المواجهات في تايلاند تحتدم.. واميركا تدعو للهدوء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: دعت الولايات المتحدة الجمعة الاطراف التايلاندية الى الهدوء معربة عن قلقها ازاء اشتداد حدة المواجهات في بانكوك. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نشعر بقلق عميق (..) نشجع بقوة جميع اطراف (الازمة) الى ابداء الاعتداء وحل خلافاتهم سلميا".
واضاف ان السفارة الاميركية ستبقى مغلقة حتى نهاية يوم الاثنين. واطلق الجنود التايلانديون النار الجمعة على المتظاهرين المعارضين للحكومة خلال مواجهات اندلعت في وسط بانكوك واسفرت عن سقوط عشرة قتلى على الاقل و125 جريحا، فيما تحاول السلطات عزل "القمصان الحمر" بحرمانهم من التزود بالمؤن.
واغلقت الجمعة السفارتان الاميركية والبريطانية في بانكوك. وفي اقل من 24 ساعة قتل 11 شخصا على الاقل بينهم امراة واصيب اكثر من 136 شخصا اخر ما يرفع الحصيلة الاجمالية لضحايا هذه الازمة منذ منتصف آذار/مارس الى 40 قتيلا واكثر من الف جريح.
ومن بين الجرحى ثلاثة صحافيين اصيبوا بالرصاص بينما كانوا يغطون الاحداث، وهم مصور في صحيفة ماتيشون التايلاندية اليومية، ومصور كندي من شبكة فرانس 24 التلفزيونية ومصور آخر من شبكة فويس-تي.في التايلاندية.
واستمر تبادل اطلاق النار الكثيف حتى مساء اليوم على طول الحدود الجنوبية للحي السياحي والتجاري في بانكوك الذي يحتله المتظاهرون منذ اول نيسان/ابريل الماضي. واتهم قادة "القمصان الحمر" الذين اقسموا على اسقاط الحكومة، رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا ببدء "الحرب الاهلية" وطالبوا بانسحاب القوات التايلاندية من ضواحي الحي الذي يسيطرون عليه.
وقال ناتاوت سايكوار احد القادة الثلاثة الكبار للتحرك، "لا اعرف كيف سنصمد هذا المساء اذا لم يوافق ابهيسيت على وقف لاطلاق النار. ونأمل في انه لا يريد الحرب". واندلعت المواجهات صباح الجمعة عندما تقدم الجيش باتجاه جادة يسيطر عليها المتظاهرون، الذين "حاولوا ترهيب السلطات بالاسلحة"، كما قال الناطق العسكري الكولونيل سونسرن كايوكومنرد.
واستخدم الجنود قنابل مسيلة للدموع بينما احرقت حافلة عسكرية، بحسب ما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وسمع اطلاق نار غزير مرات عدة حتى بعد ظهر الجمعة على طول الحدود الجنوبية للحي السياحي والتجاري في بانكوك الذي يحتله "الحمر" منذ مطلع نيسان/ابريل.
لكن السلطات تنفي ان تكون هذه المواجهات تمهيدا لعملية طرد المتظاهرين بالقوة. واكد سونسرن ان "السلطات لن تشن الآن عملية ضد موقع راتشابراسونغ لكننا نتوقع اعمال عنف جديدة هذا المساء". وتابع "على القمصان الحمر ادراك الوقائع وانهاء تجمعهم".
وقال وزير الدفاع الجنرال براويت وونغسوونان العملية "تهدف الى الضغط على القمصان الحمر ليعودوا الى طاولة المفاوضات". وصرح الجنرال براويت وونغسوون "علينا مواصلة تعزيز الضغط والا لن نكون قادرين على تطبيق القانون".
الى ذلك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى انهاء اعمال العنف في تايلاند . واعلن المكتب الصحافي للامين العام في بيان انه "يتابع بقلق متزايد تصاعد التوتر والعنف في تايلاند"، ويعرب عن حزنه للمعلومات التي اشارت الى سقوط العديد من القتلى المدنيين ومن بينهم صحافيين.
واضاف البيان ان كي مون "يدعو المحتجين والسلطات التايلاندية الى القيام بكل ما في وسعهم من اجل تفادي حصول اعمال عنف جديدة وخسارة ارواح اخرى". وتابع ان بان كي مون "يشجعهم بقوة على العودة وبسرعة الى الحوار بهدف تهدئة الوضع وحل الازمة سلميا".
ويريد الجيش خنق "الحمر" لوجستيا على امل خفض عدد المتظاهرين الى اقل مستوى ممكن. وقد اصبحوا حاليا محرومين من الكهرباء ومن امدادات الماء والغذاء بينما لا يتم جمع القمامة. وفي اقل من 24 ساعة غرقت العاصمة في دوامة عنف بعد عشرة ايام طغت خلالها المفاوضات بين رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا وقادة "الحمر" الذين يطالبون باستقالته.
وكانت مواجهات ادت مساء الخميس الى سقوط قتيل واحد عشر جريحا احدهم ضابط منشق انضم الى حركة "القمصان الحمر". ولم يخف خاتيا ساواسديبول الملقب سيه دينغ الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين "الحمر" انه يرفض تسوية سلمية للازمة.
وهو يعد قريبا من تاكسين شيناواترا رئيس الوزراء الذي اطاحه انقلاب في 2006 ويؤكد عدد كبير من المتظاهرين دعمه.وقال مدير المستشفى الذي ادخل اليه ان "فرص نجاته ضئيلة".
ونفى مسؤول امني كبير ان تكون السلطات سعت للتخلص منه. وقال الكولونيل ديثابورن ساساسميت ان "ما حدث له لم يكن متوقعا اطلاقا". ووسعت حالة الطوارىء التي اعلنت في بانكوك مطلع نيسان/ابريل الى 15 اقليما اخرى في الشمال والشمال الغربي معقل "القمصان الحمر".
ودعا رئيس الوزراء التايلاندي المخلوع تاكسين شيناواترا الذي يقيم في المنفى، الجمعة الحكومة الى سحب قواتها واستئناف المفاوضات مع المعارضين. وقال في بيان ان "حلا سياسيا ما زال ممكنا لتايلاند"، مؤكدا ان رئيس الوزراء "قادر على تجنب سقوط مزيد من الضحايا وانقاذ بلدنا". واضاف ان "ابهيسيت يملك الخيار بين اسلوب القوة والوسائل السلمية او بين الاحتفاظ بمنصبه وحياة الابرياء".