أخبار

جدل بين الخبراء بشان تحويل مجرى المسيسيبي لوقف التسرب النفطي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحرم الابار النفطية خليج المكسيك من الاوكسجين مع خطر قتل غالبية الحيوانات البحرية في المنطقة

نيواورلينز: يعتبر المسيسيبي "افضل صديق" لحرس السواحل الاميركيين في مواجهة التسرب النفطي لان السلطات حولت مجرى النهر الى عشرات الاقنية لابعاد البقعة النفطية، لكن صيادي السمك والمدافعين عن البيئة يخشون كارثة بيئية.
يعد نهر المسيسيبي الذي يجتاز مسافة 3800 كلم عبر الولايات المتحدة اطول نهر في العالم ويطلق عليه الهنود الحمر في اميركا اسم "ملك الانهار"، ويتفرع في جنوب نيواورلينز الى مجموعة اقنية، ليصب بعد ذلك في خليج المكسيك تماما في محاذاة البئر النفطية التي تهدد سواحل لويزيانا.

ويشكل هذا النهر مع منسوب يتراوح بين سبعة الاف وعشرين الف متر مكعب في الثانية، حليفا مهما للسلطات الاميركية التي تخوض معركة لمواجهة ما يبدو اسوأ كارثة نفطية في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال الكابتن في حرس السواحل ادوين ستانتون الذي يشرف على العمليات لمنع امتداد التسرب النفطي في لويزيانا لوكالة فرانس برس "ان نهر المسيسيبي افضل صديق لنا" لانه "يدفع النفط ويبقيه بعيدا عن الدلتا".

فقد مرت ثلاثة اسابيع على انفجار وغرق المنصة النفطية ديبووتر هوريزن التي تستثمرها مجموعة بي بي، لكن لم تصل الى السواحل سوى بعض البقع النفطية. علما بان اكثر من 800 الف ليتر بحسب التقديرات الرسمية تصب كل يوم في الخليج.
واكتشف العلماء وجود ابار نفطية هائلة على عمق كبير في خليج المكسيك، مما يبعث على الاعتقاد بان كمية الخام التي تتسرب من البئر اسوأ من التقديرات السابقة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الباحثة في جامعة جورجيا سامنثا جوي قولها "يوجد كمية هائلة من النفط في الاعماق مقارنة مع ما ترونه على السطح. فهناك كمية هائلة من النفط على طبقات عدة، على ثلاثة او اربعة او خمسة مستويات".
واشارت الصحيفة الى ان الابار النفطية تحرم خليج المكسيك من الاوكسجين مع خطر قتل غالبية الحيوانات البحرية في المنطقة.

واوضحت جوي ان كمية الاوكسجين انخفضت بنسبة 30% قرب هذه الابار، وان تواصل ذلك "يمكن ان يصل الاوكسجين الى مستوى منخفض جدا مما يعرض حياة الحيوانات للخطر في غضون شهرين. انه امر مثير للقلق".

وقد اكتشف الابار النفطية في الاعماق علماء من جامعات عدة يعملون على متن سفينة الابحاث "بيليكان" التي غادرت كوكودريا في لويزيانا في الثالث من ايار/مايو.

ونظرا الى ان مستوى مياه نهر المسيسيبي مرتفع بشكل كاف قررت السلطات فتح مئات الاقنية المتصلة به بغية زيادة منسوب المياه عند المصب، وابقاء النفط بعيدا عن الشواطىء والمستنقعات كما قال الكابتن ستانتون.

لكن عددا من المدافعين عن البيئة وصيادي السمك المحليين اعتبروا هذا القرار متهورا غير مضمون النتائج، خصوصا وان العديد من الاسماك والصدفيات في اوج موسم التكاثر.

وكل هذا الدفق الذي يصل الى المياه القليلة العمق "يدفع انواع القريدس الحديثة العهد مباشرة الى النفط وسنخسرها جميعها" كما قال كلينت غيدري رئيس اتحاد صيادي القريدس (الجمبري) في لويزيانا التي تعد الولاية الاولى المنتجة للاسماك وثمار البحر في الولايات المتحدة.

واستطرد اريون فاليز العضو في شبكة حماية الخليج، وهي تجمع لمنظمات بيئية، "ان التدفق المائي الاقوى يحمل معه القريدس الى النفط".

وعبر غيدري عن قلقه خصوصا وان المياه التي تصب في المسيسيبي هي "مياه رديئة غير معالجة". واكد صياد القريدس "مع الفيضانات في شمال البلاد" كثير من المواد منها "مواد كيميائية (...) تصب في المسيسيبي" ثم في المستنقعات.

وقال فايلز "نحن قلقون جدا ونريد مزيدا من المعلومات" مؤكدا انه ينتظر "اجوبة" من الوكالة الاميركية لحماية البيئة، و"افضل الاجوبة لجهة التأثير على القريدس والمحار" خصوصا.
ولفت بول هورسنان الاخصائي في شؤون النفط في منظمة غرينبيس الى "ان الجميع يتحركون على ارض مجهولة، ان هذا الوضع غير مسبوق". مضيفا "أكان ذلك ضخ مادة محللة في البحر، او وضع عوامات او تحويل مجرى المسيسيبي، الجميع يحاول رؤية ما هي افضل الامور الواجب فعلها".

لكنه حرص على التنبيه الى "وجوب ان لا تتسبب التقنيات المعتمدة لمواجهة التسرب النفطي بالحاق مزيد من الاذى بالبيئة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف