منتدى الإعلام العربي يواصل جلساته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله آل هيضة ومروة كريدية من دبي: تواصلتفعاليات منتدى الإعلام العربي المنعقد في دبي بسلسلة جلسات في شتى المواضيع المطروحة للنقاش، وسط تفاعل وحضور مميز كان من أبرز علامات المنتدى.
صدام دق المسمار في نعش قومية الصحافة الكويتية
فرض الإعلام الكويتي اليوم نفسه بقوة في جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي المنعقد في دبي، وإنطلقت فعالياته اليوم، إذ أدلى أكثر من إعلامي كويتي بدوره تعقيبا على مادة الحوار.
بدأ برنامج اليوم الأول من المنتدى الاعلامي العربي فعالياته بورشة عمل خاصة سلطت الضوء على خريطة المشهد الإعلامي الكويتي الذي سجل خلال العامين الأخيرين تطوراً مذهلا من حيث أعداد الصحف اليومية والقنوات التلفزيونية وذلك بعد إصدار قانون المطبوعات الجديد الصادر عام 2006.
فقد أتاح القانون الجديد المجال للعديد من المجلات المطبوعة والإلكترونية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية والصحافية العمل ضمن مساحة إعلامية واسعة، الأمر الذي ينبئ بتأسيس مرحلة جديدة في فضاء الإعلام الخليجي. وقد ناقشت الجلسة واقع وسائل الإعلام الكويتية اليوم واتجاهاتها ومحاورها، والأسباب وراء ظهور تلك الأعداد الكبيرة نسبياً من الصحف والقنوات التلفزيونية، وحاولت الجلسة التعرف إلى هموم المؤسسات الإعلامية الكويتية وأولوياتها.
وأبرزت الجلسة تسجيل المشهد الإعلامي الكويتي تطوراً مذهلاً وعلى أكثر من صعيد، حيث بلغ عدد الصحف اليومية باللغة العربية 15 صحيفة، وصحيفتين ناطقتين باللغة الإنكليزية، وبلغ عدد قنوات التلفزيون الحكومية أربع قنوات ، بينما وصل عدد القنوات الخاصة إلى سبع قنوات، هذا بالإضافة إلى العديد من المجلات والدوريات المطبوعة والإلكترونية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية والصحافية.
وقد أدار ورشة العمل الإعلامي يوسف عبد الحميد الجاسم، الرئيس التنفيذي لشركة ستة على ستة الإعلامية وتحدث خلالها كل من الدكتور أنس الرشيد وزير الإعلام الكويتي الأسبق، والدكتور سليمان العسكري، رئيس تحرير مجلة العربي، و الدكتور عبد الله الشايجي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، وعدنان الراشد نائب رئيس تحرير صحيفة الأنباء الكويتية.
وعقب الدكتور أنس الرشيد على حال الصحافة بقوله : "إن قانون المطبوعات الكويتي الجديد فتح المجال للكثير من وسائل الاعلام وذلك باعتماد قانون يمهد المجال للعمل ضمن مساحة أوسع". وأضاف الرشيد: "لقد وصلت إيرادات الصحافة الكويتية المكتوبة من الاعلانات إلى 280 مليون دولار، لكن هذا الكم الهائل من الصحف لن يستطيع الصمود لمدة أطول."
بدوره، قال الدكتور سليمان العسكري في شرحه لسعي الاعلام الكويتي احتلال الريادة في الصحافة العربية: "لقد اهتمت الصحافة الكويتية بالشؤون القومية العربية بشكل معمق سواء كان ذلك في تغطيتها لقضية فلسطين، أو الحرب العراقية الايرانية، وبعد الغزو العراقي للكويت تشكلت صدمة كبيرة لدى الكويتيين أثرت فيهم بشكل حاد جعلت الاعلام الكويتي يتوقف لمراجعة مساهماته في العمل القومي ما جعل الاعلام الكويتي يهتم بالشأن الداخلي الكويتي ويصب إهتمامه لرفع الوعي حول أمور داخلية مهمة كان الاعلام الكويتي يغفلها." إن هجرة كفاءات صحافية عربية من فلسطين ولبنان ودول عربية اخرى إلى الكويت لها دور كبير في تعزيز ريادة الكويت في تغطيتها لحال الأمة العربية وتعزيز قوميتها العربية كما أشار عدنان الراشد نائب رئيس تحرير صحيفة الأنباء الكويتية.
