روسيا تدين الديماغوجية السياسيّة بعد إنتقادات نجاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: دانت روسيا الاربعاء "الديماغوجية السياسية" بعد انتقادات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد المتعلقة بموقف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حول البرنامج النووي الإيراني بحسب المستشار الدبلوماسي للكرملين. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن سيرغي بريخودكو قوله تعليقا على تصريحات الرئيس الإيراني "لم ينجح احد في الحفاظ على سلطته من خلال استخدام الديماغوجية السياسية".
ودان الرئيس الإيراني الاربعاء موقف مدفيديف متهما اياه "بالجلوس قرب من هم اعداؤنا منذ ثلاثين عاما". وتبني روسيا داعمة إيران التقليدية حاليا في بوشهر اول مفاعل نووي إيراني سيتم تشغيله بحلول اب/اغسطس. لكن موسكو اظهرت استياء متزايدا في الاونة الاخيرة بسبب موقف الجمهورية الاسلامية من برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال احمدي نجاد في تصريح متلفز مخاطبا الرئيسين الاميركي والروسي، ان "اعلان طهران (حول اتفاق مبادلة الوقود) يشكل افضل فرصة، لقد قمنا بخطوة كبيرة الى الامام وقلنا امورا بالغة الاهمية. لم يعد هناك اعذار".
واضاف ان على الرئيس الاميركي باراك اوباما "ان يتذكر دائما انه اذا لم يغتنم هذه الفرصة، فلن يعطه الإيرانيون فرصة جديدة بالتأكيد"، وذلك فيما تهدد الدول الغربية الكبرى بفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وقد سلم دبلوماسيون إيرانيون الاثنين الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالة تبليغ بالاتفاق الثلاثي الموقع في 17 ايار/مايو في طهران. وينص الاتفاق على مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني القليل التخصيب (3,5%) في تركيا، في مقابل 120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20% تقدمه القوى الكبرى، لتشغيل مفاعل البحوث الإيرانية في طهران.
خبير ألماني: الاتفاق الايراني للتخصيب في الخارج مجرد مناورة
من جانب اخر، عبر الباحث الألماني المختص في الشؤون الإيرانية ماتياس كونتسل عن الدهشة لأن "ديمقراطيات تتحلى بالاحترام والثقة مثل البرازيل وتركيا وافقت على القبول برعاية اتفاق كهذا" مشيراً إلى أن اعلان تخصيب اليورانيوم في بلد ثالث "لا يعدو كونه مناورة سياسية من جانب يران" حسب تعبيره.
واعتبر خبير الشؤون النووية في مجموعة الخضر البرلمانية الألمانية في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أنه "إذا كانت هناك رغبة في منع الخطط الرامية إلى تصنيع أسلحة نووية، فلا بد من العمل على تجنب بناء مرافق لانتاج البلوتونيوم واليورانيوم" وأضاف "عندئذ فقط يمكننا أن نتأكد من قنبلة ذرية لن يتم تصنيعها" على حد قوله.
ولفت كونتسل إلى أنه "غالبا ما يفترض أن معاهدة عدم الانتشار الأممية تمنع الوصول فعليا إلى القنبلة الذرية، لكن الواقع غير ذلك تماماً اذ ان الفرص المتاحة للطامحين بصناعة الأسلحة النووية هائلة" وأردف"إن المادة الرابعة من معاهدة عدم الانتشار النووي تبيح انتاج جميع المكونات الضرورية لصنع القنبلة النووية تحت اشراف الامم المتحدة طالما أنه لا يتم الجمع بين هذه المكونات" حسب تعبيره.
وفيما يتعلق بالعقوبات المتوقعة ضد إيران قال الخبير الألماني " بينما أمر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتخصيب اليورانيوم حتى 20 ٪، وعلى الرغم من أن طهران باتت أقرب إلى صنع الأسلحة النووية فإن الصين الشعبية لا تزال تعارض بهدوء فرض عقوبات أممية جديدة" وأضاف "إن المسؤولية عن وقف القنبلة النووية الإيرانية يقع على تحالف دول تتمتع بالنوايا الطيبة" وأردف "إن هذه العقوبات ستهدف بالدرجة الأولى إلى عزل إيران" حسب تعبيره.
وحول العقوبات الراهنة وأثرها على الاقتصاد الإيراني قال الاستشاري النووي الألماني "ان ما يقرب من 40 ٪ من واردات إيران من الاتحاد الأوروبي هي من ألمانيا" وأضاف "هناك من يزعم أنه اذا لم تتبادل ألمانيا تجارياً لإيران فإن اقتصادنا سيعاني، لكن هذا محض كذب" وأردف "إذا جمدنا علاقاتنا التجارية مع إيران ، فسوف يؤثر ذلك فقط بنسبة نصف واحد في المائة من جميع صادراتنا، بينما سوف يسبب ذلك ضررا لا يمكن اصلاحه لإيران" وختم "ألمانيا يجب أن تفهم أن الخيار يكمن في فرض عقوبات صارمة وفعالة على إيران" على حد قوله.