أخبار

نتانياهو يأمل في استقبال حافل في البيت الابيض

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على الرغم من آمال بنيامين نتنياهو بأن يكون استقباله في البيت الأبيض حافلاً، إلا أن المراقبين يخشون من أن يفجر باراك أوباما الكثير منالقضايا على طاولة البحث، لكن في مطلق الاحوال، لن يكون الامر بالنسبة إلى نتانياهو اسوأ من لقائه الاخير مع اوباما في اذار/مارس.

القدس: يامل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عند وصوله الى البيت الابيض الثلاثاء ان يلقى استقبالاً اكثر حفاوة هذه المرة، ما سيشير الى تخطي الخلاف الذي نشأ أخيرًا بين الحليفين وبلغ حدة غير مسبوقة منذ عقود.
غير ان بعض المحللين يحذرون من ان مجموعة من المسائل التي لم تجد حلاً حتى الان، قد تلقي بظلها على اجواء اللقاء بين نتانياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما، وان اي انفراج قد يكون موقتًا.

وفي مطلق الاحوال، لن يكون الامر بالنسبة لنتانياهو اسوأ من لقائه الاخير مع اوباما في اذار/مارس، حيث افيد انه تعرض للتأنيب ولم يلق التكريم الذي يحظى به القادة الاجانب عادة بل حرم حتى من المصافحة الاعتيادية امام عدسات المصورين.
واعتبر هذا الاستقبال في اسرائيل بمثابة معاملة مهينة لنتانياهو ورأت وسائل الاعلام ان رئيس الوزراء لقي معاملة "ديكتاتور من العالم الثالث".

ونشأ الخلاف بين البلدين اثر اعلان اسرائيل موافقتها لبناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة، لا سيما وان الاعلان صدر اثناء زيارة كان يقوم بها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل، وقد اعتبرت واشنطن الامر بمثابة "اهانة".
لكن الاجواء ينبغي ان تكون مختلفة خلال هذه الزيارة اذ يبدو ان الطرفين حريصان على وضع حد لهذا الخلاف العلني الذي نادرًا ما حصل بين البلدين بشأن مواصلة حركة الاستيطان التي تعتبر واشنطن انها تعيق جهودها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

وسوف يسعى نتانياهو الذي يصل الى واشنطن بعد زيارة لفرنسا وكندا، الى اثبات انه لم يتسبب باي ضرر لعلاقات اسرائيل مع حليفها العسكري والدبلوماسي الرئيسي، ولا سيما أن اسرائيل تنتظر من الولايات المتحدة ان تقود الحملة من اجل التصدي لبرنامج ايران النووي المثير للجدل.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير قريب من نتانياهو طالبا عدم كشف اسمه ان "حادث بايدن جعل الامور تخرج عن السكة. والان بدأت الامور تهدأ من جديد".

من جهته، يسعى اوباما لتبديد الشكوك التي تعبر عنها مجموعة الضغط الرئيسية المؤيدة لاسرائيل وبعض المجموعات اليهودية الاميركية بشأن دعمه لاسرائيل، خشية ان تسيء هذه الشكوك الى حظوظ الحزب الديمقراطي مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال نيثن براون استاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن ان "ادارة اوباما بدأت الشهر الماضي فقط تسعى لتبديل النبرة بين الولايات المتحدة واسرائيل".

واوضح ان "مجرد عقد اللقاء قد يكون نصف الرسالة" الداعية الى التهدئة، مضيفا ان "الامر قد يقتصر على محاولة اعطاء صورة ايجابية جيدة وبث اجواء توافق بين المسؤولين، اقله في العلن".

وقال بعض المحللين ان اوباما بحاجة الى ان يكون لقاؤه مع نتانياهو اكثر حفاوة بكثير من اجتماعهما الاخير في اذار/مارس، قبل زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المقررة الى واشنطن في التاسع من حزيران/يونيو.

والتقدم الرئيس الذي حصل منذ اذار/مارس هو انطلاق مفاوضات السلام غير المباشرة بين الطرفين برعاية الموفد الاميركي الخاص جورج ميتشل.

وقال المسؤول الاسرائيلي "بدأنا المفاوضات غير المباشرة وبدأنا النظر في بعض المسائل".

غير ان المحللين يحذرون من ان اي تقارب بين البلدين قد يكون ظاهريًا فقط او موقتًا.
فالخلافات التي نشأت بين البلدين ولا سيما حول مواصلة اسرائيل اعمال البناء في القدس الشرقية ومصير قرار التجميد الموقت لاعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية الذي ينتهي في ايلول/سبتمبر، لا تزال عالقة بدون حل.

وقال براون "اذا استمرت ادارة اوباما في الضغط للمضي قدما في عملية السلام وظلت تجعل من المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية اولوية، عندها ستكون هناك خلافات جوهرية بين الولايات المتحدة واسرائيل، وسوف تظهر عاجلا ام آجلا".
وتطرح تساؤلات حول مدى استعداد نتانياهو لتقديم تنازلات من اجل التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لا يمكن تقديم تنازلات حقيقية في المفاوضات غير المباشرة، داعيا الى بدء مفاوضات مباشرة، فيما يتهمه منتقدوه بالسعي فقط لكسب الوقت.

وكتب المحلل السياسي بين كاسبيت في صحيفة معاريف "هكذا سيكون من الممكن هدر المزيد من الوقت في طريق لا يقود الى اي مكان".

وتابع "لا يمكن للاميركيين التدخل في مفاوضات مباشرة، وستبقى الامور على حالها حتى نهاية ولاية نتانياهو او ولاية اوباما، ايهما تنتهي قبل".
ومن المسائل الاساسية الاخرى التي يمكن ان تعقد المحادثات بين اوباما ونتانياهو القرار الذي صدر عن مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي الجمعة والذي دعا الى عقد مؤتمر من اجل اقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط.

وكانت اسرائيل التي لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي ويعتقد بانها القوة النووية الوحيدة في المنطقة ولو انها لا تقر بذلك، تامل من واشنطن ان تمنع صدور مثل هذا القرار. واعلنت الحكومة الاسرائيلية في بيان ان نتانياهو سيبحث هذا الامر مع اوباما.
وفي اسرائيل، ارتفعت اصوات تحذر نتانياهو من ان يتوقع من اوباما رفع الضغوط كليا عنه.

وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار ان "الرئيس اوباما قرر بتاخير سنة انه يود الحصول على وسام شرف كاكبر صديق لاسرائيل في البيت الابيض، ودعا نتانياهو الى لقاء".
وتابعت "لكن علينا الا نخطئ في الامر ونظن ان هذه اشارات صداقة. ما زال نتانياهو يواجه ضغوطا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف