اسرائيل لم تسو حساباتها مع لبنان بعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حزب الله يتأهب في مواجهة مناورة اسرائيلية
الحريري إلى واشنطن لضمان منع نشوب حرب
قدامى جيش لبنان الجنوبي يشعرون انه خدعوا
عشر سنوات مرت على انسحاب اسرائيل من لبنان في قرار احادي اضر كثيرا بصورتها عسكريا، ولم تنجح الدولة العبرية حتى الان في تسوية حساباتها مع حزب الله اللبناني.
القدس، عمان: بعدما خرج الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في 24 ايار/مايو 2000 بعد احتلال دام 22 عاما، دارت حرب مدمرة في صيف 2006 بين اسرائيل وحزب الله الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة. وتسببت هذه الحرب بمقتل نحو 1200 لبناني غالبيتهم من المدنيين و160 اسرائيليا غالبيتهم من العسكريين.
ويبقى التوتر كبيرا على الحدود بين البلدين وقد اتهمت اسرائيل مؤخرا حزب الله بتخزين اسلحة من ضمنها صواريخ سكود تحسبا لاندلاع نزاع جديد.
وكان من المفترض ان يضع الانسحاب الاسرائيلي حدا لوضع كان العديدين في الدولة العبرية يصفونه ب"فيتنام اسرائيل" وقد ابدى الاسرائيليون املهم بان يحول حزب الله عندها اهتمامه الى شؤونه السياسة الداخلية اللبنانية.
وما زال الاعتقاد سائدا في اسرائيل بان ذلك القرار كان صائبا بالرغم من حرب 2006، لكن الانتقادات تتركز على طريقة الانسحاب التي اضرت بصورة التفوق العسكري الاسرائيلي.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشيه ارينز متحدثا لصحيفة هآرتس هذا الاسبوع "ان الصورة التي عكسها الانسحاب، صورة اسرائيل مرغمة على الانسحاب تحت الضغط كانت لها عواقب شبه فورية. وايا كانت قوة الردع الاسرائيلية آنذاك، فقد خسرتها وتحتم عليها ترميمها بكلفة طائلة".
ابرز محطات النزاع اللبناني الاسرائيلي منذ اجتياح 1978
في ما يلي ابرز محطات النزاع اللبناني الاسرائيلي:
-14 اذار/مارس 1978: اول هجوم واسع النطاق على جنوب لبنان اطلق عليه اسم "عملية الليطاني"، التي كان الهدف منها كما قالت اسرائيل حماية مناطقها الشمالية من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية. واصدرت الامم المتحدة القرار 425 الذي يطالب اسرائيل بانسحاب "فوري" وينشىء القوة الموقتة للامم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل).
- 6 حزيران/يونيو 1982: عملية اسرائيلية سميت "سلامة الجليل". حوصرت بيروت طوال شهرين. واضطر رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات و11 الف مقاتل فلسطيني وبضعة الاف من الجنود السوريين، الى مغادرة بيروت.
وفي 15 ايلول/سبتمبر، تدخل القوات الاسرائيلية بيروت الغربية.
في 17 و18 ايلول/سبتمبر، يرتكب عناصر من الميليشيات المسيحية مجزرة يذهب ضحيتها 1500 مدني فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا (ضاحية بيروت). وتعترف لجنة تحقيق اسرائيلية ب "المسؤولية غير المباشرة" للاسرائيليين.
واسفر الاجتياح الاسرائيلي عن مقتل حوالى 20 الف شخص و30 الف جريح (حصيلة رسمية لبنانية).
- حزيران/يونيو 1985: انتهاء انسحاب الجيش الاسرائيلي الذي احتفظ بالسيطرة على "حزام امني" على طول الحدود مع ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التي شكلتها اسرائيل ومولتها.
- 16 شباط/فبراير 1992: اغتيال الامين العام لحزب الله عباس الموسوي في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان.
- 25-31 تموز/يوليو 1993: عملية اسرائيلية ضد حزب الله في جنوب لبنان بعد هجومات شنها الحزب ومجموعات فلسطينية: 132 قتيلا معظمهم من المدنيين اللبنانيين.
- 11 نيسان/ابريل 1996: اسرائيل تشن عملية "عناقيد الغضب" ل "كسر" القدرة العسكرية لحزب الله. 600 غارة في 16 يوما. 175 قتيلا من اللبنانيين معظمهم من المدنيين.
