسراع بالتوصل إلى هذه الإتفاقية لما فيها من مصلحة للجانبين ونفي وجود مشكلات عالقة مضيفا أن المسألة مسألة وقت فقط وأنه سيحث وزارة التجارة الخارجية الصينية على الإسراع في إيجاد جدول زمني للتوقيع عليها.
ودعا معالي جون إلى ضرورة معالجة القرصنة في بحر العرب واستئصال الأزمة من جذورها عن طريق يحقيق السلام والمصالحة الوطنية في الصومال كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات اقتصادية ومالية عاجلة إلي الصومال لإنهاء الصراع فيها.
وأكد دعم بلاده لليمن في مواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق التنمية الإقتصادية وتوفير فرص العمل مشيرا إلى حرص الصين على التعاون مع المجموعة الدولية لدعم اليمن اقتصاديا وسياسيا .
ودعا إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين الصين والعالم العربي مشيرا إلي أن هناك آلية للتعاون الثقافي منذ إطلاق " المنتدى الوزاري العربي الصيني " الأول في عام 2004 .. لافتا إلي أن بلاده تستضيف " مهرجان الفنون العريبة - الصينية " هذا العام بمشاركة الدول العربية علي هامش اكسبو شنغهاي 2010.
وأوضح أنه تم إطلاق مشروع الترجمة المتبادلة لكتب التراث الصينية والعربية للتعرف على حضارات الجانبين منوها بأن مؤتمر " الصداقة العربية الصينية " سيعقد في ليبيا هذا العام لتعزيز علاقات الصداقة بين الشعوب .
وبشأن جهود الصين في إصلاح النظام الدولي قال نائب وزير خارجية الصين .. إن الأزمة المالية العالمية كشفت ضرورة إصلاح النظام العالمي وهي مسالة أهم من الديموقراطية وتعدد الأحزاب السياسية .. مؤكدا حرص بلاده علي ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي بسبب نقص تمثيل الدول النامية للعضوية الدائمة وهذه العملية تتطلب ساعة واحدة فقط لوصدقت النوايا .
وأكد فشل النظام الدولي في إدارة الأزمة المالية لأنه نظام غير منصف محملا مجموعة العشرين المسؤولية كاملة لتتجاهلها الصين وكل الدول النامية مشيرا إلى أنه لا يوجد إصلاح مالي أو سياسي بدون مشاركة الدول النامية.