أخبار

أبو غازي: الأفريقيون يملكون ثقافة تؤهلهم لمواجهة تحديات العولمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جانب من الحضور في المؤتمرد.عماد ابو غازيحلمي شعراويابريما سال

القاهرة:جاء المؤتمر الأول الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بمصر لمثقفي القارة الأفريقية ومبدعيها 10 ـ 13 مايو تحت عنوان "تفاعل الثقافات الأفريقية في عصر العولمة"، داعما ومساندا للدعوات التي خرجت أخيرا مطالبة بتعميق أواصر التبادل الثقافي بين دول القارة الأفريقية بعضها البعض، والعالم.

ثمان محاور للمؤتمر تمتد من الهوية الأفريقية حتى جذورها في الحكاية الشعبية والشعر والمسرحية والسينما والرواية، وكل ذلك يقبل الكثير من الجدل والاستنتاج، ويشارك أكثر من خمسين باحثا من أنحاء القارة على خط كيب ـ كايرو ـ وداكار ـ ممباسا، الأمر الذي يشكل معه المؤتمر تفاعلا ثقافيا وفكريا وإنسانيا.

وقد أكد د.عماد أبو غازي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الجهة المنظمة للمؤتمر على أن الثقافة مدخل مهم كي نتحقق أحلامنا وآمالنا في مستقبل أفضل للقارة السمراء، وأضاف "إن مفهوم التنمية لم يعد قاصرا الآن على محاولة اللحاق اقتصاديا بالدول الأكثر تقدما بقدر ما يهتم بالكشف عن قدرات الشعوب وإمكان استغلالها، الأمر الذي يعني ضرورة التعرف على ثقافات الشعوب ودراستها دراسة عميقة لفهمها والاسترشاد بها، من أجل صياغة سياسات ثقافية تسهم في رقي شعوبنا، وتضع التنمية الشاملة لمجتمعاتنا نصب عينيها".

وأشار أبو غازي إلى أنه إذا كانت العولمة تشكل تحديا يضاف إلى تحديات كثيرة تواجه القارة السمراء، "فيجب أن نجعل من معطيات العولمة فرصة جديدة تتيح لثقافتنا في القارة الأفريقية المزيد من الحضور العالمي والإسهام في رقي الإنسانية، إن قارتنا التي شهدت عبر تاريخها الممتد حضارات أسهمت في التراث الإنساني العالمي إسهاما إيجابيا فعالا تملك من الرصيد الحضاري والثقافي ما يؤهلها لمواجهة تحديات العولمة من خلال إنتاج ثقافي قوي يؤكد هويتها ويعزز مقومات شخصيتها ويدافع عن خصوصيتها في ثقافة العصر الجديد وقيمه، لقد أصبحت الثقافة في ظل الظروف الثقافية والاقتصادية الجديدة رهانا ينبغي كسبه"

ورأى أبو غازي أن القارة الأفريقية تواجه تحديات كبيرة أغلبها ورثته عن الحقبة الاستعمارية وبعضها يكمن في الجذور التراثية، وقال "لقد ترك الاستعمار ميراثا مثقلا بالمشكلات نجحنا في تجاوز بعضه، لكن مشكلات جديدة ظهرت مع سنوات الاستقلال، وعلينا نحن مثقفي القارة ومبدعيها أن نسعى إلى امتلاك زمام المبادرة من أجل تجاوز العوائق التي تقف أمام مسيرة شعوبنا، وخصوصا أن ثقافتنا تشكل ميزتنا التنافسية الأساسية في عالم اليوم".

وعن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحدث د.محمد حلمي شعراوي أستاذ علوم سياسية وخبير شؤون أفريقية ومؤسس مركز البحوث العربية والأفريقية، مذكرا أن حركة التوحيد الأفريقية شرعت قلاعها أساسا انطلاقا من حركة مجموعات مثقفة مهمومة بشعوبها، فتحولت لحركات تحرير وحركات اجتماعية لا يخفى على أحد ثمارها، كما أن حركة الفكر والثقافة بعامة تعرف الكثير من أشكال هذا القلق منذ اجتمع مثقفون في باريس وروما 1956 و1959 وظهرت حدة التمايز بينهم منذ هذا الوقت المبكر حتى اجتمعوا في مؤتمرات للمثقفين في داكار وأكرا ونيروبي وأديس أبابا ودار السلام وجوهانسبرج والقاهرة وتحت شعارات امتدت من الزنوجة للنهضة الأفريقية وحتى علاقة العروبة بالثقافات الأفريقية.

وقال شعراوي "إن موجات الهم الثقافي لم تتوقف بالطبع، لكنها بدورها تخضع أو تطغى عليها موجات أخرى نقدرها من حركة التحرر الوطني في فترة إلى الأزمات والعلاقات الاقتصادية فترة أخرى، وهكذا، وها نحن نلتقي في القاهرة في ظلال قد تتجاوز الزنوجة والعروبة، لكنها تظل مسميات الفرنكفونية والأنجلوفونية والليزوفونية لتظل تحاور المعنى الشامل للأفريقانية، ولا أشعر شخصيا بالقلق من كل ذلك فها هو شعارنا مرفوع خلفنا وأمامنا بعنوان "تفاعل الثقافات الأفريقية".

وتحدث إبريما سال عن المشاركين الأفارقة مؤكدا عمق الروابط الحضارية بين دول القارة ومصر، داعيا إلى المزيد من التواصل الثقافي بما يدعم هذا الروابط في مواجهة التحديات التي تواجهها القارة.

تفاعل الثقافات الأفريقية

من محاور المؤتمر التي يناقشها على مدار أربعة أيام وما يزيد عن 12 جلسة، مفهوم الهوية الثقافية، معركة الثقافات في أفريقيا جنوب الصحراء: الآثار المترتبة على التنمية وبناء الأمة، العولمة والثقافات الأفريقية، مأزق شعوب أفريقيا بين ثقافتهم المحلية والثقافات الوافدة، مقاومة الثقافات الأفريقية لتجانس الثقافة الغربية في عصرالعولمة، الأديان وتفاعلها مع المجتمع في أفريقيا، إشكاليات الهوية في جنوب أفريقيا.

ومن الأفكار الرائعة التي تنفذ لأول مرة في مؤتمر دولي، يقام مساء كل يوم من أيام المؤتمر حوارا فريدا يجمع الفنون التراثية الأفريقية للتأكيد على التواصل الإنساني وحوار الثقافات بمشاركة فرقة الطبول النوبية وفرقة ستونة للغناء الشعبي وفرقة توشكى للفنون الشعبية وفرقة ملوي للفنون الشعبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف