تركيا: الاتفاق النووي مهدد في حال فرض العقوبات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اسطنبول: هدد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو اليوم بانسحاب بلاده من الإتفاق المبرم مع إيران والبرازيل بشأن مبادلة الوقود النووي بيورانيوم عالي التخصيب على الاراضي التركية إذا ما فرضت الدول الكبرى عقوبات جديدة على طهران.
وأعلن داوود أوغلو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده هنا في إسطنبول أن طهران نفذت الشروط التي قدمها المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوقيعها على صفقة تبادل الوقود مشددا على أن بلاده مهتمة بالوصول إلى اتفاق حول النووي الإيراني وأن الحصول على التقنية النووية حق لكل الدول من دون استثناء.
وتوجه داوود أوغلو للدول الكبرى بالقول "إذا استمررتم بوضع العقبات في الملف النووي فلن نصل إلى حلول" داعيا إيران الى عدم اتباع سياسة "مثيرة" وأن تتحلى بخطاب هادىء. وقال أوغلو في معرض تصريحه إن إيران ستنقل اليورانيوم المخصب إلى تركيا سلفا في غضون شهر ليتم شحن الوقود النووي المخصب إلى تركيا خلال 11 شهرا بعد موافقة مجموعة فيينا على الاتفاق.
كما اعتبر الوزير التركي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم امس يرضي كافة الأطراف مشيرا إلى أن نقل اليورانيوم المنخفض التخصيب من إيران سلفا كان شرطا أساسيا قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح أوغلو أن اليورانيوم الذي سيتم الاحتفاظ به في تركيا سيكون محميا بالكامل علما بأن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستشرفان عليه. وقدمت وثيقة مشتركة وقعتها إيران وتركيا والبرازيل في طهران باعتبارها بادرة إيرانية لاطلاق ديناميكية بناءة لتسوية الأزمة.
إيران تنتظر رداً سريعاً من الدول الكبرى على عرضها
من جانبها اعلنت إيران الثلاثاء انها تنتظر ردا "سريعا" من الدول الكبرى على عرضها لتبادل اليورانيوم الذي اثنت عليه الصحف والطبقة السياسية الإيرانية بالاجماع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست الثلاثاء ان إيران ستبلغ خلال هذا الاسبوع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعرضها الذي يقدم بضمانة من تركيا والبرازيل.
واشار مهمانبرست خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الى ان الاعلان المشترك من عشر نقاط الذي وقع الاثنين بين إيران والبرازيل وتركيا في شأن هذا الاقتراح "يلحظ ان نبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن مهلة اسبوع: سنقوم بهذا الامر خطيا عبر القنوات التقليدية".
واضاف "ننتظر ان يبدي اعضاء مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والوكالة الذرية) سريعا استعدادهم" للقيام بالتبادل الذي تقترحه طهران. وطالبت وكالة الطاقة الذرية بتأكيد خطي من إيران لهذا العرض الذي ينص على ان تتم في تركيا مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بنسبة 3,5 في المئة ب120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة عشرين في المئة تؤمنه الدول الكبرى لاستخدامه في مفاعل طهران للابحاث.
وكانت مجموعة فيينا اقترحت في تشرين الاول/اكتوبر على إيران ارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى روسيا لتخصيبه حتى نسبة عشرين في المئة قبل ان تحوله فرنسا وقودا لمفاعل طهران.
لكن إيران رفضت هذا العرض بحجة عدم توافر ضمانات، وبدأت في شباط/فبراير انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة رغم استياء الدول الغربية. وبدأ مجلس الامن الدولي بضغط من الولايات المتحدة والاوروبيين مناقشة عقوبات جديدة على طهران للاشتباه بسعيها لامتلاك السلاح النووي رغم نفيها الامر مرارا. وقال مهمانبرست ان "الاتفاق الذي سيجري توقيعه بين إيران ومجموعة فيينا، في حال تم ذلك، سيمهد لتعاون نووي اوسع وسيبدل المناخ" بين إيران والدول الكبرى.
واضاف "في مناخ من التعاون، ينبغي وضع الخطوات غير البناءة وقضية العقوبات جانبا للسماح بتعاون اكبر". وابدى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني تأييده للعرض، وقال "ينبغي ان تتقارب مواقف الجميع وان يسلك البلد بصوت واحد هذا الطريق العادل". ورحبت جميع الصحف تقريبا بالاتفاق وعنونت صحيفة "إيران" الحكومية ان "الولايات المتحدة خسرت اللعبة".
وكتب عباس عبدي المسؤول الكبير في المعارضة الاصلاحية في صحيفة "شرق" المعتدلة "كان يجدر اتخاذ هذا القرار قبل اشهر، لكن ينبغي الان دعم هذه السياسة الجديدة" التي تنتهجها الحكومة.
وعنونت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة ان "قوة إيران وذكاءها يتجليان في اتفاق طهران الثلاثي"، مؤكدة ان طهران ستخرج "منتصرة" في مطلق الاحوال. وصدر الصوت الوحيد المخالف عن صحيفة "جمهوري اسلامي" المحافظة التي اعتبرت ان "الاتفاق ليس انتصارا بل تراجعا امام الغربيين ولم يكن ينبغي بإيران ان تنخرط فيه".
وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية، رحبت الصين الثلاثاء بالاتفاق، خلافا للغربيين الذين قابلوه بالارتياب، حيث اكدت واشنطن خصوصا انه لا يغير "شيئا في الخطوات التي يتم القيام بها لحمل إيران على احترام التزاماتها، ومن هذه الخطوات العقوبات". وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ما تشاوتشو "ندعم هذا الاتفاق ونعلق عليه اهمية" مضيفا "نأمل في ان يساهم ذلك في تشجيع حل سلمي للمسألة النووية الإيرانية".
كذلك رحبت روسيا بالاتفاق، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة اجراء مشاورات جديدة للرد على الاسئلة العالقة. وفي اسطنبول دعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاسرة الدولية الى التخلي عن تبني عقوبات جديدة ضد إيران بعد التوقيع على الاتفاق.
وقال داود اوغلو، احد الموقعين الثلاثة على الاتفاق مع نظيريه الإيراني والبرازيلي انه "بالاتفاق الذي تم التوصل اليه امس تم تجاوز عتبة نفسية مهمة على طريق تبادل الثقة". واضاف ان "العقوبات والمحادثات حول العقوبات ستوتر الاجواء والتصعيد في التصريحات قد يستفز الرأي العام الإيراني".