أخبار

العراق: عائلات ترفض اخلاء مبان فوق انابيب نفط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ترفض مئات العائلات العراقية إخلاء منازلها التي شيدت فوق انابيب نفط جنوب شرق بغداد.

بغداد: ترفض مئات من العائلات العراقية التي شيدت منازلها فوق انابيب للنفط جنوب شرق بغداد على اراضي حكومية تنفيذ اوامر صدرت اليوم الاثنين باخلائها موجهة انتقادات حادة الى المسؤولين. وقال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان "هذه الاسر شيدت منازل فوق انابيب النفط الخام وسط اراضي حكومية".

واضاف ان "وزارة النفط قررت ان تدفع لهم مبلغ ثلاثة ملايين دينار (2700 دولار) مقابل نقل اثاثهم، بالاضافة الى مهلة لازالة التجاوزات". وتابع عطا "يجب على الجميع ان يتفهم ان وجودهم فوق انبوب النفط يشكل خطرا على حياتهم، كما يشكل عرقلة للوزارة في تنفيذ مشاريعها".

ورفضت العائلات مبالغ التعويض مؤكدة انها غير كافية لاجرة العمال اذا ارادت بناء وحدات سكنية اخرى. ويبلغ عدد العائلات حوالى الاربعمئة. وقال افرادها انهم انفقوا ما يقارب 15 مليون دينار (13 الف دولار) لتشييد الوحدات السكنية التي بدت بائسة وخالية من اي مقومات للعيش الكريم.

وتكتفي العائلات بمصدر مياه ضعيف جدا وتعيش بدون كهرباء. وتجمع شبان ونساء واطفال حول عطا ومسؤولين حكوميين وقد بدت عليهم علامات الغضب الشديد وصرخت واحدة منهم قائلة "والله العظيم ان صدام ارحم منكم".

وتعهد عطا بايصال صوتهم لايجاد حلولا افضل، واعطائهم مهلة اطول من تلك التي تم تحديدها في السابق. وكانت السلطات حددت سبعة ايام لازالة التجاوزات. واعتبرت العائلات ان قرار الاخلاء يخالف تصريحات رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قبل الانتخابات عندما تعهد منع اجلاء اي متجاوز على اراضي الدولة.

من جهته، قال محمد رعد وهو شرطي ان "المالكي قال قبل الانتخابات انه سيعاقب كل من يعمل على هدم منازل المتجاوزين على الاراضي الحكومية، فلماذا هذا التغيير الان؟". كما صرخ ناصر حمود، وهو في الستينات ويرتدي الزي العربي، "سنقص الاصابع التي انتخبناكم بها".

واضاف في اشارة الى الاحزاب التي فازت في الانتخابات "اخطانا هذه المرة، لكن المرة الاخرى لن نخطىء بانتخابكم". وتابع متحدثا لفرانس برس "لا نريد الثلاثة ملايين دينار التي يقدموها، فليحتفظوا بها، نحن نعطيهم مثلها على ان يتركونا في حالنا وينقلوا الانبوب الى مكان اخر".

بدوره، قال اياد عبد الحسين محمد "كنا لاجئين في سوريا، وقالوا لنا عودوا وسوف نساعدكم في ايجاد سكن ملائم وآمن، وها نحن اليوم في سكن وضيع، ولا يتركونا بحالنا". واضاف "اذا كانوا لا يريدوننا في البلد فليرسلونا الى بلد اخر (...) ليس لدينا في هذا العراق مترا واحدا من الارض".

وشيدت كل اسرة وحدة سكنية من مواد بناء زهيدة الثمن. ويقول احد السكان، وهو من اوائل الواصلين الى المكان، ان المنطقة كانت مكبا للنفايات "هذا الموقع كان يستخدم مكبا فقامت كل عائلة بطمر النفايات والبناء فوقها".

وصرخت النسوة في وجه المسؤولين "هل تعلمون كم يكلف البناء حتى تدفعون ثلاثة ملايين دينار فقط؟". وقالت ام علي "قمت باستئجار 16 منزلا في مناطق متفرقة قبل ان اصل الى هنا". واضافت ان "الايجارات مرتفعة وغالبيتنا من العاطلين عن العمل، ومن لديه راتب لا يستطيع دفع ايجار منزل".

وتابعت باكية "اعيش هنا من شدة الظلم اللاحق بي، ولا انام الليل خوفا من العقارب والثعابين التي تسرح في هذا المكان". واضافت "تهاجمنا مئات الكلاب السائبة طوال الليل، بحيث لا نستطيع الخروج الا صباحا". وطالبت العائلات الحكومة ببناء وحدات سكنية لها بدلا من اجلائهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف