الازمة الكورية تضع الصين في مواجهة معضلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تواجه الصين معضلة بسبب الازمة الحادة التي تعيشها شبه الجزيرة الكورية بعد اتهام كوريا الجنوبية لجارتها الشمالية بإغراق احدى بوارجها.
بكين: تضع الازمة الحادة التي تشهدها شبه الجزيرة الكورية الصين في مواجهة معضلة بينما من المتوقع ان يكون "التعاون" الذي وعدت به الولايات المتحدة في هذا الملف محدودا جدا.
وسعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين والثلاثاء في بكين الى كسب دعم الصين العضو الدائم في مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على كوريا الشمالية التي اتهمها تقرير دولي باغراق بارجة حربية كورية جنوبية في البحر الاصفر في اذار/مارس الماضي.
وتوصلت كلينتون الى اعلان من بكين بانها "مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة والاطراف الاخرين والبقاء على اتصال وثيق حول الوضع" في شبه الجزيرة الكورية.
وتتيح هذه الصيغة المبهمة للصين ان تؤدي دور "القوة المسؤولة" الذي يدعوها اليه شركاؤها من دون ان تلتزم باي عمل ملموس.
ولم تتمكن كلينتون من حمل بكين على ادانة بيونغ يانغ. وباعلانها الاسبوع الماضي انها ستقوم "بتقييمها" الخاص للحادث وهو ما كررته الاربعاء، كسبت بكين لنفسها المزيد من الوقت.
وصرح مايكل غرين من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن لوكالة فرانس برس ان الصين لن تغير موقفها التقليدي القائم على "عدم الاختيار بين الكوريتين".
اما سكوت بروس من معهد نوتيلوس في جامعة سان فرانسيسكو فاعتبر ان اي تشدد من قبل بكين يشمل الاقتصاد او المساعدات الى بيونغ يانغ سينطوي على مخاطر كبيرة.
وقال "الصين تتردد كثيرا في استخدام نفوذها كوسيلة ضغط لان ذلك يمكن ان يؤدي الى انهيار النظام الكوري الشمالي مما قد يزعزع المصالح الصينية اكثر".
وتشكل الصين الحليف الاقتصادي الاول لكوريا الشمالية. واستقبلت قبل شهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل في زيارة. وهي ربما الوحيدة المطلعة على عملية الخلافة التي يجري اعدادها في بيونغ يانغ.
ويتفق المحللون على ان بكين تخشى انهيار النظام الكوري الشمالي مما قد يؤدي الى موجة لاجئين الى اراضيها وانتشار للقوات الاميركية بالقرب من حدودها.
وتوقع بروس ان "الصين ستحول دون انهيار الشمال على ان تعمل في الوقت نفسه مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على رد محدود".
واضاف "اذا لم يرق الموقف الصيني لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، فان عليهما التكيف معه". خصوصا وان واشنطن بحاجة الى دعم بكين في الملف النووي الايراني الشائك.
من جهته، اعتبر تشنغ تشاوهي البروفسور في جامعة بكين ان "الصين امام معضلة" فهي تخشى "اتخاذ تدابير جذرية يمكن ان تخرج الوضع في شبه الجزيرة الكورية عن السيطرة".
وقال "لذلك لم تعلن الصين عن دعمها لكوريا الجنوبية. ستظل على الحياد لكنها ستضاعف جهود الوساطة"، قبل يومين على زيارة الرئيس الصيني وين جياباو الى سيول.
واشار خبير عسكري غربي الى ان بكين بعثت بعيدا عن الاضواء "رسائل قد تكون قاسية" الى بيونغ يانغ التي "تعقد عملها على الساحة الدولية".
لكن تشو تييبينغ من جامعة الاتصالات في الصين ذكر بان "كوريا الشمالية ليست بلدا من السهل الاتفاق معه بل هي اشبه بجار صعب المراس".
واعتبر مايكل غرين ان ايا كان الامر فان قصف البارجة الكورية الجنوبية بطوربيد لا يسهل عمل الصين. بل "يمكن ان يخلق دينامية جديدة تعمق فيها كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة تعاونها في مجال الامن".
واضاف "هذا الامر لا يصب في مصلحة الصين".