السيستاني لعلاوي: تشكيل الحكومة شأنكم عبر الحوارات وبلا أقصاء

إلتقى رئيس الكتلة العراقيَّة إياد علاوي بآية الله علي السيستاني حيث أكَّد على ضرورة إجتماعه مع المالكي قريبًا.

لندن: نقل وفد من الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الفائزة في الانتخابات الاخيرة عن المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني عقب اجتماعه به في النجف اليوم تأكيده وقوفه على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية وان تشكيل الحكومة شأن يرجع للقوى السياسية عليها انجازه عبر الحوار .

وقال زعيم القائمة علاوي في مؤتمر صحافي عقب اللقاء ان المرجع السيستاني اكد لوفد العراقية وقوفه على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية . واشار الى ان المرجع يرى ان حل المشكلات السياسية وبينها تشكيل الحكومة الجديدة يتم عبر الحوارات بين الكتل . واوضح ان المرجع السيستاني شدد على انه يجب تشكيل الحكومة من دون اي تهميش او الغاء لاي مكون .

واكد علاوي تمسكه بالاجتماع برئيس الوزراء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي موضحا انه يمكن ان يؤدي الى حل الكثير من المشاكل والمعوقات التي تقف امام تشكيل الحكومة . واكد أن المرجع يطالب بتشكيل حكومة وطنية يشارك فيها الجميع من دون إقصاء أو تهميش كما يدعو إلى الإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة عن طريق الحوارات والتفاهم بين جميع الكتل السياسية.

اما نائب الرئيس العراقي القيادي في العراقية زعيم حركة تجديد اشار خلال المؤتمر الصحافي الى ان الوفد عرض على المرجع تطورات الوضع السياسية والازمة التي تمر بها البلاد نتيجة تأخر اعلان الحكومة . واضاف ان السيستاني اكد ان تشكيل الحكومة قضية تخص الكتل السياسية وعليها التوصل الى حل لها عبر الحوارات .

واشار الى ان السيستاني اكد عدم رغبة المرجعية بفرض إرادتها على احد وقال ان انه ابلغ الوفدأن تشكيل الحكومة قضية سياسية "وعليكم إيجاد الحل السياسي لها بأسرع وقت ممكن وأن المرجعية لا يمكن ان تتدخل في القضايا السياسية .

من جهته أكد القيادي في الكتلة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي خلال المؤتمر أن وقوف المرجعية الدينية على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية يعد مكسبا للقائمة العراقية لكي لا يدعي احد انه مقرب من المرجعية الدينية . وشدد على ان القائمة متمسكة بحقها الدستوري في تشكيل الحكومة المقبلة، وهو حق لا يمكن التنازل عنه مهما كانت الأسباب .

وضم الوفد الذي اجتمع مع السيستاني اضافة الى علاوي والهاشمي والعيساوي كلا من القياديين في الكتلة حسين الشعلان ومحمد علاوي .

وعلى الصعيد نفسه اشار مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان هناك متغيرات ستفرضها طبيعة العمل السياسي واستعداد كل كتلة لتقبل الآخر وانضاج مشروع وطني يستوعب الجميع . واوضح ان الكتلة العراقية ما زالت ترى الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني الاقرب اليها وتعمل على توسيع التعاون معهما. واضاف ان التصديق على نتائج الانتخابات سيدفع الجميع للعمل الجدي ويمكن ان تتغير بعض المعادلات السياسية وطبيعة التحالفات بشكل مفاجيء خصوصا وان التحالفات التي تجري ما زالت غير قادرة على التوافق على شكل الحكومة المقبلة ورئيسها.

وتوقع اعادة صياغة التحالفات بين القوى السياسية قائلا "حتى لو توافقت بعض التحالفات الجانبية على رئيس حكومة فانها غير قادرة على جمع اصوات نصف عدد البرلمان للتصويت عليه لان بعض القوائم التي سعت للتحالف لن تتوافق على شخص بسبب الاختلافات في الرؤى وعليه ستكون هناك اعادة صياغة للتحالفات وتنازلات يفرضها الزمن كلما اقترب الحسم لتشكيل الحكومة". وقال ان الايام المقبلة ستشهد مفاجآت كبيرة على الصعيد السياسي ولا يوجد أي امر محسوم او ناضج بشأن تشكيل الحكومة والتحالفات السياسية حتى الان .

واستبعد عاشور ان تشهد القائمة العراقية انشقاقات داخلية وقال ان هذا السيناريو خسر المعركة ولن يعود "والذين سعوا هذا المسعى يعلمون ذلك جيدا لان كل قائمة ترى وزنها بعدد نوابها واي خروج سيضعف الخارجين عنها قبل ان يضعف القائمة وان الامور تسير نحو تحالفات وتفاهمات لا انشقاقات" .

وأمس اتهمت القائمة العراقية ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها وراء تأجيل اللقاء الذي كان منتظرا أمس بين زعيمي القائمتين. وقال حيدر الملا المتحدث باسم العراقية في بيان صحافي إن ائتلاف دولة القانون أبلغ العراقية بإلغاء اللقاء بعد خمسة أيام من الاتفاق على موعده في منزل إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء الأسبق أحد المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة.

واكد ان الاجتماع الغي من قبل المالكي واصفا هذا الاجراء بأنه "محاولة من ائتلاف دولة القانون لعرقلة تشكيل الحكومة المقبلة وإطالة أمد الحكومة المنتهية ولايتها وهذا يصطدم ورغبة الشعب العراقي والقوى السياسية والمراجع الدينية التي حثت على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة".

ويتمسّك المالكي باستمراره رئيساً للحكومة عقب فوز ائتلاف دولة القانون بالمركز الثاني في الانتخابات العراقية بفارق ضئيل للغاية عن علاوي وقائمته العراقية التي جاءت في المركز الأول وبالمقابل يصر علاوي على تولي منصب رئاسة الوزراء باعتباره حقاً دستورياً عقب فوزه بالانتخابات.

وفي تصريحات له اليوم حول وجود تدخل إيراني كبير في الشأن الداخلي العراقي وفي تحالف الائتلافين قال الرئيس العراقي جلال طالباني في تصريح لصحيفة الشرق الاوسط ان الضغط لتوحيد الصف لشيعي يأتي من المرجعيات الدينية سواء كان من المرجعية الدينية في النجف الأشرف أو من المرجعية الدينية في إيران، لأن المرجعية الدينية في العراق حريصة على وحدة الشعب العراقي وعلى وحدة الصف الشيعي ثم وحدة الصف الشيعي مع الكرد ومع العرب السنة وهذه نظرة واقعية وحقيقية فمن دون تحقيق وحدة الصف الشيعي سيبدو التعامل صعبا للجميع لهذا أنا أعتقد أن المرجعية الرشيدة تمارس دورا وطنيا عندما تعمل من أجل وحدة الصف العراقي ككل وليس الشيعي فقط، وأنا متأكد 100% من أن السيد علي السيستاني لعب دورا كبيرا في تهدئة الأمور في العراق وتجنيبه الحرب الأهلية حرصا على وحدة الصف العراقي بكرده وعربه السنة والشيعة.

الحكيم : اسوع واحد على تسمية الائتلافين مرشحهما لرئاسة الحكومة
إلى ذلك، قال عمار الحكيم ان الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه وإئتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي سيسميان مرشحهما لرئاسة الحكومة بعد اسبوع من الان . وقال الحكيم عقب مباحثات مع قيادة حزب الدعوة تنظيم العراق احد مكونات دولة القانون تناولت تطورات الاوضاع العراقية والسبل الرامية الى تذليل الصعوبات والعقبات امام انعقاد مجلس النواب وتشكيل حكومة الشراكة الوطنية المقبلة.

وفي تصريحات له عقب الاجتماع اشار الحكيم الى ان هذه المباحثات تندرج ضمن سلسله من الاتصالات والمشاورات التي تجري بين قوى الائتلافين بهدف تعزيز التحالف بين الكتلتين وتوحيد الرؤية لمسيرة المرحلة المقبلة . واشار الى ان اللجان التي شكلها ائتلافان ستدخل مرحلة جديدة من المباحثات خلال الايام القليلة المقبلة للتوصل الى نتائج مهمة في توحيد الرؤى تجاه البرنامج الحكومي و آلية اختيار رئيس الوزراء وترشيحه للمرحلة المقبلة واعلانه للكتل السياسية .

واضاف "هناك ارادة جادة بين الائتلافين لتوحيد الموقف والمضي قدماً في الخطوات الاساسية التي تعتبر ركيزة وعماد لتحقيق هذا التحالف الرصين بين الائتلافين حيث انهما وضعا عشرة ايام مدة زمنية ما بعد الاسبوعين الذين اعقبا اعلان تحالف الائتلافين والتي بقي منها اسبوع واحد لتسمية مرشح رئيس الحكومة. وقال ان هناك حوارات مستفيضة وجادة ومعمقة بين الائتلافين قد يكون من الممكن ان تحسم وتتحقق نتائجها خلال المدة الزمنية المحددة .

وكان الائتلافان اعلنا في الرابع من الشهر الحالي تحالفهما وما زالت الحوارات جارية بينهما لتشكيل لجنة مشتركة لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة وابرز المرشحين لهذا المنصب نوري المالكي عن ائتلاف دولة القانون وابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي عن الائتلاف الوطني العراقي.

وخلال اجتماع اليوم مع القيادي في القائمة العراقية حسن العلوي شدد الحكيم على رغبته بتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية ضمن مبدأ الشراكة الحقيقية تنضوي فيها الكتل الوطنية التي تمثل طيفا واسعا من الشعب العراقي.

ومن جهته قال العلوي " ان اللقاء مع السيد عمار الحكيم كان من اهم اللقاءات التي دارت بيننا خلال هذه الفترة والتي تم فيها بحث اخر المستجدات السياسية في العراق وضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وترشيح رئيس الوزراء القادم ،مبينا ان وجهات النظر كانت متقاربة جدا وكاننا نتحدث بلسان واحد ". واكد"ضرورة ان يكون التحالف مع الاقوياء وليس الضعفاء من اجل بناء عراق موحد مستقر" . وقال "لا نستطيع تحديد جدول زمني لتشكيل الحكومة ولا يمكن لاي قائمة ان تشكل حكومة بمفردها لانها سوف تصطدم بالأغلبية في البرلمان".

وعلى الصعيد نفسه فقد أكد نائب رئيس الجمهورية القيادي في الائتلاف الوطني عادل عبد المهدي خلال زيارة لمحافظة ذي قار الجنوبية " نحن ننتظر التصديق على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية لتبدأ التوقيتات الانتخابية، فعندما تصادق المحكمة الاتحادية يكون أمام رئيس الجمهورية او رئاسة الجمهورية فترة أسبوعين لدعوة مجلس النواب للانعقاد وهي غير قابلة للتمديد الا لمرة واحدة فقط" .

واضاف اننا "خضنا قبل اسابيع قليلة الانتخابات وانتصرنا بها لذهابنا إليها جموعاً وافراداً" مؤكداً "من غير المهم من تقدم في هذه الانتخابات ولكن المهم هو ان العراق والعراقيين قد صوتوا وهذا هو النصر الكبير بأن تنتصر هذه العملية وان يصبح رأي الشعب هو الرأي السائد وهو الرأي الحاكم ما يعني انتهاء عصور الانقلابات والبيانات والتغيرات التي تأتي من الخارج وتملى علينا من الخارج" كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي تسلمت "ايلاف" نسخة منه اليوم .

ومن جانبه عقد ائتلاف دولة القانون اجتماعا برئاسة المالكي ناقش خلاله نتائج الحوارات والمباحثات الجارية مع الكتل الاخرى لتشكيل الحكومة ومجمل الاوضاع السياسية في البلاد . وقد انتقد المستشارالاعلامي لرئيس الوزراء ياسين مجيد التصريحات التي أطلقها بعض قادة القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي والتي أشارت إلى وجود لقاء بين المالكي وعلاوي موضحا إن "المعلومات التي يروجها بعض الأشخاص والجهات السياسية عن لقاء وشيك بين رئيس الوزراء ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي ، تبعث على الاستغراب" . ونفى تحديد أي موعد لاجتماع بين الطرفين وهو الامر الذي نفاه ايضا حسن العلوي عضو القائمة العراقية عادا ان المشاورات بين الجانبين لم ترتق بعد الى مستوى اللقاء .

ومن جهته قال باسم العوادي المستشار الاعلامي لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم: ان التحالف بين ائتلافي الوطني والقانون اخذ يتحرك بشكل اكثر فاعلية وبخطوات سريعة ضمن الحراك السياسي الحالي في طريق تشكيل الحكومة المقبلة . وأوضح العوادي في تصريح وزعه المركز الخبري التابع للمجلس الاعلى "هناك تقدم كبير في اختيار رئيس الوزراء ،مبينا ان سبب التأخر في تشكيل الحكومة هو البحث عن الاليات التي يمكن ان يترشح من خلالها رئيس الحكومة المقبلة وكذلك البحث في كيفية كتابة برنامج شامل للحكومة المقبلة بالاضافة الى بحث كيفية تشكيل حكومة الشراكة الوطنية ومثل هذه الامور لايمكن ان تختزل لا سيما ان هناك وجهات نظر متفاوتة في احيانا كثيرة ".

وشدد على ان مثل هذه الامور تحتاج الى وقت كاف للمشاورات والمداولات والبحث عن طرق واليات يمكن ان تمهد الطريق في النهاية الى ايجاد الية واحدة او اكثر تكون مرضــــــية لجميع الاطراف وتحظى بالمقبولية الوطنية في اختيار المرشح او المرشحين لرئاســة الوزراء المقبلة . وقال ان المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الدستورية لم تتحقق حتى الان حتى تكون قطعية ونافعة ،وان عموم العلاقة بين الكتل الفائزة لم تخرج من دائرة المشاورات الى دائرة المباحثات الجدية الا انها بدأت تتقدم بشكل كبير وفاعل .

واشار الى ان المفاوضات والمداولات مازالت مستمرة بين ائتلافي دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي من اجل الخروج بمرشح او عدة مرشحين لتولي رئاسة الوزراء وكذلك صياغة البرنامج الحكومي الذي يسير عليه خلال فترة توليه لهذا المنصب.