وقال عبدالله الشايجي: "التوسع الهائل الذي يعيشه الاعلام الكويتي هو انعكاس للواقع الاعلامي والسياسي الذي سمح للكثير بالدخول في هذا المجال، لكن الوقت قادم لتصحيح المسار الاعلامي وجعل الصحافة تلعب دوراً ايجابياً في المجتمع الكويتي حتى لا تتحول صحافتنا الى صحافة احزاب." وذكر الشايجي أن هذا التفوق الإعلامي والثقافي كان من أبرز ضحايا غزو العراق على الكويت سنة 1990. وكان طبيعياً بعد تحرير الكويت أن تحدث مراجعات في سلم أولويات الدولة والمجتمع، وقد تزامنت هذه المراجعات مع بدايات تطور هائل في الإعلام الفضائي العالمي والعربي، وظهرت خلاله قوى إعلامية خليجية وعربية ذات حضور وفعالية. ولم تكن الكويت حاضرة في هذا التطور على الرغم من توفر كوادر وكفاءات إعلامية ذات خبرة واسعة، إذ يبلغ عدد الصحافيين المسجلين في جمعية الصحافيين الكويتية 2134، من بينهم 1638 كويتياً.
"تشينديا" خط التوازي بين الاقتصاد المفتوح والإعلام الحر
حلقة نقاشية مهمة للغاية عقدت اليوم ضمن فعاليات المنتدى الإعلامي العربي، إستجلبت تجربة الصحافة الآسيوية، في مسعى لتشريحها، وإستنباط نجاحاتها، وسط توصيات بإستخلاص الدروس المهمة منها.
أكدت مجموعة من الخبراء والمتخصصين في القطاع الإعلامي الذين شاركوا في جلسة عمل عقدت ضمن فعاليات المنتدى تحت عنوان "صعود آسيا وحراك القوى الإعلامية!" أهمية استخلاص الدروس والعبر من التجربة الآسيوية والاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها للارتقاء بالمشهد الإعلامي العربي.
شارك في الجلسة التي أدارها الدكتور طيب كمالي، مدير مجمع كليات التقنية العليا في الإمارات، كل من أندرو مالكولم، عضو مجلس التحرير في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز، وناثان فيمبي، مدير الشؤون الصينية في مركز "ترستد سورسز" في المملكة المتحدة، وديليب شيريان، الشريك المؤسس لـ "بيرفكت ريليشنز"، وشوا هاك تشنغ، رئيس التحرير في "ستريتس تايمز"، وعبدالله المدني، الباحث و المحاضر الأكاديمي في الشؤون الآسيوية، وناراسيمهان رام، الناشر ورئيس التحرير في صحيفة الهندو.
وأشار الدكتور كمالي في مقدمته إلى أن أهمية موضوع الجلسة تنطلق من عدة حقائق أهمها الشكل الجديد للنظام الاقتصادي العالمي الآخذ بالتشكل، ففي عام 2025 ستبلغ حصة الهند من إجمالي الناتج القومي العالمي 13 بالمائة محتلة بذلك المركز الثالث عالمياً، في حين ستدخل الصين في منافسة مع أميركا وأوروبا على المركز الأول.
ونظراً للأهمية التي يمثلها اقتصاد هذين البلدين، أطلق عليه بما أصبح يعرف بـ (تشينديا) أي اقتصاد الصين والهند . من جهته تناول أندرو مالكولم وسائل الإعلام الأميركية والآسيوية بمقارنة خلص من خلالها إلى أن الأولى توجه اهتمامها الأكبر نحو الوضع الداخلي أكثر من المناطق الأخرى في العالم، في حين شهدت وسائل الإعلام الآسيوية انفتاحاً غير مسبوق نحو العالم خصوصا بعد تحرر اقتصادها.
وتطرق جوناثان فينبي إلى خصوصية وسائل الإعلام الصينية بالقول: "عند التحدث حول الصين نرى أن هناك الكثير من الأفكار المسبقة حول هذا البلد، وكثير من الأشخاص يحاولون النظر إليها من وجهة نظر "أجنبية" بحتة، في الوقت الذي تعمل فيه على تطوير إعلامها من وجهة نظرها ومتطلباتها الخاصة. وقد بدأ صعود نجم الصين بعد تغير الظروف الاقتصادية والسياسية في عام 1970، فبدأنا نشارك العالم اهتماماته، ومن دون شك فإن الأرقام التي ستنعكس على القطاع الإعلامي ستكون أكثر تفاؤلاً خاصة مع خروج الملايين من الأشخاص من فجوة الفقر إلى الطبقة المتوسطة".
بدوره تناول ديليب شيريان الوضع السائد في القطاع الإعلامي الهندي وقال: "تتعلق قصة نمو وسائل الإعلام الهندية بتنوع الثقافات والمجتمعات في هذا البلد الديمقراطي، فهناك ما يزيد عن 74 ألف جريدة وصحيفة حسب الأرقام الحكومية، والمجتمع الهندي مجتمع محاور بطبعه، ويهتم بتبادل الآراء والأفكار لذلك نرى هذا الاهتمام الكبير بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فضلاً عن تكلفة وسائل الإعلام الهندية غير المرتفعة".
أما عبدالله المدني، فشرح صعوبة تكوين فكرة تشمل الوضع الإعلامي في الدول الآسيوية كلّها وقال: "عندما نتحدث عن الإعلام الآسيوي فإننا نتحدث عن قارة ممتدة على مساحة شاسعة، ودول تنتمي إلى مجموعات مختلفة، ومستويات نمو وتعليم متفاوتة الأمر الذي يجعل تكوين صورة عامة حول القطاع الإعلامي الآسيوي من الأمور الصعبة. هناك العديد من العوامل المتعددة التي أدت إلى نمو القطاع الإعلامي في آسيا من أهمها حجم السكان الكبير، والنمو الإقتصادي لهذه الدول الأمر الذي أدى إلى توسع الطبقة المتوسطة، والاهتمام الكبير بتعليم عشرات الملايين، وضخ كميات كبيرة من الأموال في وسائل الإعلام، فضلاً عن السياسات الخاصة ببعض الدول الرامية إلى استقطاب عمالقة وسائل الإعلام العالمية للاستثمار في المؤسسات المحلية".
بدوره سلط ناراسمهان رام الضوء على المحركات الأساسية لوسائل الإعلام الآسيوية بما في ذلك توظيفها للوسائل التقنية المتطورة، ومستويات التعليم المتقدمة، وتحسن القدرات الشرائية عند شعوب هذه الدول. كما ذكر التيارات السلبية التي تعاني منها هذه الوسائل لا سيما في الهند والتي يمكن اختصارها بطابعها التجاري، واهتمامها بالربحية، واحتدام حدة المنافسة التي وصلت إلى مرحلة من "حروب الأسعار"، والفساد خاصة بما يتعلق بالأخبار التي يدفع مقابلها كما حدث في الحملات الانتخابية التي أجريت مؤخراً. يذكر أن منتدى الإعلام العربي برز منذ تنظيمه للمرة الأولى في عام 2001 في دبي، كأكبر تظاهرة إعلامية من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وقد حظي المنتدى باهتمام واسع من وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي خصصت تغطية وافية لفعاليات المنتدى نظرا لتميز القضايا التي يناقشها، والمكانة التي يتمتع بها في صدارة قائمة أبرز الأحداث الإعلامية في العالم العربي.
صحافة المواطنة تواجه تهمة "الغزو"
فرضت صحافة المواطنة نفسها اليوم تحت سقف نقاش إعلامي مستفيض، بين خضوم لها يرون أنها ليست أكثر من صحافة غازية، وأنصار يرون أن هذا النوع من الصحافة يعد تكامليا، لها القدرة على مواجهة وسائل الإعلام التقليدية.
سلطت ورشة العمل الثانية في اليوم الأول لفعاليات المنتدى التي عقدت تحت عنوان " صحافة المواطنة.. تحدي المجهول" الضوء على صحافة المواطنة والفرص والمعوقات أمام قدرتها على منافسة وسائل الإعلام التقليدية فانقسم المشاركون بين مؤيد ومعارض للصحافة المواطنة، حيث رآها البعض صحافة تكاملية والبعض الآخر نعتها بالغازية على الصحافة التقليدية.
وقد دار النقاش في الورشة التي أدارها شريف عامر، الإعلامي والمذيع في قناة الحياة، حول مجموعة من المحاور الرئيسة والتي تركزت حول العلاقة بين المدونين والقائمين على وسائل الإعلام التقليدية، وهل هي علاقة تكامل أم تنافس، وصحافة المواطنة وهل ساهمت في زيادة هامش الحريات المتاحة للإعلام بشكل عام، ومدى إمكانية إيجاد أنظمة وآليات تسهم في تعزيز مصداقية صحافة المواطنة، بالإضافة إلى محور خاص حول إمكانية تطوير أداء المدونين العرب وتطوير كفاءتهم.
فتحدث أحمد عاشور، مدير موقع الجزيرة توك، عن تجربة الموقع، الذي تم إطلاقه ببعض الأسس الإعلامية البسيطة، وأصبح يضم 300 مراسل ومراسلة من طلاب الجامعات من مختلف أنحاء العالم وأهمية الصحافة المواطنة وكيف انتشرت انتشاراً واسعاً في الوطن العربي، رافضاً فكرة تعزيز المصداقية في الأخبار، مؤكداً ضرورة وجود مبدأ العفوية في الإعلام المواطن.
وأضاف عاشور: "نسعى الآن إلى تكوين شبكات إعلامية عالمية من الشباب العربي عبر شبكة الانترنت، تكون من منطلق فهمها الخاص للأحداث والمجريات، كما نسعى أيضاً أن نغرس في الشباب العربي الثقة بإمكانية الفعل والقدرة على ذلك، فأصبح هناك للمواطن صوت، فهو يصنع الخبر وينتظر الإعلام التفاعل معه."
وأكد أنور الهواري، رئيس تحرير جريدة الأهرام الاقتصادي، أن الصحافة المواطنة هي ليست صحافة بقدر ما هي إضافة جديدة لقدرات الأشخاص، وقد ظهرت عقب أحداث عالمية كبرى، مثل أحداث سبتمبر وتفجيرات لندن، حيث استطاع الأشخاص العاديون الوصول إلى مواقع الأحداث وأخذ الصور والفيديو ونشرها على شبكة الانترنت. كما نعت الهواري الصحافة المواطنة بالغازية على الصحافة التقليدية، مؤكدأ أن الصحافة هي مهنة لها تقاليد وقواعد للحصول على المعلومة وتحمل ذلك أمام المجتمع، ولا يمكنها التحرك بفراغ، وقال "يبقى الأمل هو التمسك بما تبقى من الصحافة التقليدية قبل أن ننزلق الى الفوضى".
واختلف علي القرني، المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية، مع الهواري، مؤكداً أن صحافة المواطن هي انقلاب جماهيري على الصحافة التقليدية، والتي تقدم نقداً واسعاً للصحافة التقليدية، وتحولها الى قوة المستقبل في العملية الاتصالية. كما أكد أن الصحافة المواطنة هي السلطة الخامسة في الدولة. وقال" أدركت المؤسسات الإعلامية الخطر القادم من المدونات والإعلام الالكتروني، فقامت بإطلاق زوايا صحافية ومواقع عبر شبكة الانترنت بالإضافة إلى برامج تلفزيونية للتحكم بالمحتوى الإعلامي، كما أصبحت الصحافة المواطنة تدرس في الجامعات والمعاهد حالياً".
وقال محمد كيالي، مدون من الجمهورية العربية السورية: "خلال السنوات الخمس الماضية أصبح هناك نوع من المبالغة في الإعلام التقليدي، فاتجه الأشخاص نحو الانترنت عبر المدونات والفيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع فأخذ المدونون اهتماماً إعلاميا كبيراً، وأصبحت الصحافة تأخذ بآرائهم، فالإعلام المواطن هو مكمل للإعلام التقليدي."
وفي نهاية الورشة ظل السؤال المطروح هو : هل تعتبر صحافة المواطنة صحافة تكاملية أو غازية للصحافة التقليدية ؟ وجدير بالذكر أن التكنولوجيا الحديثة وفرت أساليب سهلة وحلولاً مبتكرة مكنّت كل مستخدم من نشر الصور والأفلام والمعلومات لشريحة واسعة من الجمهور تكاد تضاهي أو تفوق جمهور المؤسسات الإعلامية التقليدية. ووفر الإعلام المجتمعي على شبكة الإنترنت أو ما يعرف بالصحافة الشعبية الفرصة لمستخدمي أدوات هذه التكنولوجيا للقيام بدور الصحافيين، ليكونوا صحافيين ينقلون الخبر صوتاً وصورة دونما حسيب أو رقيب أو مسؤوليات وتبعات قانونية.
واثر ذلك اضطرت كبريات وسائل الإعلام والوكالات للتعاطي أحياناً مع ما يعرف بصحافة الهاتف المحمول، أو الصحافة الرقمية الشعبية، على الرغم من غياب آلية محددة للتدقيق في مصداقية معلومات هذه الصحافة. وفي ظل الزحف المتواصل للمدونات للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، بدأت تتداخل نشاطات تلك المدونات لتتشابك بشكل وثيق مع الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية الأخرى لتكمل بعضها البعض.
بحث سبل ردم الهوة بين اعلام المغرب العربي ومشرقه
اكد المشاركون في جلسة "تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه" أهمية إطلاق مشروع إعلامي عربي متكامل.
شهدت جلسة "تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه" جدلاً واسعاً حول العوامل التي ساهمت في توسيع الهوة بين وسائل الإعلام العربية في مشرق العالم العربي ومغربه، والطرق الكفيلة بتقريب وجهات النظر لإيجاد مشروع إعلامي عربي متكامل.
شارك في الجلسة التي أدارتها وسيلة عولمي، المذيعة في قناة الجزيرة، كل من محي الدين عيمور، وزير الثقافة والإعلام الجزائري الأسبق، ومحمد أوجار، رئيس مركز الشروق للإعلام وحقوق الإنسان في المملكة المغربية، وفهمي هويدي الكاتب من جمهورية مصر العربية، ومحمود شمام، مدير التحرير في مجلة فورين بوليسي العربية.
وبدأت مديرة الحوار الجلسة بطرح مجموعة من الأسئلة على المتحاورين بما في ذلك حقيقة فرضية التباعد والاختلاف والتباين بين الدول العربية على الرغم من أنها تكوّن مجتمعة كتلة واحدة.
وبدأ محي الدين عيمور مداخلته بأن المشرق دائماً كان نقطة استقطاب للمغرب العربي وبشكل خاص للأماكن المقدسة، كما كانت منطقة المشرق متقدمة في مجالات الإنتاج الثقافي والفني وهناك العديد من الأمثلة كبيروت والكويت اللتين كانتا مركزين ثقافيين متميزين في وقت من الأوقات.
وفي الوقت نفسه اعتمدت التلفزة في المغرب العربي على النشاط الفني الذي يتم انتاجه في كل من مصر وسوريا، أما الفن المغربي فقد بقي معزولاً عن جمهور المشرق العربي".
بدوره تناول فهمي هويدي العوامل التي ساهمت في حدوث ذلك التباين بين المنطقتين بعض منها أساسي وكلي وبعضها الآخر أقل أهمية وقال: " تأثر المغرب والمشرق العربيان بغياب المشروع المشترك، فعوضاً عن المشرق أصبح هناك مشرقيات، وعوضاً عن المغرب حل مكانه مغاربيات. نحن في زمن "الإنكفاء العربي"، والجيمع ينادي بـ "أنا أولاً". من جهة أخرى هناك العديد من العوامل التي ساهمت في جعل المشرق العربي نقطة جذب وذلك نظراً لغناه بالموارد الطبيعية، والضغوط التي فرضتها القضية الفلسطينية والعديد غيرها".
من جهته قال محمد أوجار: "يعيش العالم العربي واقع التجزئة والتشرذم والدولة القُطرية، ومن الأهمية بمكان وجود فضائيات عربية تشعرنا بالإنتماء إلى فضاء عربي اندثر على أرض الواقع".
وحول السبب وراء ازدهار الفضائيات في المشرق قال أوجار: "هناك العديد من الأمور التي ساهمت في إنتاج هذا العدد الضخم من الفضائيات في المشرق العربي منها ما هو سياسي وديني وتمويلي. في حين أن دول المغرب العربي لا تمتلك مشروعاً خارج إطار فضائياتها المحلية التي لا يتعدى هدفها التواصل مع مغاربة المهجر".
من جهته قال محمود شمام: "لا يوجد هناك مشكلة لغة أو تواصل بين المشرق والمغرب العربيين، إلا ان الخلاف ثقافي بطبيعته. فعلى الرغم من ارتفاع عدد الفضائيات في المشرق العربي والتي زادت عن 638 قناة، منها 30 فضائية مغربية فقط، إلا أن هذا الكم الهائل يركز في طرحه على الإثارة الإجتماعية وصولاً للإثارة السياسية، وقلة قليلة هي التي تتحدث بموضوعية ومهنية. أما عن سبب قصورنا من الناحية الإنتاجية فمردها للظروف التي مرت بها دول المغرب العربي دون استثناء".
رفيق خوري لـ"إيلاف": كيف لنا ان نتكلم عن تنوع وحرية صحافة دون حرية سياسية
إيلاف التقت على هامش أعمال الورشة مدير تحرير جريدة الأنوار اللبنانية الأستاذ رفيق خوري الذي أشار الى أن الصحافيين الحاليين بمعظمهم غير مهنيين، مؤكدًّا أن طلاب كليات الاعلام لا يقرأون وغير مثقفين قائلا: "لقد كنّا في بداية عملنا الصحافي في السابق نتعب كثيرا، وقد مارسنا شتى أنواع الكتابة، وما كان يميز جيلنا هو التدرج في العمل حتى يصل الى منصب معين، لقد عملت مع الاستاذ طلال سلمان سويًّا وكنا نبذل الجهد الكبير كي نجري مقابلة مع شخصية معينة، وكنا نعد لها الكثير، أما اليوم فقد اختلف الأمر مع وجود المدونات أصبح كل انسان صحافيا منهم الجيد ومنهم التافه".
وفيما اعتبر خوري ان ظاهرة التدوين والصحافة الالكترونية ايجابية وجيدة فقد طالب بوضع ضوابط، مؤكدا ان ما يميز المواقع الالكترونية الجادة كإيلاف هو متابعتها الدقيقة والسريعة للأحداث كما انها تطالب مراسليها بالاعتماد على مصادر موثوقة لجمع المعلومات، معترفًا ان الزمن هو عصر الصحافة الالكترونية وان الصحف الورقية تعاني خسائر فادحة في عمليات الطباعة والتوزيع وان المقال الذي ينشر ورقيا ولا ينشر الكترونيا لا يلقى رواجا، مشيرًا الى ان الصحف الورقية مهددة بالافلاس. وعن الجريدة التي يرأس تحريرها قال :"نحن في الانوار نكاد نغطي وضعنا من المساعدات والتبرعات والصحافة من وجهة نظري ترجع اليوم الى الوراء".
وردّا على سؤالنا حول مسألة تنظيم الاعلام الالكتروني وأهميته وان الامر ممكن ان تتخذه السلطة السياسية في الدول العربية ذريعة للحد من الحريات وقمعها قال: "أنا ضد تدخل الدولة في عمل الاعلام والانظمة العربية التي لم تسمح بحرية الصحافة الورقية لن تسمح بحرية الالكترونية، واني شخصيا أومن بثلاث حريات، حرية التفكير، حرية التعبير، وحرية التغيير".
وردّا على سؤال إيلاف حول كيف يمكن للدول الخليجية التي ترعى "منتديات الاعلام ومؤتمراتها " ان تكون داعمة للحريات الصحافية فيما الحريات السياسية عنها غائبة وأنظمة الحكم فيها "عائلية " ومفهوم المجتمع المدني عنها غائب...أشار الى ان الصحافة الخليجية أشبه ما تكون بجريدة الحائط لان معظم صفحاتها تُستهلك في أخبار " الحاكم وعائلته " الكبيرة بحيث تغيب المضامين الاخرى عن الجريدة لحساب تغطية مؤكدا ان العالم العربي اليوم عالم مكرر لا يوجد فيه حرية سياسية؛ متسائلا كيف لنا ان نتكلم عن تنوع وحرية صحافة دون حرية سياسية .
وجدير بالذكر أن التكنولوجيا الحديثة وفرت أساليب سهلة وحلولاً مبتكرة مكنّت كل مستخدم من نشر الصور والأفلام والمعلومات لشريحة واسعة من الجمهور تكاد تضاهي أو تفوق جمهور المؤسسات الإعلامية التقليدية.
ووفر الإعلام المجتمعي على شبكة الإنترنت أو ما يعرف بالصحافة الشعبية الفرصة لمستخدمي أدوات هذه التكنولوجيا للقيام بدور الصحافيين، ليكونوا صحافيين ينقلون الخبر صوتاً وصورة دونما حسيب أو رقيب أو مسؤوليات وتبعات قانونية.
واثر ذلك اضطرت كبريات وسائل الإعلام والوكالات للتعاطي أحياناً مع ما يعرف بصحافة الهاتف المحمول، أو الصحافة الرقمية الشعبية، على الرغم من غياب آلية محددة للتدقيق في مصداقية معلومات هذه الصحافة. وفي ظل الزحف المتواصل للمدونات للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، بدأت تتداخل نشاطات تلك المدونات لتتشابك بشكل وثيق مع الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية الأخرى لتكمل بعضها البعض.