- 24 ايار/2000: اسرائيل تنسحب من جنوب لبنان، منهية بذلك احتلالا استمر 22 عاما. حل جيش لبنان الجنوبي، وحزب الله يسيطر على المنطقة.
- 29 كانون الثاني/يناير 2004: تبادل اسرى بين حزب الله واسرائيل التي تستعيد رفات ثلاثة من جنودها فقدوا في 2000.
- 12 تموز/يوليو-14 آب/اغسطس 2006: حرب بين اسرائيل وحزب الله بعد اسر جنديين اسرائيليين. اكثر من 1200 قتيل لبناني، معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا اسرائيليا معظمهم من الجنود. وادى القرار 1701 الى وقف الاعمال العسكرية لكنه لم يؤد الى وقف دائم لاطلاق النار. وفي تشرين الاول/اكتوبر، انتشر الجيش اللبناني في الجنوب تؤازره قوة اليونيفيل المعززة.
- 13 شباط/فبراير 2008: مقتل المسؤول في حزب الله عماد مغنية في اعتداء بدمشق. وحزب الله يتهم اسرائيل التي تنفي التهمة.
- 16 تموز/يوليو: حزب الله يسلم اسرائيل جثتي جنديين اسرائيليين خطفا في لبنان في 2006 في مقابل الافراج عن خمسة لبنانيين.
- 13 نيسان/ابريل 2010: الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز يتهم سوريا بتزويد حزب الله صواريخ سكود. وتقول اسرائيل ان الحزب يمتلك اكثر من 40 الف صاروخ يفوق مدى بعضها 300 كلم.
ويعتقد الاسرائيليون ان الفوز المعنوي الذي حققه حزب الله اذ "ارغم" الآلة الحربية الاسرائيلية على الرحيل مهد الطريق للانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد بضعة اشهر.وقال جوناثان سباير الباحث في مركز الابحاث حول المسائل الدولية في هرتسليا ان الانسحاب "ادى الى تدهور كبير في قوة الردع الاسرائيلية وساهم في الاحداث التي وقعت منذ ذلك الحين، الانتفاضة وحرب 2006".
ورأى ان "اسرائيل دفعت ثمنا باهظا".
وعلى مدى سنوات خيم هدوء وهمي على طول الحدود الاسرائيلية اللبنانية الى ان قام حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين في تموز/يوليو 2006، ما ادى الى اندلاع الحرب.
وذكر سباير بتصريح الامين العام لحزب الله حسن نصر الله حين قال في اعقاب الحرب "+لو علمنا أن نتيجة عملية أسر الجنديين ستقود الى الدمار الذي لحق بلبنان، لما قمنا بها+"، ليستنتج الباحث "هذا يعني اننا لم نكن نملك قدرة رادعة".
وتكرر الامر ذاته في قطاع غزة وقد انسحبت منه اسرائيل من جانب واحد عام 2005 قبل ان تتعرض لعمليات اطلاق صواريخ شبه يومية من مجموعات مسلحة فلسطينية. وشنت الدولة العبرية عندها حربا قصيرة الامد وانما مدمرة على القطاع بهدف اساسي هو استعادة قوتها الرادعة.
وبحسب الدولة العبرية، فان حزب الله يملك اليوم اكثر من اربعين الف صاروخ يزيد مدى بعضها عن 300 كلم ما يجعله قادرا على استهداف المدن الاسرائيلية الكبرى. غير ان الخبراء الاسرائيليين غير مقتنعين بان هذا يعني حربا وشيكة.
وقال شلومو بروم الباحث المساعد في معهد دراسات الامن القومي "لدينا في الوقت الحاضر قدرة رادعة متبادلة مستقرة على الحدود الجنوبية. اسرائيل لديها قدرة ردع على حزب الله لكن حزب الله ايضا لديه قدرة ردع على اسرائيل". وتابع "الكل يفهم ان جولة العنف المقبلة ستكون اسوأ بكثير ولا احد يرغب بذلك".
وفي لبنان، اعتبر اسامة صفا مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية ان حرب 2006 اقامت "توازن رعب" جديدا في المنطقة.
وقال صفا ان "حرب 2006 اوضحت ميزان القوى الحقيقي. لا الجانب اللبناني يستطيع المغامرة بشكل سريع واوتوماتيكي ولا الجانب الاسرائيلي يستطيع بدء عمل عسكري وانهاءه سريعا لمصلحته" موضحا "تبين انه من السهل اشعال حرب لكن من الصعب وضع حد لها". واضاف ان "حرب 2006 ارست نوعا من توازن الرعب بين الجانبين".
