أوباما يدعو نتانياهو إلى واشنطن قبل لقائه مع عباس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: ذكرت مصادر إسرائيلية حكومية أن الرئيس باراك أوباما قد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى البيت الأبيض الأسبوع القادم، متوقعة أن يتم الإعلان رسميا عن الزيارة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء بعد أن يجتمع كبير موظفي البيت الأبيض رام ايمانويل المتواجد حاليا في إسرائيل مع نتانياهو.
واكدت رئاسة الوزراء في بيان ان "نتانياهو ورام ايمانويل سيلتقيان الاربعاء عند الساعة 17:00 (14:00 ت غ) في مكتب رئيس الوزراء في القدس". وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت فان ايمانويل "سيوجه خلال اللقاء دعوة الى نتانياهو للقاء الرئيس الاميركي في واشنطن في مطلع الاسبوع المقبل بعد زيارة رئيس الوزراء الى كندا".
واضافت الصحيفة "ان الدلالة من الدعوة يفترض ان تكون ان البيت الابيض واوباما يريدان فتح صفحة جديدة في العلاقات مع اسرائيل". واوضح البيت الابيض ان رام يزور اسرائيل "في مناسبة زيارة عائلية خاصة" وسيزور الخميس الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز.
والدعوة الى لقاء اوباما هي بمثابة محاولة لاعادة العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل الى طبيعتها بعد ان مرت اخيرا بازمة ثقة خطيرة ناجمة من اعلان الدولة العبرية اثناء زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى القدس، بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية اليوم أن ايمانويل يقوم حاليا بزيارة خاصة لإسرائيل لقضاء إجازة عائلية، بينما ذكرت مصادر أخرى أن ايمانويل، وهو يهودي، يزور الدولة العبرية لعقد احتفال "بار ميتزفاه" خاص بابنه، وهو احتفال يهودي تقليدي يقام عند وصول الأبناء سن البلوغ.
ونقلت الإذاعة عن مصادر وصفتها بالسياسية القول "إن اللقاء بين أوباما ونتانياهو والمزمع عقده الثلاثاء المقبل يهدف إلى تأكيد اهتمام الإدارة الأميركية بإبراز التحسن الحاصل في علاقاتها مع الحكومة الإسرائيلية".
وحسب هذه المصادر، فقد بذلت إدارة اوباما خلال الأسابيع الأخيرة جهودا مكثفة لتأكيد العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وذلك من خلال مشاركة كبار المسؤولين الأميركيين في سلسلة حفلات ومراسم قامت بتنظيمها المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى.
وأشارت إلى أن اوباما التقى الأسبوع الماضي عددا من الزعماء اليهود في الولايات المتحدة وأعضاء الكونغرس من اليهود وأكد لهم على خصوصية العلاقات بين واشنطن وإسرائيل، على حد قول المصادر ذاتها.
اللقاء مع عباس
ومن المقرر أن يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى واشنطن الشهر المقبل لبحث عملية السلام ومسار المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين والتي تجرى عبر وساطة أميركية بهدف التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين.
من ناحيتها نقلت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أوباما أراد لقاء نتانياهو قريبا قبل وصول عباس إلى واشنطن في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
وأضاف المسؤولون أن اللقاء مع نتانياهو سيأتي على خلفية الأزمة التي شهدتها العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب مشاريع الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية، والانتقادات الكبيرة التي وجهها أعضاء في الكونغرس والقادة اليهود في الولايات المتحدة إلى الرئيس أوباما.
واعتبر المسؤولون أن واشنطن تسعى إلى تصحيح الصورة التي سادت اللقاء الأخير بين أوباما ونتانياهو في البيت الأبيض، خلال شهر مارس/ آذار الماضي، في إشارة إلى الاستقبال الفاتر لنتانياهو في البيت الابيض والذي تم خلاله منع وسائل الإعلام من نقل وقائعه كما لم يتضمن فرصة التقاط الصور المعهودة التي توفر للزعماء الأجانب الزائرين للرئيس أوباما.
وقد اعتبر هذا التصرف على نطاق واسع، على أنه محاولة متعمدة لإذلال نتانياهو، لأنه يختلف كثيرا عن الأجواء الترحيبية التي سادت لقاءات أوباما مع مختلف القادة العرب الذين زاروا واشنطن والتي حظيت بدعاية جيدة، وفق ما أضافت هآرتس.
وتوقعت وسائل الإعلام إسرائيلية أن يحاول أوباما في محادثاته القادمة مع نتانياهو في البيت الأبيض إظهار دفء العلاقات بينهما ويحرص على التقاط الصور لهما وربما يعقدان معا مؤتمرا صحافيا مشتركا.
وكانت إسرائيل قد قامت في شهر مارس/آذار الماضي بإحراج واشنطن وإغضاب الفلسطينيين حين أعلنت خلال زيارة لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن مشروع لبناء 1600 منزل لليهود في مستوطنة رامات شلومو وهي منطقة في الضفة الغربية ضمتها إسرائيل إلى حدود مدينة القدس.
نتانياهو في فرنسا
وأضيفت رحلة واشنطن إلى زيارة يبدأها نتانياهو إلى فرنسا غدا الخميس سيشارك خلالها في احتفال بانضمام إسرائيل إلى منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي كما يزور كندا لاحقا.وتتصاعد في فرنسا الاحتجاجات على زيارة نتانياهو حتى أنها تجاومت المواقف التقليدية من أقصى اليسار الفرنسي. وتجلت هذه الاحتجاجات في دعوات إلى المقاطعة وتظاهرات ينظمها ناشطون نقابيون وسياسيون و"نداءات إلى التعقل" صادرة عن مفكرين يهود.
احتجاجات من مثقفين فرنسيين
ودعت جمعية جيل- فلسطين الأوروبية لدعم الشباب الفلسطيني إلى الاحتجاج على "استقبال ممثلين عن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية" في الوقت "الذي تستمر فيه سياسة تهويد القدس بلا رادع"، وفق ما جاء في بيان صادر عنها.
وقال جيل ويليام غولدنادل رئيس جمعية فرنسا-اسرائيل "بأسف" أن "الانتقادات المعادية لإسرائيل في فرنسا تتخطى بكثير أقصى اليسار لأن فكر اليسار المتطرف يؤثر على المجتمع بأسره، في مسعى لإسقاط الشرعية عن دولة إسرائيل"، على حد قوله.
وتمتد هذه الانتقادات إلى المثفقين الفرنسيين في البلد الذي يؤوي اكبر مجموعتين من اليهود والمسلمين في أوروبا. وفي هذا السياق وجه الكاتب ريجيس دوبري في كتاب أصدره في 19 مايو/ أيار الجاري انتقادات شديدة لإسرائيل التي وصفها بأنها "دولة تعاني أزمة هوية بين نزعتين قومية وعالمية". والكتاب بعنوان "إلى صديق إسرائيلي" وكتب على شكل رسالة مفتوحة موجهة الى المؤرخ والسفير الاسرائيلي السابق في فرنسا ايلي بارنافي.
وكتب الناشط الثوري السابق الذي كان مقربا من الرئيس الاشتراكي الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران أن إسرائيل لم تكف عن الاستيطان ونزع أملاك الفلسطينيين واقتلاعهم من جذورهم. ولم تقف الانتقادات عند الكتاب الأوروبيين فقط بل بات مفكرون يهود يوجهون بدورهم انتقادات إلى السياسة الاسرائيلية وتحديدا إلى استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وفي "نداء الى التعقل" أطلقته جمعية "الدعوة الأوروبية اليهودية إلى التعقل" في الثالث من مايو/ أيار الجاري في بروكسل وجمع أكثر من ستة آلاف توقيع بحسب المنظمين، قرر يهود أوروبيون "إسماع صوت يهودي متضامن مع دولة إسرائيل ومنتقد لخيارات حكومتها الحالية". ورأى الموقعون وبينهم الفيلسوفان برنار هنري ليفي والان فينكلكراوت، أن "وجود إسرائيل بات مجددا في خطر" جزئيا بسبب الاستيطان الذي اعتبروه خطأ سياسيا وخطيئة أخلاقية.