أخبار

الحكومة البريطانية عقدت أول اجتماع لها والصحف تتوقع مصاعب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
متابعة خاصّة: انتخابات بريطانيا

رأت الصحف البريطانية أن الانسجام واضح بين كاميرون وكليغ إلا أنها حذرت من مصاعب مستقبلية.

لندن: عقد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون اول اجتماع لحكومته الائتلافية الخميس فيما تهكمت الصحافة البريطانية من الائتلاف التاريخي بين المحافظين مع زعيم الاحرار الديموقراطيين نك كليغ متوقعة الا يستمر طويلا.

واجتمع نائب رئيس الوزراء الجديد كليغ واربعة من وزراء حزبه مع زملائهم الجدد من حزب المحافظين في داونينغ ستريت في اول اختبار لامكانية نجاح وعدهم بتطبيق "سياسة جديدة" في بريطانيا. وتتركز اولوية الحكومة الجديدة التي تعد اول حكومة ائتلاف في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، على معالجة العجز القياسي في الميزانية وانعاش الاقتصاد من الركود العميق الذي يعاني منه اضافة الى تحدي وضع ميزانية جديدة للبلاد خلال 50 يوما.

وصرح كاميرون الاربعاء في مؤتمر صحافي في حديقة داونينغ ستريت والى جانبه نك كليغ "نعلن عن سياسة جديدة نركز فيها على مصلحة البلاد وليس على مصلحة الحزب". وقال كاميرون (43 عاما) ان هذه السياسة "يمكن ان تشكل تغييرا تاريخيا وجذريا في زعامتنا السياسية".

واسندت عدد من الحقائب الوزارية الهامة للمحافظين ومن بينها حقيبة المالية التي حصل عليها جورج اوزبورن، وحقيبة الخارجية لوليام هيغ والدفاع التي شغلها ليام فوكس. اما حزب الديموقراطيين الاحرار فقد حصل على خمسة مناصب من بينها منصب نائب رئيس الوزراء الذي اسند الى كليغ ووزير شؤون الاعمال فينس كيبل فيما حصل كريس هيون على حقيبة الطاقة والتغير المناخي، ويتوقع ان يحصل عدد اخر على مناصب وكلاء الوزارة.

ويتعين على الحزبين التكيف مع العمل معا بعد سنوات من الخلافات وبعد خوض معركة شرسة في الحملة لانتخابات السادس من ايار/مايو التي اسفرت عن برلمان معلق لاول مرة منذ عام 1974. وحصل حزب كاميرون على اكبر عدد من المقاعد الا انه لم يحصل على الاغلبية التي تؤهله لتشكيل حكومة مما دفعه الى التحالف مع حزب الديموقراطيين الاحرار.

وطلبت الملكة اليزابيث الثانية تشكيل حكومة في وقت متاخر من الثلاثاء بعد استقالة براون. ونص اتفاق الائتلاف المؤلف من سبع صفحات الاربعاء على خفض العجز في الميزانية نظرا لانها "المسالة الاكثر الحاحا" التي تواجه بريطانيا حيث من المتوقع توفير نحو ستة مليارات جنيه استرليني (سبعة مليارات يورو) هذا العام.

ورحب محافظ بنك انكلترا (البنك المركزي) ميرفين كينغ بخطة خفض الدين الذي يبلغ 163.4 مليار جنيه استرليني. ولم تخرج بريطانيا من الركود سوى في نهاية العام الماضي الا ان هذا الانتعاش لا يزال هشا.

واكد الاتفاق كذلك على ان بريطانيا لن تنضم الى اليورو خلال فترة البرلمان الحالي التي حددت بخمس سنوات، واكد على اهمية اصلاح القطاع المصرفي لتجنب تكرار الازمة المالية التي بدأت عام 2008. وانتعشت بورصة لندن كما انتعش الجنيه الاسترليني بعد ايام من التوتر انتهت باتفاق الثلاثاء، كما افتتح مؤشر فوتسي لاسهم 100 شركة الخميس على ارتفاع طفيف.

واكد وزير الخارجية الجديد وليام هيغ على قوة الائتلاف الذي يعطي الحكومة الجديد عدد كاف من المقاعد في البرلمان يمكنها من تمرير مشاريعها من القوانين. ولكن فيما رحبت الصحف بعلاقة "الحب" الجديدة بين كاميرون وكليغ، الا انها حذرت من ان عليهما اتخاذا قرارات صعبة يمكن ان تعرض شراكتهما للخطر.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز ان "الانجذاب بين كاميرون وكليغ .. قد يتضاءل عندما تجد الحكومة نفسها مضطرة لاتخاذ خيارات صعبة لا تلقى شعبية". وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية "بعد علاقة رومانسية سريعة، جاء اليوم الكبير" في اشارة الى المؤتمر الصحافي الذي اطلق خلاله اول ائتلاف حكومي في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

واضافت "لقد بدا الامر وكانه حفل زفاف مدني. ان مؤتمرا صحافيا مثل هذا يمكن ان يعتبر غير قانوني في 45 ولاية اميركية". اما صحيفة "الصن" فقالت "لقد كان هذا اسرع زواج في التاريخ السياسي، وبالامس طلب من الشعب ان يباركه".

وامتلات الصفحات الاولى من الصحف بصور للزعيمين المتحالفين. ووصفتهما الغارديان ب"الزوجين السعيدين في رقم 10" بينما اشادت صحيفة "ديلي مايل" بما وصفته "الحب الكبير في رقم 10"، فيما عنونت صحيفة اكسبرس "انه الحب". ورات الغارديان عددا من العوائق التي تقف في وجه الائتلاف وحذرت من ان "الزواج الصيفي كان سعيدا، ولكن متاعب الزواج لم تبدأ بعد".

وفيما باشرت الحكومة الجديدة عملها، بدأ حزب العمال الذي اصبح في صفوف المعارضة لاول مرة منذ عام 1997، البحث عن زعيم جديد له. واعلن وزير الخارجية السابق ديفيد مليباند ترشيحه لذلك المنصب، وبدأ حملة في البلاد الخميس ويتوقع ان ينضم اليه اخرون لاحقا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف