مسؤول: لاترتيبات لأي اجتماع قريب بين علاوي والمالكي

أكدت الكتلة العراقية الفائزة في الانتخابات العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي عدم وجود أي اتفاق حتى الآن على عقد اجتماع قريب بين هذا الاخير وزعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي او تحديد مكانه وموعده بحسب ما ابلغ مصدر مسؤول فيها "إيلاف".. في وقت شدد اجتماع بين علاوي ورئيس الائتلاف الوطني عمار الحكيم على ضرورة العمل من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.. بينما وقع العراق والامم المتحدة اتفاقا استراتيجيا لبدء مرحلة جديدة من التعاون لحماية حقوق الانسان وتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق النمو الاقتصادي.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي ل "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم إن أي ترتيبات للقاء قريب بين علاوي والمالكي لم يتم الاتفاق عليها كما لم يتم تحديد موعد او مكان لمثل هذا الاجتماع الذي تسعى شخصيات سياسية إلى تحقيقه في إشارة الى انهيار محاولات لجمع الغريمين السياسيين. وحول تصريحات لعدد من قادة العراقية بان الاجتماع سيتم خلال اليومين المقبلين نفت ذلك وأشارت الى انها كانت تحضر اجتماعا مع علاوي قبل ساعات لكن اي حديث عن مثل هذا الاجتماع لم يجر تداوله ووصفت ما يتداوله الاعلام عن الاجتماع بأنه مجرد تكهنات.

وأشارت إلى أن عدداً من قياديي العراقية ومنهم اسامة النجيفي ورافع العيساوي وحسن العلوي كانوا قد التقوا المالكي خلال الايام القليلة الماضية وعرضوا عليه الاتفاق على اجتماع زعيمي الكتلتي فأبدى موافقته على ذلك وتوقف الامر عند هذا الحد.

وقالت انه يبدو ان المالكي لايريد الاجتماع مع علاوي في وضع تكون فيه الكتلة العراقية قوية وموحدة حيث تريد اطراف ان يتم الاجتماع والكتلة منقسمة وضعيفة. وأوضحت ان الرهان على انشقاقات دخل العراقية خاسرة فهي موحدة بقيادتها واعضائها وعبرت عن اعتقادها بوجود ضغوط سياسية من اطراف في ائتلاف دولة القانون تعرقل مثل هذا الاجتماع.

وتأتي هذه التأكيدات عن عدم الاتفاق على عقد اجتماع قريب بين علاوي والمالكي إثر تقارير تداولتها وسائل اعلام عراقية خلال الساعات الماضية عن قرب عقد هذا الاجتماع اليوم أو غداً. وتواصلا مع الحوارات الجارية بين الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة فقد بحث علاوي مع رئيس الائتلاف الوطني عمار الحكيم الاوضاع السياسية على الساحة العراقية حيث أكدا ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة.

وقال علاوي عقب الاجتماع ان الحوار البناء والهادف والصريح والانفتاح السياسي بين كل الاطراف هو المدخل الصحيح لبناء عراق يتسع لكل العراقيين. وأضاف ان اي تحالف لأي من القوى السياسية سيكون محورا يصب في العمل الوطني العراقي بشكل عام. ومن جانبه أكد الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ان اجتماعه مع علاوي يأتي "ضمن سلسلة من لقاءات التواصل التي تسعى الى تنقية الأجواء والتقارب في وجهات النظر كما عبرنا عن الرغبة الاكيدة للتحالف الرصين بين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون في بناء حكومة الشراكة الوطنية ولايمكن ان نمضي قدماً بمعزل عن هذه الشراكة" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام المجلس الاعلى اليوم.

وبخصوص التفجيرات التي تتعرض لها مدن عراقية منذ يومين قال الحكيم "ان الظروف الامنية التي يمر بها العراق تجعل القادة الامنيين على المحك في تحمل مسؤولياتهم التاريخية ولكنها ايضاً تحمّل القيادات السياسية المسؤولية الكبيرة بحكم الظرف الذي نعيشه والذي يمكن ان يمثل جزءا من اسباب حصول مثل هذه الاشكاليات وبالتالي كلنا نتحمل المسؤولية وعلينا ان نجلس ونتحاور وان نحدد الخطوات المطلوبة للإسراع في تشكيل البرلمان والحكومة المقبلة بعد المصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية".

ويعتقد مراقبون سياسيون يتابعون تطورات المشهد السياسي العراقي ان إصرار كل من علاوي والمالكي على رئاسة الحكومة الجديدة يشكل اهم عقبات عقد اجتماع بينهما. وأشاروا الى خلافات في الرؤى والتوجه بالنسبة إلى حق اي طرف بتشكيل الحكومة ففيما يصر علاوي على ان كتلته هي الفائزة في الانتخابات وبالتالي ان لها حقا دستوريا في تولي هذا التشكيل.. غير ان المالكي يصر على ان التحالف المعلن بين ائتلافه وائتلاف الحكيم مؤخرا قد شكل كتلة كبيرة تملك الحق في ترشيح رئيس للحكومة من قبله.

وحول اختيار لجنة من الائتلافين الوطني ودولة القانون اللذين اعلنا تحالفهما مؤخرا لاختيار رئيس للحكومة الجديدة قال نصار الربيعي القيادي التيار الصدري المنضوي في الائتلاف الوطني العراقي انه لم يتم لحد الان تشكيل مثل هذه اللجنة التي ستكلف باختيار اسم مرشح التحالف لمنصب رئيس الحكومة من بين الاسماء التي سيتم طرحها من قبل الائتلافين.

وأكد الربيعي انه "لم يتم تشكيل اللجنة حتى هذه اللحظة وان الانباء التي تناولتها وسائل الاعلام بهذا الخصوص عارية عن الصحة بسبب عدم الاتفاق على عدد اعضاء هذه اللجنة التي يجب ان تكون متساوية وان يكون اعضاؤها من الشخصيات القيادية في الائتلافين.

وأشار في تصريح اليوم الى ان عمل هذه اللجنة التي سيتم تشكيلها هو وضع آلية لاختيار رئيس الوزراء "علماً اننا سنعتمد مبدأ التوافق والتراضي من قبل جميع الاطراف، إضافة الى اختيار المرشح بنسبة 80% من التحالف". وجدد الربيعي دعم التيار الصدري لابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق لمنصب رئيس الحكومة نظرا إلى حصوله على أعلى الاصوات في الاستفتاء الذي اجراه التيار الصدري موخرا.

واظهرت نتائج الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في السابع من اذار (مارس) الماضي فوز الكتلة العراقية بزعامة علاوي وحصولها على 91 مقعدا يليها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بحصوله على 89 مقعدا ثم الائتلاف الوطني بزعامة الحكيم بحصوله على 70 مقعداً فيما حل التحالف الكردستاني بقيادة الحزبين الكرديين الرئيسين بنيله 43 مقعداً وذلك من مجموع عدد مقاعد مجلس النواب الجديد البالغة 325 مقعدا.