خبراء: الحصار على غزة لم يقوّض حكم حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: خلص محللون وخبراء فلسطينيون الى ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ حوالي ثلاثة اعوام فشل في تقويض حكم حماس، الا انه بالمقابل زاد من معاناة السكان.ويرى الخبير الاقتصادي عمر شعبان ان الحصار "فشل في اخضاع حركة حماس لشروط اللجنة الرباعية او دفعها الى التخلي عن الحكم او اسقاط حكومتها، ولم يستطع ان يؤلب الناس عليها، ولا اعتقد ان هذا سيحصل بل على العكس جلب اليها التعاطف".
واضاف شعبان وهو مدير مركز بال ثينك للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ان الحصار "اثبت فشله وهو يشكل عقابا للناس وليس لحماس ويعزز القوى الراديكالية في القطاع". ويوافقه مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة بقوله "الحصار فشل بامتياز في غزة، فهو الحق الاذى والاضرار بالشعب وليس بحماس".
واوضح لوكالة الانباء الفرنسية ان "حماس استطاعت من خلال الانفاق جعل الحصار مكسبا تجاريا وماليا، كما جلب لها الحصار تعاطفا على المستوى الدولي". وتابع "لقد زاد الهجوم الاسرائيلي على قافلة السفن من التعاطف مع حماس وهي المستفيد الاول بفعل التفاعل العربي والدولي الذي زاد من معرفة العالم بالحصار".
واضاف ابو سعدة "كل الادوات التي استخدمتها الرباعية الدولية واسرائيل كانت طريقة خاطئة، واصبحنا نسمع علنا مطالبات دولية واوروبية وروسية ومن الامم المتحدة لفك الحصار عن غزة، وهذا لصالح حماس".
ويعتقد شعبان ان المؤسسات الدولية "فشلت في تخفيف الحصار وهو ما دفع بلاعبين جدد كالمؤسسات الاسلامية الخارجية الى توفير مساعدات لاهل غزة، فثلث المؤسسات الاغاثية لغزة هي مؤسسات اسلامية خارجية وهذا يعني تحولات خطيرة نحو التشدد والراديكالية".
لكنه في الوقت نفسه شدد على انه من "دون مساعدات الاونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) والمؤسسات الدولية فان الوضع سيصبح كارثيا في غزة". وتقر الامم المتحدة ان وضع السكان في غزة مأساوي. ويؤكد عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الاونروا انه "من دون الخدمات والمساعدات التي تقدمها الاونروا ستنهار الحياة كليا في غزة".
وتصل نسبة البطالة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في غزة والذين يشكلون غالبية السكان الى 75% بحسب ابو حسنة. ويضيف ان المنظمة الدولية تقدم مساعدات "غذائية منتظمة ل 850 الف لاجىء من المواد الاساسية تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات اضافة الى 106 الاف لاجئ يحصلون على مساعدات نقدية، وتشغل 15 الف لاجئ ضمن برامج البطالة و8000 شخص في برنامج المخيمات الصيفية".
واجبر الحصار الاولاد والفتية على القيام باعمال شاقة مقابل حفنة قليلة من المال. الفتى ياسر عليوة يجهد يوميا في البحث عن الحصمة لساعات طوال من بين ركام بنايات دمرها الجيش الاسرائيلي قرب معبر ايريز شمال القطاع ليعيل اسرته الفقيرة. وبينما بدا الاعياء والتعب على الفتى النحيف الجسم عليوة (16 عاما) بسبب الحر يقول "بعت محصولي اليوم الذي يقدر بنصف طن ب40 شيكلا (12 دولارا)".
اما بالنسبة لحازم حجا (22 عاما) فحياة تسعة افراد بينهم زوجته تتوقف على عمله اليومي في الحصول على الحصمة. ويعبر الشاب ذو اللحية السوداء عن حزنه لوصول الوضع الى هذا الحد في غزة ويضيف "تعلمت لكي اكون فنيا كهربائيا للمنازل، لكن لا يوجد بناء في غزة منذ ثلاثة اعوام واهلي بحاجة للمال لنعيش..ماذا نفعل هل ننتظر الموت؟".
ويشرح شقيقه محمود (16 عاما) "اعتقلوني (الجيش الاسرائيلي) قبل اسبوعين مع اخرين وافرجوا عني بعد ساعة لكن هذا لن يوقفني لانه من دون هذا العمل لا نأكل". وهذا الفتى واحد من بين حوالى 200 فلسطيني بينهم اطفال ينتشرون يوميا قرب ايريز بحثا عن حصمة وبقايا حديد مسلح.
ويخرج جحا وعليوة من بيتهما في منطقة الشعف القريبة من الحدود الشرقية لمدينة غزة فجرا وهما يحملان فأسا ومعدات بدائية صغيرة ليعودا مع الغروب في اغلب الاحيان بعد ان يبيعا ما حصلا عليه من الحصمة التي تستخدم للبناء.
وتمنع اسرائيل دخول كافة مواد البناء الى غزة لكنها سمحت اخيرا بادخال كميات محدودة خصوصا لمنظمة الاونروا، وهي تفرض حصارا على القطاع منذ حوالي ثلاثة اعوام في محاولة لافشال حكم حركة حماس التي تسيطر على القطاع. وتطالب حركة حماس، التي ترفض الاعتراف باسرائيل، برفع الحصار عن غزة.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في تعقيبه على قرار مجلس الامن الدولي بادانة مقتل اشخاص في الهجوم الاسرائيلي كانوا على متن سفن للتضامن مع غزة "المطلوب من مجلس الامن هو اصدار قرار دولي ملزم للاحتلال برفع الحصار" معتبرا ان استمراره يعني "ان التوتر سيستمر والازمة ستتفاقم".