"تأرجح" في تأكيد "دمج" طلاب وطالبات التعليم السعودي

وصل "فتيل" شعلة الاختلاط حتى "حدود" مقاعد التعليم وتحديدا الصفوف الأولية، فالتصريح المتلفز لوزير التربية والتعليمالسعودي الأمير فيصل بن عبدالله الذي قال خلالهإن المرأة هي الأفضل في فهم و تعليم الطفل، يحمل ارتدادات هزة مجتمعية وقفت لمناهضة قرار لم يصدر رسميا حتى الآن.

الرياض:في الوقت الذي يرى فيه البعض أن خروج وزير التربية والتعليم السعوديالأميرفيصل بنعبد اللهبهذا التصريح هو "جس" نبض الشارع السعودي لتقبل مثل هذا الأمر، بدأ الموضوع في التحول والتصعيد وظهر ذلك من خلال بيان اعتراض موجه من مجموعة من المعلمات والتربويات إلى نائبة وزير التربية لشؤون تعليم البنات نورة الفايز واللواتي طالبنها بخطاب تضمن آيات قرآنية يحذرنها فيه من موافقتها على هذا الأمر ومما جاء فيه "أن هذا الأمر هو مخطط علماني يهدف إلى الحط من كرامة المرأة وجعلها في الحضيض" وطالبت المعلمات والتربويات نائبة الوزير "الفايز" بالتوبة عن عملها وموافقتها على دمج الطلاب والطالبات داخل المدارس الخاصة بالطالبات.

هذا بالتزامن مع إعلان وزير التربية والتعليم أن الدراسة ستكون بفصول مستقلة للذكور عن الإناث، لكن بتدريس المعلمات داخل المدارس الأهلية كخطة أولية، ولم يخف البعض أن ذلك هو بداية لتطبيق الأمر على كافة المدارس الحكومية في السعودية. وتطرق الوزير "صهر العاهل السعودي" إلى إدخال حصص التربية البدنية للبنات داخل مدارسهم بقوله إن هذا الموضوع سبقت دراسته وأنه لا يوجد أي فرق بين الذكور عن الإناث في ممارسة الرياضة.

المشرف التربوي السابق في تعليم منطقة مكة المكرمة الأستاذ خالد بن أحمد فضل قال في حديث "لإيلاف": إن تعليم المعلمات للأطفال ذكورا وإناثا يعود بالفائدة على المجتمع بأكمله لأن المرأة تستطيع التخاطب والتواصل مع الطفل وفق قدراتها الداخلية والنفسية أكثر مما يعمله المعلم، واستغرب الحملة التي قادتها مجموعة من المعلمات والمشرفات المطالبات بتعديل هذا القرار، وقال "كيف لهن أن يفعلن ذلك، والمرأة هي من تستطيع أن تتحكم بأخلاقيات الطفل وتعليمه وفق رؤية تربوية حديثة، واستنكر ذلك الحديث المطالب بالفصل مبكرا في المرحلة الابتدائية. وبرر الأستاذ خالد مطالبته وتأييده على قرار الدمج بأن ذلك هو ما يحتاج إليه الطفل المبتدئ بدراسته فهو بحاجة إلى اهتمام كبير وعطف أكبر في التعامل والمرأة هي الأنجع في خلق ذلك الموضوع.

وقال الأستاذ فضل إن الطالب يظل طفلا حتى بعد تخرجه من المرحلة الابتدائية، وتساءل عن كيفية الحكم بأنه سيؤثرفي زميلاته من الطالبات داخل المدرسة، وهو يفتقر إلى معرفة ماهية الأمور التي يتناقش عنها الكبار.

ويعتبر العديد من الخبراء التربويين والمعلمين والمعلمات أن وزير التربية السعودي الأمير فيصل بن عبدالله هو صانع القرار لهذا الأمر والذي يملك زمام الأمر في مواجهة التحدي الأكبر في عملية التعليم الابتدائي والذي ستكون هذه هي أول قرارات التصحيح والتطوير في مسيرة التعليم السعودي الذي يساعده ثلاثة نواب له كأكبر عدد نواب في الوزارات السعودية، ويعتبر الدكتور فيصل بن معمر هو الأكثر حضورا وقوة والذي يملك جميع صلاحيات الوزير الأمير فيصل بن عبدالله، ويرى أعضاء وزارة التربية أن ابن معمر هو صانع الكثير من الأفكار التطويرية في مسيرة التعليم من على كرسي الوزير.

وترى النخب السعودية أن وجود الأميرة عادلة بنت عبدالله ابنة العاهل السعودي وزوجة وزير التربية الأمير فيصل الناشطة في المجالات الإنسانية والتي تهتم بالمجالات التعليمية والإنسانية وصاحبة الحضور الأكبر بين نساء العائلة الحاكمة السعودية سيدعم كثيرا هذا القرار، والتي أكدت في لقاء صحافي سابق لصحيفة فرنسية أنها لا ترى في "الاختلاط" أي مشاكل سوف تنتج منه إذا وجدت قوانين رادعة لمن يسيء استخدامها.

وكانت بعض من المدارس الأهلية قد طبقت الدمج في التعليم الابتدائي ورأت نجاحه وطالبت هذه المدارس من وزارة التربية والتعليم بتعميم التجربة لما لها من أثر تجاه تربية وتعليم النشء.