واشار الى ان "الانسحاب الاسرائيلي شكل ربحا للبنان لجهة استعادة معظم الاراضي اللبنانية المحتلة ورؤية العدو الاسرائيلي ينكسر" مؤكدا ان "الربح اكيد ومدو في العالم العربي كاول دولة عربية اجبرت المحتل على الانسحاب".
لكنه تابع متطرقا الى الوضع السياسي الداخلي في لبنان انه "بعد الانسحاب حصل نوع من الانشقاق الداخلي حول من بقي مع المقاومة وحق المقاومة ومن هو ضد المقاومة وطالب بنزع سلاحها لانه لم يعد هناك احتلال واستمر الشقاق حتى اليوم".
ويخيم انقسام حاد في لبنان حول مصير سلاح حزب الله، يجعل من الصعب التوصل الى نتيجة في جلسات الحوار الوطني الجارية بانتظام بين القيادات السياسية بهدف معلن هو وضع استراتيجية دفاعية.
وقال صفا بهذا الصدد انه "اذا استطاع لبنان عبر الحوار الوطني خلق استراتيجية دفاعية واحدة ضمن كنف الدولة ومؤسسات الشرعية، اكيد انه سيكون ربما من اهم العناصر التفاوضية في المستقبل اذا تم هناك تفاوض ثنائي بين لبنان واسرائيل". لكنه لفت الى ان "هناك فريق واحد في لبنان مستفيد (من سلاح الحزب) ودول اقليمية راعية له".
ورأى ان تنامي قوة حزب الله كان نتيجة عدة عوامل "اهمها اقليمية وارتباطها بتفاهمات ايرانية سورية لابقاء هذه الورقة الضاغطة في مواجهة اسرائيل ولابقاء موطىء قدم اساسي للمقاومة وجبهة مفتوحة من لبنان للمستقبل للمساومة عليها بشكل اكبر في المستقبل"، مشيرا ايضا الى "غياب شبه تام يستمر حتى اليوم للدولة اللبنانية خصوصا عن الجنوب".
الحريري يبحث مع العاهل الاردني جهود تحقيق السلام
في غضون ذلك، بحث رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجمعة مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مدينة العقبة الساحلية جنوب المملكة جهود تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط، على ما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني.
وبحسب البيان، بحث الجانبان "آخر التطورات في المنطقة خصوصا الجهود المبذولة لتحقيق سلام شامل على اساس انسحاب اسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة عام 1967 واستعادة جميع الحقوق العربية وقيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني".
واكد العاهل الاردني للحريري الذي غادر المملكة عقب اللقاء الذي عقد في مدينة العقبة (325 كم جنوب عمان) "وقوف الاردن الكامل الى جانب لبنان الشقيق في مواجهة جميع التحديات ودعمه المطلق لامنه واستقراره".
ويأتي هذا اللقاء في اطار جولة في المنطقة "للتشاور وتنسيق المواقف" قبيل زيارة الحريري المرتقبة الى الولايات المتحدة الأميركية. ويتوجه الحريري الاحد الى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الاميركي باراك اوباما هي الاولى منذ تسلمه مهامه في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وهي تأتي وسط تحذيرات من نزاع عسكري جديد على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. واتهمت اسرائيل خلال الاشهر الماضية مرارا سوريا بنقل صواريخ من طراز "سكود" الى حزب الله اللبناني.
كما تحدثت تقارير اسرائيلية عدة عن سيناريوهات حرب وعن تنامي خطر الحزب الشيعي. ومنذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري التي تضم بين اعضائها وزيرين لحزب الله، تحمل اسرائيل الحكومة اللبنانية مجتمعة مسؤولية اي نزاع قد يقع على حدودها.
التعليقات
صواريخ سكود
عماد -تصوروا لو يطلق حزب الله ال ٤٠٠٠٠ صاورخ مداه ٣٠٠ كلم على اسرائيل و خاصة على ديمونه...! هذا هو توازن الرعب لدى اسرائيل
صواريخ سكود
عماد -تصوروا لو يطلق حزب الله ال ٤٠٠٠٠ صاورخ مداه ٣٠٠ كلم على اسرائيل و خاصة على ديمونه...! هذا هو توازن الرعب لدى اسرائيل