أخبار

العلاقات بين تركيا وإسرائيل في أدنى مستوياتها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أنقرة: وصلت العلاقات بين تركيا وإسرائيل اللتين كانتا حليفتين إستراتيجيتين في السابق، إلى أدنى مستوياتها بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول المساعدة المتجه الى غزة حيث استدعت انقرة سفيرها في اسرائيل وطلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي.

واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان قيام اسرائيل بشن هجوم دام على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة هو بمثابة "ارهاب دولة"، مضيفا ان تركيا "لن تقف مكتوفة اليدين" ازاء ما حصل. وقال اردوغان للصحافيين في سانتياغو بتشيلي قبيل مغادرته عائدا الى تركيا "فليعلم الجميع، لن تبقى (تركيا) مكتوفة اليدين وصامتة حيال هذا العمل الذي يعد ارهاب دولة غير انساني".

واكد ان اسرائيل "داست على القانون الدولي"، مضيفا ان "الهجوم يثبت ان اسرائيل لا تريد السلام في منطقتها". وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج اعلن انه "تم استدعاء سفيرنا الى انقرة" وذلك بعد ساعات على الهجوم الاسرائيلي الذي اوقع 19 قتيلا من ركاب الاسطول بحسب محطة تلفزيون اسرائيلية.

واعلن ارينج ايضا ان التحضيرات لثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل تم الغاؤها. واكد ان تركيا طلبت اجتماعا طارئا لمجلس الامن الدولي. من جهة اخرى، اعلن المتحدث باسم الحلف الاطلسي جيمس اباثوراي الاثنين ان سفراء دول الحلف سيعقدون الثلاثاء اجتماعا طارئا بناء على طلب تركيا لبحث الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة.

وقال المتحدث لوكالة فرانس برس ان "اجتماعا لمجلس الحلف الاطلسي" الذي يضم السفراء ال28 للدول الاعضاء في الحلف "هو قيد التحضير لبعد ظهر غد (الثلاثاء) بناء على طلب السلطات التركية".

وكانت وزارة الخارجية التركية حذرت في وقت سابق السفير الاسرائيلي غابي ليفي الذي استدعي للقاء استمر 20 دقيقة من ان هذه العملية الدامية قد "تؤدي الى عواقب لا يمكن تداركها في علاقاتنا الثنائية". وعقد ارينج صباحا اجتماعا طارئا مع كبال المسؤولين بينهم وزير الداخلية وقائد البحرية وقائد العمليات العسكرية.

واعلن ارينج ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيختصر زيارته لتشيلي. وقطع رئيس هيئة اركان الجيوش الجنرال ايلكر باسبوغ زيارته لمصر اثر الهجوم وبسبب الاعتداء على قاعدة بحرية تركية ايضا. ووصف باسبوغ في اتصال هاتفي مع نظيره الاسرائيلي غابي اشكينازي الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية بانه عمل "خطير وغير مقبول".

وجاء في بيان للجيش التركي ان المحادثة جرت بمبادرة من الجانب الاسرائيلي الذي اطلع قائد الاركان على الاحداث التي جرت قبالة سواحل غزة. وفي اسطنبول، تظاهر حوالى عشرة الاف شخص وسط هتافات "الموت لاسرائيل" في ساحة تقسيم.

وردد حوالى 400 متظاهر هتافات مناهضة لاسرائيل اثناء تجمعهم في وقت سابق امام القنصلية الاسرائيلية فيما نظمت تظاهرة ايضا امام مقر السفير الاسرائيلي في انقرة. وقال مسؤول في منظمة "آي اتش اتش" الانسانية التركية انه تلقى صور فيديو للسفينة التركية مافي مرمرة قبالة ساحل غزة تظهر "جرحى ممددين وسط السفينة مثل قطيع خراف".

وقال فيصل باسار كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول "لقد تلقينا معلومات مفادها ان شخصا توفي متاثرا باصابته برصاصة في الرأس فيما قضى اخر متاثرا بعدة جروح، ولم نتمكن من التعرف على هويتهما". وقال ان 800 شخص كانوا على متن مافي مرمرة بينهم نساء وطفل في شهره السادس. وقال مسؤولون من منظمات انسانية تركية ان العديد من ضحايا الهجوم الاسرائيلي من الجنسية التركية.

وبدأ تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل التي شهدت توقيع اتفاق تعاون عسكري في العام 1996، منذ العملية الاسرائيلية على قطاع غزة في نهاية 2008 والتصريحات المناهضة لاسرائيل التي ادلى بها اردوغان الذي يرئس حكومة محافظة منبثقة من التيار الاسلامي.

وفي كانون الثاني/يناير تعرض سفير تركيا في اسرائيل للاذلال علنا في وزارة الخارجية الاسرائيلية وفي نيسان/ابريل هاجم اردوغان بشدة اسرائيل واصفا اياها بانها "التهديد الابرز للسلام" في الشرق الاوسط.

والتوتر بين البلدين تصاعد حين وقعت تركيا والبرازيل اتفاقا حول تبادل الوقود النووي مع ايران، الدولة التي يشتبه الغربيون في انها تسعى لامتلاك السلاح النووي. ووقع هذا الاتفاق في 17 ايار/مايو وانتقدته اسرائيل.

وفي شكل عام لا تحبذ اسرائيل تقارب العلاقات بين تركيا والدول العربية او المسلمة، ايران والعراق ودول الخليج وخصوصا سوريا. وفي العام 2008 قامت تركيا بوساطة بين سوريا واسرائيل لكن هذه العملية انتهت حين دانت انقرة الهجوم الاسرائيلي على غزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف