الحزب الحاكم يتهم الاخوان المسلمين بالتستر على الفساد

اتهم الحزب الحاكم في مصر جماعة الإخوان المسلمين بالتستر على الفساد وذلك قبل ساعات مع انتهاء الدعاية الانتخابية، فيما هاجمت جماعة الإخوان بدورها الحزب الحاكم، بينما أصرت على شعارها "الإسلام هو الحل، على الرغم من منع لجنة الانتخابات استخدام الشعارات الدينية.

تزايدت حدة سخونة معركة إنتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى المصري. واشتعلت المواجهة بين الحزب الوطني وجماعة الاخوان المسلمين في الساعات الاخيرةقبل اغلاق باب الدعاية الانتخابية مساء اليوم. وبينما عقد المرشد العام للاخوان المسلمين مؤتمرًا صحافيًا صب فيه غضبه على ما أسماه "الانتهاكات الصارخة للنظام الحاكم والذي تعرض لها مرشحو الاخوان ومؤيدوهم في انتخابات الشورى، إنتقد الحزب الوطني الحاكم على الجانب الآخر برنامج الاخوان المسلمين متهمًا الجماعة بالتستر على الفساد .

فيما كثفت الجماعة جهودها فى الساعات الاخيرة للتنسيق مع 6 من المرشحين المستقلين والحزبيين، بينهم مسيحي، في إطار التعاون الوثيق مع القوى السياسية والوطنية.

وقال المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع في مؤتمر صحافي عقد اليوم في مكتب الارشاد ان التجاوزات التي ارتكبت في حق مرشحي الاخوان ومؤيديهم في انتخابات مجلس الشورى تجاوزت الخطوط الحمراء ، معتبرًا ان ما حدث "مقدمة على ما ينوي النظام الحاكم الاقدام عليه يوم الانتخابات ووجود نية للتزوير" .

وقال بديع ان عدم تنفيذ أحكام القضاء، واستخدام العصا الأمنية وضرب المواطنين بالرصاص المطاطي يخالف القانون و الدستور. وطالب منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام بكشف بان " يكون لها وقفة جادة أمام ما يجري، بدلا من حالة اللا مبالاة التي يتعامل البعض بها مع ما يحدث من تجاوزات في هذه الانتخابات، حفاظًا على الحقوق والحريات".

وعلى الرغم من تعليمات اللجنة العليا للانتخابات بعدم استخدام شعارات دينية فى الدعاية، جدد بديع تمسك الجماعة بشعار "الإسلام هو الحل"، مؤكداً انه ترجمه للنص الدستوري في المادة الثانية من الدستور، واكدت أحكام القضاء دستوريته وقانونيته .

وأثنى على برنامج الجماعة، واصفا ايه بانه " شامل ومتوازن " ويقدم حلولا عملية لمشاكل وقضايا المواطن المصري البسيط .

لكن الحزب الوطنى الحاكم كانه له رأى مختلف فى هذا البرنامج، وقال على موقعه الالكترونى ان برنامج مرشحي الإخوان متناقض معها وان الاجراءات التى طرحتها بخصوص الفساد تتناقض مع الاتهامات المتعلقة بالفساد المالي وعمليات غسيل الأموال الموجهة إلي عدد من قياداتها . ووجود فساد مالى داخلى اعترف به عدد من قادة الجماعة فى وقت سابق .

وقال الموقع ان البرنامج افرد بندا خاصا لقضية الفساد طالب فيها بإعمال القوانين الخاصة بمحاربة الفساد علي جميع المستويات، وتطوير دور الرقابة والمساءلة الجادة للهيئات التشريعية البرلمانية، وتعزيز دور هيئات الرقابة العامة لفضح الفساد، والتركيز علي البعد الأخلاقي في محاربة الفساد، وتنمية الدور الجماهيري في مكافحة الفساد وهى كلها مطالب عامة تتبناها مختلف الأحزاب السياسية وأى مواطن يريد التقدم لبلده .

"لكن هذه الإجراءات تتناقض مع مجموعة الاتهامات المتعلقة بالفساد المالي وعمليات غسيل الأموال الموجهة إلي عدد من قيادات الإخوان، ولعل آخرها كان الحكم على خيرت الشاطر النائب الثانى للمرشد بالسجن للتورط فى أنشطة اقتصادية غير مشروعة، وتورط عدد غير قليل من العناصر الإخوانية في أنشطة تضر بالاقتصاد الوطني". وفقًا للحزب الذي أكد ان محاربة الفساد لا تكون بالشعارات ولا بالعبارات المرسلة، ولكن بتبني سياسات وخطوات عملية لمحاربة الفساد والمفسدين.

وانتقد حرص الإخوان على عدم اخضاع اعمالهم لمقتضيات القانون وإشراف الجهاز المركزي للمحاسبات ، وهو ما أدى إلى وجود فساد مالي داخلي اعترف به عدد من قادة الجماعة .

ومن المقرر بحسب المرشد العام للاخوان المسلمين فى المؤتمر الصحفى ان الجماعة ستنسق مع كل من نبيل رمزي سدرا المرشح المستقل بدائرة أسيوط و عبد المنعم التونسي المرشح عن حزب الغد بنفس الدائرة ورضا أبو السعود مرشح منيا النصر دقهلية عن حزب الوفد وصلاح عبد المتعال مرشح حزب العمل فى دائرة بني سويف و صلاح مصباح مرشح حزب التجمع في دمياط، وعبد الرشيد هلال مرشج التجمعفى 6 أكتوبر.

ومن المقرر ان يقفل باب الدعاية رسميًا مساء اليوم الاحد وفي القانون و تعليمات الجنة العليا للاشراف على الانتخابات . وسيتوجه ملايين الناخبين ممن لهم حق التصويت إلى صناديق الاقتراع صباح غد الثلاثاء .

ويتنافس فى الانتخابات، بحسب اخر تصريح لرئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار انتصار نسيم صباح اليوم، 446 مرشحًا على 74 مقعدًا في 55 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية .وذلك بعد حسم 14 مقعدًا بالتزكية لصالح مرشحي الوطني.

ويخوض الحزب الوطني الحاكم الانتخابات على جميع المقاعد، فيما يتنافس 115 مرشحًا فقط عن 13 حزبًا سياسيًا إلى جانب 331 مستقلاً، من بينهم 15 مرشحًا للاخوان المسلمين .

وفي محاولة لدفع جموع الناخبين الى صناديق الاقتراع، حيث تشهد دومًا هذه الانتخابات اهتمامًا اقل من الناخبين، هدد المستشار انتصار نسيم بتوقيع غرامات مالية تصل الى 100 جنية على من يتخلف من دون عذر، داعيًا جميع الناخبين الى "ممارسة حقهم الدستورى والقانونى فى الإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم حتى تأتى نتيجة الانتخابات معبرة أصدق تعبير عن إرادتهم الحقيقية في اختيار ممثليهم في مجلس الشورى ".