ضحايا الحرب منسيو المصالحة التي ينشدها كرزاي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعاقبت الحروب والتعدياتفي أفغانستان إلا أن المسؤولين عنها لم يتعرضوا لاي ملاحقة مطلقا.
كابول: في 1986 قتل اثنان من اعمام سيد علي عطائي بيد رجال الحكومة الافغانية الموالية للشيوعية، ثم قتل اثنان اخران في العام الفين بيد طالبان، لكن لم تجر اي محاكمة لهذه الجرائم فيما يعيش سيد علي بين جلاديه ويطالب بالعدالة.
وقال "كل ما اريده هو ان تأخذ العدالة مجراها، وان يحاكم المسؤولون"، في الوقت الذي يعرض فيه الرئيس حميد كرزاي عفوا عن عناصر طالبان المستعدين لالقاء السلاح، ما يعني تناسي اقربائه القتلى.
وافغانستان ليست سوى جروح لم تلتئم. من انقلاب عسكري في 1978 واجتياح سوفياتي في 1979 ومقاومة المجاهدين، وحرب اهلية بين فصائل مسلحة اعتبارا من 1992، الى رعب في ظل نظام طالبان اعتبارا من 1996 ثم تدخل دولي في 2001 وتمرد طالبان الى اليوم.
فقد تعاقبت الحروب والتعديات لكن المسؤولين عنها لم يتعرضوا لاي ملاحقة مطلقا، بل هم احيانا نواب رؤساء وتارة زعماء حرب ويقاتلون القوات الدولية، وبعضهم رجال اعمال او يعيشون في الخارج.
وقال سيد علي الذي قتلت عائلته التي تنتمي الى الهزارة -الاقلية الشيعية- بيد طالبان في العام الفين مع اكثر من ثلاثمئة اخرين من الهزارة، "اريد السلام في بلادي لكن السلام لن يكون ممكنا ان لم تجر اولا محاكمة اولئك الذين ادموا البلاد".
وافاد استطلاع اجرته اللجنة الافغانية المستقلة لحقوق الانسان في 2004، ان 70% من الافغان يؤكدون انهم وقعوا ضحايا -هم انفسهم او احد افراد عائلتهم- انتهاكات لحقوق الانسان بين 1979 و2002. وقد خسر افغاني من اصل اربعة قريبا خلال تلك السنوات.
وفيما يعرض كرزاي السلم على طالبان، يطالب افغان على غرار سيد علي بعدم تناسي الضحايا الذين سقطوا خلال ثلاثين سنة من الحروب.
وقد احتشد نحو خمسين شخصا في بولي شرقي قرب كابول لتكريم ضحايا وصول الشيوعيين الى الحكم في 1978.
وفي وسط قطاع حيث يتدرب الجيش الافغاني، هناك اعلام تشير الى مقابر جماعية حيث دفن افغان على عجل قبل اكثر من ثلاثين عاما.
وتسعى المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان "ترانزيشيونال جاستيس كوردينايشن غروب" الى اسماع صوتها وصوت منسيي الحرب.
وقال بشارات رئيس المنظمة "ان افغانستان هي ارض ضحايا لكنني لا اريد ان يدفن الجيل المقبل كما دفنا".
واضاف "ان المصالحة ليست ممكنة بدون العدالة"، مطالبا ب"الاعتراف بجرائم الماضي" و"اجراء محاكمات شفافة للمجموعات المسلحة" وانهاء "ثقافة الافلات من العقاب".
ومع اقتراب موعد انعقاد ال"جيرغا"، المجلس الكبير لزعماء القبائل الذي يتوقع ان يستخدمه الرئيس الافغاني منبرا ل"تسويق" برنامج المصالحة الذي اعده، يعتبر بشارات ان "المعنيين الرئيسيين" لم يسمع صوتهم.
وراى ان مجلس "الجيرغا هذا لا يمكن ان يحمل السلام. ان الضحايا الذين يعتبرون المعنيين الرئيسيين لم يؤخذ رايهم".
ووراءه تتأوه افغانية وتصرخ "ليس كرزاي هو الذي يقرر الصفح عن الاشخاص الذين قتلوا. لو ان نجل كرزاي مدفون هنا يحق له الصفح. وفي حال العكس، يعود الينا، الى عائلات الضحايا، ان نقرر ذلك".
وفي 1981، فتح نور محمد مخزنه الصغير في كابول عندما اندلعت معارك بين الروس والمجاهدين. واصيب بتسع رصاصات شلت ساقه اليسرى. ثم وقع انفجار قنبلة افقده سمعه.
واليوم لدى نور اربعة اولاد. وهو يملك صندوقا صغيرا يضع فيه سجائر لبيعها في الشارع. وهو يقول "لا يمكن الغاء ما حصل. لكن يجب صنع السلام الان. كل ذلك حصل احيانا في الماضي قبل عشرات السنين. ان الوقت اصبح متأخرا جدا".