الصحافية الفرنسية فلورا نيكولتا: لم يمنحني ياسر عرفات بيتا للسكن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رفضت عشرات المرات أن تجري حديثا صحافيا، أو حتى نقاشا عاما، إلى أن تسللت بعض الكلمات إلى ذهنها لاسيما ما يتعلق بحياتها الخاصة في قطاع غزة، فبدأت تسرد الحكاية. لقد كانت الأسئلة تنهمر عليها بغزارة، وما إن تنهي إجابتها لتقول كفى، تكون قد بدأت الإجابة على سؤال آخر. تتحدث بنوع من اليقظة تارة وبلا خوف أو تردد تارة أخرى، فما يتعلق بالوضع الداخلي والشكوك التي تراود بعض أهالي غزة حول النزلاء الأجانب، تتحسس منه وتخشاه، أما في ما يخص القضية الفلسطينية والوضع السياسي فتجيب بجرأة ووضوح.
فلورا نيكولتا صحافية فرنسية تجاوزت الخمسين من العمر، ترتدي الكوفية الفلسطينية بملابسها التي اعتاد الفلسطينيون عليها، فالأحمر على ما يبدو هو سيد الألوان لديها. تتدلى جدائل شعرها المصبوغ بحناء عربية على كتفيها. تشير بإصبعها إلى كل ما تراه عيناها، تمشي كأنما تتفقد أحوال الرعية، يستوقفها كل شيء، تجلس مع العمال وسائقي السيارات، تتساءل عن أحوال الناس وفقرهم وحاجتهم، كل شيء فيها مختلف، نظراتها وطريقة حديثها، ابتسامتها، وحتى الخجل يلاحقها إلى حد عمرها الخمسيني.
"إيلاف" تحدثت مع "فلورا" عن رأيها في ما يجري على الساحة الفلسطينية، وكيف تتعامل كلّ من الحكومة والشعب مع الصحافيين والمتضامنين الأجانب، فقالت: "عندما عاصرت حكومة فتح في غزة، لم يستجوبني أحد ولم يحقق معي أحد، وكذلك حماس ليست غبية، فهي تعرفني جيدا وتعرف ماذا أفعل هنا، وتراني كما ترى كافة الناس، ولذلك لم يستجوبوني إطلاقا لأنني نظيفة".
وتضيف مستهزئة بما يشاع في قطاع غزة حول بعض الأجانب فتقول: "هل سمعت عن الصحافي الإيطالي فيتوريو الذي جاء على متن سفينة كسر الحصار الأولى، وقد عاد إلى بلاده لاحقا، وألّف كتابا عن غزة، لقد سمعت الناس يقولون في هذا الإطار إنه جاسوس لدى إسرائيل، وهذا أمر غريب".
حاولت "إيلاف" الدخول أكثر في تفاصيل الحديث معها إلا أنها سارعت بالقول: "إذا كان أحد من حركة حماس سألك عني فأنت لست العنوان الصواب، فأنا لا أختلط بمجموع الأجانب الذين تراهم، ولست جزءا من الأجانب القادمين إلى غزة، ولا يراني أحد بصحبتهم، بل إنني دائما موجودة وسط المواطنين الفلسطينيين".
وتتكلم "فلورا" أربع لغات، هي الفرنسية والإيطالية والإنكليزية والعربية، وتذكر بعضا من تفاصيل حياتها، فتقول: "قضيت نصف حياتي في فرنسا والنصف الآخر في إيطاليا، وأنا لدي أخ وحيد، يصغرني بثمانية أشهر، وهو صحفي يعمل في إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية".
"فلورا" التي تعيش في قطاع غزة منذ أكثر من 9 سنوات، تتحدث عما يدور من حديث بين أهالي غزة، بأن الرئيس الراحل ياسر عرفات منحها منزلا للسكن فيه، فتقول: "أنا لم ألتق ياسر عرفات، ولم أحاول الإلتقاء به مطلقا، وهذه مجرد شائعة" وتتساءل قائلة: "أين هو البيت الذي أعطاني إياه، ويمكنني أن أخبر الجميع عن الأماكن التي عشت بها في قطاع غزة، فقد سكنت في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفي شارع النصر وسط المدينة، وفي حي تل الهوا، وتنقلت بين أكثر من مكان، وأعرف غزة شارعا بشارع".
وعن اختلاطها بالناس في غزة وطريقة عملها في الصحافة تبين: "هدفي هو الكتابة، وكيف أتحدث عن النضال الفلسطيني من خلال الكتابة، لذلك أحاول دائما تسليط الضوء على القصص والمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون".
وتشير إلى الوضع الحالي في غزة فتقول: "أنا مهتمة بالأحداث والقصص اليومية داخل قطاع غزة". وتوضح: "هناك شائعات يثيرها بعض الناس في غزة حول القيادات السياسية والوضع الراهن، لا أتعاطى معها، ولن أضعها في كتابي لأنها ليست في صالح القضية الفلسطينية، وهي مجرد شائعات سببها أهالي غزة".
وقد نشرت "فلورا" ثلاثة كتب جميعها باللغة الإيطالية، وهي الآن بصدد البدء في إنجاز كتابها الرابع، فتقول حول ما سيتضمنه الكتاب: "سيتحدث عن الحرب الإسرائيلية الآخيرة على غزة، ومن أبرز الأشياء التي سيتناولها، الأماكن الأثرية التي قصفتها إسرائيل في قطاع غزة، وبعض التفاصيل الدقيقة".
وبلغة أثقلتها الهموم، وصعوبة العمل، تقول: "لا يتخيل أحد كم من الوقت تحتاج كي تؤلف كتابا".
وتتطرق إلى القضية الفلسطينية والصراع في المنطقة، وتبين إذا ما كان الإسرائيليون سيتركون فلسطين لأهلها وسيستعيد الفلسطينيون حقوقهم، فتقول: "الإسرائيليون مرتاحون أشد الراحة في بلادهم، فلماذا يغادرون، فهم يتحكمون بالفلسطينيين عن بعد، وبقاعدة بيانات كبيرة، ويسيطرون على الضفة الغربية وعلى الجولان، فلماذا يغادرون إذن".
ومع ذلك تؤكد فلورا أن تغيرا سيطرأ على الوضع في فلسطين في الأيام القادمة.
وتساءلت "إيلاف" إذا ما كانت "فلورا" قد تحدثت مع أحد من المسؤولين السياسيين في بلادها أو الدول الأوروبية الأخرى، فقالت: "أنا فقط أكتب في المجلات والصحف، ولا أقابل أحدًاأو أتكلم مع أحد".
وتسعى فلورا إلى مغادرة غزة، فهي لا تستطيع البقاء لمدة تسع سنوات من دون رؤية أحد من عائلتها، وتوضح: "لا أملك تصريحا أو فيزا من الحكومة الفرنسية تمكنني البقاء في غزة، لذلك يجب أن أغادر".
التعليقات
nero
nero -وتسعى فلورا إلى رؤية أخيها اذ التكنولوجيا لخدمه الحياه المهنيه اما فى حياه اجتماعيه ليس من حق احد فى عمل يبعد الاسره عن بعضها
nero
nero -وتسعى فلورا إلى رؤية أخيها اذ التكنولوجيا لخدمه الحياه المهنيه اما فى حياه اجتماعيه ليس من حق احد فى عمل يبعد الاسره عن بعضها
مبتكر
عماد العمصي -شكرا للاخ حمزة على هذا التقرير المبتكر