زيارة لولا دا سيلفا إلى إيران وساطة "الفرصة الأخيرة" قبل العقوبات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: بدأ الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاحد محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سعيا لايجاد حل دبلوماسي للازمة النووية الإيرانية بحسب التلفزيون الرسمي. وتعتبر القوى العظمى الوساطة البرزايلية بمثابة وساطة "الفرصة الاخيرة" قبل تبني مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة ضد طهران.
ومن المرتقب ان يلتقي الرئيس البرازيلي ايضا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي. لكن فرص نجاح هذه الوساطة تعتبر ضئيلة في نظر واشنطن وموسكو فيما عدل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي كان يفترض ان يشارك فيها، السبت عن التوجه الى طهران لعدم وجود اي التزام إيراني بشأن اقتراح تسوية.
في المقابل وصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى طهران صباح الاحد تلبية لدعوة نظيره الإيراني منوشهر متكي للمشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي على ما ذكرت وكالة مهر للانباء.
وقد اجرى سلسلة اولى من المحادثات مع متكي بخصوص تبادل الوقود الذي يشكل محور الخلاف بين إيران والدول الكبرى التي تتهم طهران بالسعي الى اقتناء السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي، بالرغم من نفيها المتكرر.
وكانت الدول الكبرى عرضت على إيران في تشرين الاول/اكتوبر الماضي تسليمها 70% من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه لتحويله الى وقود عالي التخصيب تحتاج له لمفاعلها الخاص بالابحاث الطبية في طهران. لكن طهران رفضت العرض بذريعة نقص "الثقة"، وهي تطالب باجراء تبادل متزامن للوقود بكميات صغيرة على الاراضي الإيرانية. الامر الذي رفضته القوى العظمى.
ورفعت إيران من فرص التوصل الى اتفاق بشأن تبادل الوقود النووي السبت وذلك بعد يوم من اعلان روسيا الدولة دائمة العضوية في مجلس الامن عن أن احتمالات نجاح الوساطة البرازيلية في التوصل الى اتفاق لا تتجاوز 30 في المئة.
وخطط دا سيلفا للضغط على قادة إيران بغرض احياء عرض قدمته الامم المتحدة بموجبه ترسل إيران يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج مقابل الحصول على يورانيوم عالي التخصيب. ويهدف هذا الاتفاق الى تخفيف مخاوف الغرب بشأن الطموحات النووية لطهران.
وقال رامين مهمانبارسات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية "في ما يتعلق بالمفاوضات أعتقد أن الظروف مناسبة للتوصل الى توافق جاد بشأن اتفاق التبادل". وانهار الاتفاق في أكتوبر/تشرين الاول بعد أن اصرت إيران على اجراء التبادل على أراضيها فقط.
ويشكل تخصيب اليورانيوم محور الخلاف بين إيران والاسرة الدولية التي تخشى ان تكون طهران تسعى لامتلاك سلاح ذري على الرغم من نفيها المستمر لذلك. ولإيجاد "جو من الثقة"، اقترحت القوى الكبرى على طهران تسليمها سبعين في المئة من اليورانيوم المخصب بشكل قليل لتحويله الى وقود عالي التخصيب تحتاج إليه طهران لمفاعلها للابحاث الطبية. واشارت إيران الى مشكلة ثقة ايضًا ورفضت هذا الاقتراح، معبرة عن املها في تبادل متزامن للوقود بكميات صغيرة على الاراضي الإيرانية.
وفي مواجهة رفض القوى الكبرى اطلقت إيران في شباط/فبراير انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة مما سرّع التعبئة الغربية لفرض عقوبات جديدة بقرار من مجلس الامن الدولي. وتحاول تركيا والبرازيل اللتان تعارضان فرض عقوبات على إيران والعضوان في مجلس الامن الدولي، اقناع طهران بتقديم مقترحات عملية للخروج من الازمة.
وقبل ساعات على بدء المباحثات، اعلنت إيران التوصل الى اتفاق حول تبادل كمية معينة من اليورانيوم الضعيف التخصيب بوقود نووي مخصب بنسبة 20%، وان إيران مستعدة لمناقشة مكان هذا التبادل شرط ان تكون هناك ضمانات ملموسة لذلك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنبرست في تصريح الى تلفزيون العالم الإيراني "هناك توافق حول كمية الوقود الذي سيتم تبادله وموعد هذا التبادل. يبقى مكانه. وإيران مستعدة لمناقشة هذه النقطة اذا كانت هناك ضمانات ملموسة". ولم يذكر التلفزيون مع اي بلد حصل هذا التوافق. واكدت إيران انها مستعدة للنقاش لكنها لم تكشف نواياها. فقد ضاعف القادة الإيرانيون التصريحات الغامضة حول "مقترحات" برازيلية وتركية او ذكروا بموقفهم من مسألة التبادل على الاراضي الإيرانية.
وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي السبت "تلقينا الكثير من المقترحات ونقوم بدراستها". واضاف ان "هناك ارادة لدى الجانبين بحل المشكلة والامور تسير بشكل ايجابي". وكان لولا دا سيلفا قد كد انه "متفائل" ازاء فرص التوصل الى مبادرة من جانب إيران لكن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف شكك في ذلك.
يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية أعلنت فرض عقوبات جديدة على أطراف مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني بعد إعلان الرئيس الأميركي استعداد بلاده لصياغة "منظومة من العقوبات" ضد إيران.
وصرح أوباما بعد التوقيع على معاهدة ستارت الجديدة في 8 أبريل لخفض الأسلحة الاستراتيجية بأن توقيعها يظهر التزام كل من الولايات المتحدة وروسيا بالوفاء بالتزاماتهما كدولتين نوويتين بموجب معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بغية السير قدماً نحو نزع الأسلحة النووية وجعل العالم مكاناً أكثر سلامة وأمناً
وقال أوباما ان انتشار الأسلحة النووية يشكل "مخاطر غير مقبولة بالنسبة للأمن العالمي"، مشيرا إلىً خطر سباق التسلح الإقليمي بسبب النشاطات النووية لإيران، وقال انه يجب ان تكون هناك محاسبة للذين يخالفون القوانين"، وإلا ستصبح مخاطر معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل "مجرد حبر على ورق". وقال إنه مع الاحتفاظ بهذه المخاطر في الذهن، تعمل الولايات المتحدة وروسيا معاً لأجل الموافقة على فرض عقوبات مشددة ضد إيران في مجلس الأمن الدولي.
ثم اضاف قوله "سوف نبدأ في رؤية بعض المفاوضات المتقدمة التي ستجري في نيويورك خلال الأسابيع القادمة. وتوقعاتي اننا سوف نتمكن من ضمان التوصل إلى عقوبات قوية وشديدة على إيران خلال هذا الربيع."
وقال مدفيديف ان إيران لا تستجيب "للمقترحات البنّاءة" للأسرة الدولية الهادفة إلى السماح لها بمتابعة السعي من أجل الحصول على طاقة نووية للأغراض السلمية مع تقديم الضمانات بانها لا تطور أسلحة نووية". وقال "لا يمكننا إغماض أعيننا عن ذلك". وأضاف الرئيس الروسي انه "في حين ان العقوبات نادراً ما تعطي نتائج معينة"، فانه من "الصعب العمل بدونها في بعض الأوضاع".وقال الرئيس الروسي بعد محادثات مع نظيره البرازيلي "آمل فعلاً أن تكلل مهمة رئيس البرازيل بالنجاح. قد تكون هذه الفرصة الاخيرة قبل اجراءات نعرفها في مجلس الامن".
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من جهتها ان إيران لن تقدم "جوابًا جديًا" بشأن ملفها النووي، ما لم يتحرك مجلس الامن لارغامها على ذلك مشددة على ضرورة فرض عقوبات جديدة عليها. وقالت كلينتون في لقاء صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "اعتقد اننا لن نحصل من الإيرانيين على اي جواب جدي قبل ان يتحرك مجلس الامن".