حكومة تايلاند تفكر بفرض حظر التجول في بانكوك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك: قال رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا اليوم الاحد إن حكومته تفكر في فرض حظر التجول في بانكوك في اعقاب ثلاثة ايام من القتال في الوقت الذي يحاول فيه الجيش عزل مخيم مترامي الاطراف للمحتجين.
واضاف أن سوثيب توجوسوبان نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الامن خلال الاحتجاج يناقش احتمال فرض حظر التجول الى جانب اجراءات اخرى خلال اجتماعات مع الجيش وهيئات اخرى. واردف قائلا في بيان تلفزيوني ان "نائب رئيس الوزراء سوثيب يناقش مااذا كانت هناك حاجة لاعلان حظر التجول في ظل هذه الظروف."
واعلن فيجاجيفا السبت ان حكومته لن تتراجع عن العمليات العسكرية التي تشنها ضد المتظاهرين حيث تدور مواجهات اوقعت ثمانية قتلى. وذكرت اجهزة الاسعاف ان 24 شخصا قتلوا في الاجمال واصيب 187 بجروح منذ مساء الخميس، تاريخ تجدد اعمال العنف.
ودفعت اعمال العنف الولايات المتحدة الى اجلاء كل الموظفين غير الاساسيين من سفارتها في بانكوك، والى اصدار بيان رسمي ينهي مواطنيها عن السفر الى تايلاند. وكان تقرر اغلاق السفارة الخميس حتى الاثنين. واعربت دول اخرى مثل الصين عن قلقها العميق ازاء تدهور الوضع في تايلاند، لكنها لم تذهب الى حد اجلاء رعاياها. وقال رئيس الوزراء التايلاندي "لا يسعنا ان نتراجع ونسمح لمن ينتهكون القانون ويسلحون المقاتلين بتحدي الحكومة".
واضاف في كلمة نقلها التلفزيون ان الجيش سيواصل العملية التي بدأها الخميس وهدفها عزل وخنق الاف المتظاهرين الذين يحتلون الوسط التجاري للعاصمة. وقطعت السلطات الكهرباء والماء واوقفت دخول الاغذية الى الحي. وقال رئيس الوزراء "هذه التدابير هي الافضل وسيتم الابقاء عليها بهدف اعادة الهدوء الى البلاد". واعرب عن حزنه لسقوط القتلى مؤكدا ان "ارهابيين مسلحين" تغلغلوا بين عناصر "القمصان الحمر" وهاجموا قوات الامن.
وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي سونسرن كايكومنرد في وقت سابق ان الجيش سيستخدم القوة لاخراج المتظاهرين المتحصنين في حي راتشابراسونغ في وسط بانكوك ان لم يخرجوا من تلقاء انفسهم. لكنه اضاف ان السلطات لم تحدد بعد موعد العملية. وقال "بدون اعداد مناسب سيكون هناك مزيد من الخسائر البشرية"
واستمر دوي اطلاق نار الغزير والانفجارات تسمع في بانكوك طوال النهار في مشاهد جديدة لحرب شوارع يتوقع ان تتواصل خلال الليل. وقال احد السكان الاجانب في الحي ان "الامور كانت هادئة تماما" صباح السبت. واضاف ان "حوالى 20 من الحمر اقتربوا حاملين علما تايلانديا. وبعد اقترابهم 20 مترا بدأ الجيش باطلاق النار بدون اي انذار".
ووضع الجيش لافتة تحمل التحذير التالي بالانكليزية "منطقة اطلاق نار بالرصاص الحي". واندلعت مواجهات عنيفة كذلك على بعد عدة كيلومترات من الحي في الطرف الجنوبي للمنطقة الحمراء التي يتحصين فيها المتظاهرون الذين هاجموا الجيش بزجاجات مولوتوف. واصيب مصور صحافي يعمل مع صحيفة ذا نيشن التايلاندية بالرصاص في ساقيه فيما كان يغطي المواجهات في بانكوك بحسب صحيفته.
وهو الصحافي الرابع الذي يصاب في بانكوك في اليومين الاخيرين بعد مراسلين تايلانديين ومصور كندي. واسفرت الازمة السياسية الجارية وهي الاسوأ في المملكة منذ 1992 عن مقتل 50 شخصا على الاقل وجرح اكثر من 1600. وقال المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن ان "الجنود لم يسعهم الا الدفاع عن النفس امام الهجمات التي تعرضوا اليها".
وقال احد قادة المتظاهرين جاتوبورن برومبان "الوضع الحالي اشبه بحرب اهلية" وتابع "لا اعلم كيف سينتهي النزاع". ويعتبر "القمصان الحمر" رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا بلا شرعية ويخدم نخب البلاد التي تدور في فلك القصر الملكي، اي كبار الموظفين والقضاة والعسكريين ورجال الاعمال.
كما يطالبون باستقالته وتنظيم انتخابات مبكرة. وبعد فشل مفاوضات استمرت عشرة ايام قررت السلطة محاصرتهم لوجستيا لتقليص عدد المتظاهرين الذين حرموا مذاك من الغذاء والكهرباء والماء. وبدا السبت ان الاطفال وكبار السن غادروا المكان. واقيمت حواجز عسكرية امام مداخل الحي الذي احتله "الحمر". لكن السلطة تنفي سعيها الى القضاء على المحتجين بالقوة بعد ان تحصنوا بالاسلاك الشائكة والاطارات المغرقة بالكيروزين واسيجة القصب.
ورغم قلق المحتجين، دعاهم احد قادة "الحمر" وينغ توجيراكارن الى الصمود. وقال "انزعوا رموزكم الحمراء والا قتلكم الجيش". ولفت الى انه لم يسجل قتلى بين الجنود ما يدل على ان "الحمر" ليسوا مسلحين. ومساء الخميس اصيب جنرال منقلب على الجيش ومناصر للمتمردين بجروح خطيرة في الرأس. وما زال السبت في حال حرجة.