أنقرة تهدد بإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تدرس تركيا إمكانية إصدار ملاحقات قضائية بحق إسرائيل بعد الهجوم على اسطول الحرية.
انقرة: يدرس وزير العدل التركي امكان اصدار ملاحقات قضائية بحق اسرائيل بعد هجوم وحدات من الكومندوس الاسرائيلي على اسطول الحرية مما اوقع تسعة قتلى بينهم اربعة اتراك، بحسب ما اوردت وكالة انباء الاناضول.
وبحسب الوكالة فان السلطات التركية تقوم بدراسة قانون العقوبات التركي والقانون الدولي لتحديد تحركها ردا على الاعتداء الاسرائيلي. ومن المتوقع ان تصدر الوزارة قرارا حول امكانية فتح تحقيق يتولاه مدعون عامون اتراك.
واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في انقرة ان تركيا ستعيد النظر في علاقاتها مع اسرائيل ان لم تفرج عن مواطنيها الذين اعتقلتهم. واوضح الوزير التركي انه ابلغ وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا التحذير اثناء لقاء الثلاثاء في واشنطن.
وقال امام الصحافيين "عبرت عن تصميمنا المطلق حول المسالة التالية: ان لم يفرج عن مواطنينا في غضون اربع وعشرين ساعة، بعبارة اخرى قبل هذا المساء، سنعيد النظر كليا في علاقاتنا مع اسرائيل". واضاف "طلبت منها التدخل".
من جانبه طالب البرلمان التركي بالاجماع الاربعاء باتخاذ تدابير "فعالة" ضد اسرائيل". وقال بيان تم تبنيه بالاجماع ان البرلمان "يطالب الحكومة التركية باعادة النظر في علاقاتنا السياسية والعسكرية والاقتصادية مع اسرائيل واتخاذ التدابير الفعالة اللازمة". واضاف البيان "ان على تركيا ان تستخدم الوسائل القانونية الوطنية والدولية المتوفرة لديها ضد اسرائيل".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انتقد بشدة الثلاثاء اسرائيل على عمليتها العسكرية التي وصفها بانها "مجزرة دامية"، داعيا المجتمع الدولي الى "معاقبة" الدولة العبرية ردا على العملية العسكرية التي نفذتها في المياه الدولية.
وكانت العبارة التركية "مرمرة"، كبرى سفن اسطول الحرية الست، مسرحا لهجوم دام استهدف منع وصول مساعدات انسانية الى قطاع غزة الذي يرزح تحت الحصار الاسرائيلي.
في هذه الاثناء، ينتاب يهود تركيا القلق من تداعيات محتملة للازمة الخطيرة بين اسرائيل وتركيا عليهم، بحسب ما قال ايفو موليناس رئيس تحرير صحيفة "شالوم" الاسبوعية التي تصدر في اسطنبول لوكالة الانباء الفرنسية.
واوضح موليناس "نحن قلقون بالطبع لان الامر قد يتحول بسرعة الى معاداة السامية". وتضم الجالية اليهودية في تركيا حوالى 20 الف شخص. واعتبر موليناس ان "خطاب رئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان) كان متشددا جدا". وكان اردوغان وجه الثلاثاء ولليوم الثاني على التوالي انتقادات قوية لاسرائيل بعد هجوم وحدات من الكومندوس الاسرائيلي على سفن "اسطول الحرية" الذي يحمل مساعدات انسانية لقطاع غزة.
وقال اردوغان امام نواب كتلة حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه، خلال اجتماع في البرلمان التركي "ادين بأشد العبارات هذه المجزرة الدموية" التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية، داعيا الى "معاقبة" الدولة العبرية على "عمليتها اللانسانية" التي قتل خلالها تسعة اشخاص كانوا على متن السفينة التركية "مرمرة"، كبرى سفن الاسطول.
وتظاهر ما يزيد على 20 الف شخص ضد الدولة العبرية واحرقوا اعلام اسرائيلية خاصة في اسطنبول كما استدعت تركيا سفيرها في اسرائيل. وتابع رئيس تحرير "شالوم" التي توزع خمسة الاف نسخة "ولكن رئيس الوزراء (اردوغان) قال البارحة انه ضد معاداة السامية. هو يقول ذلك عند كل ازمة ولكنه كرره البارحة. وهو اعلن بلسانه كما اعلن قادة المعارضة ان كل ما يجري لا علاقة له بيهود تركيا".
من جهته، قال رئيس الجالية اليهودية في تركيا سامي هرمان انه لا يرغب بالتحدث الى الصحافة في الوقت الراهن. ويرى المحللون ان الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول المساعدات الانسانية الذي كان متوجها الى قطاع غزة وما جره على اسرائيل من تنديد عالمي يضعف الجهود الاميركية الرامية الى احياء عملية السلام في الشرق الاوسط.
واعتبرت مارينا اوتاواي الباحثة في مؤسسة كارنيجي الاميركية ان الهجوم "يضع الولايات المتحدة في موقف بالغ الصعوبة". ورات انه بات على الرئيس الاميركي الاختيار "بين التضحية بمصداقيته في المنطقة والتي ستكون الثمن الذي سيدفعه اذا ما استمر في اتباع التقليد الاميركي المترسخ والمتمثل في تجنيب اسرائيل اللوم القاسي او الخروج عن هذا التقليد المعتاد وتوجيه ادانة واضحة لاسرائيل".
وخلافا لردود الفعل المنددة الصادرة من جميع الاطراف وقفت ادارة اوباما حتى الان الى جانب اقرب حلفائها. والثلاثاء عرضت واشنطن على اسرائيل ان تجري هي بنفسها التحقيق في الماساة. وقبل ذلك اسهمت واشنطن في الامم المتحدة في تعديل صياغة قرار مجلس الامن الذي لم يحدد من الذي كان البادىء في اعمال العنف، الجنود الاسرائيليين ام الناشطين المؤيدين للفلسطينيين.
فقد اشاد مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على الاثر بواشطن قائلا "نريد ان نعرب عن شكرنا للولايات المتحدة التي عملت في الكواليس على التخفيف من قرار الامم المتحدة".الا ان واشنطن اصرت على ضرورة ان يكون التحقيق "موثوقا به" و"محايدا" مشيرة الى ان هذه الماساة تؤكد ضرورة اطلاق عملية السلام.
كما شدد البيت الابيض ووزارة الخارجية على الوضع "غير المقبول" في غزة. ووفقا لتحليل ناتان براون فان الهجوم "ياتي في اسوأ توقيت" بالنسبة لاوباما الذي ارتكب "خطا جسيما" بتجاهله ماساة هذا القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ 2007.
واوضح براون ان ادارة اوباما ركزت جهودها على استئناف الحوار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ولم "توجه اهتماما كافيا لتحسين الوضع في غزة او للعلاقات بين فتح وحماس". وقال براون في تقرير لمؤسسة كارنيغي "مع الانقسام الفلسطيني وازمة غزة لا يتوقع ان تحقق عملية السلام اي تقدم".
من جانبه قال ستيفن كوك الباحث في مركز العلاقات الخارجية وهو مركز ابحاث اميركي اخر لفرانس برس "لقد ركزنا كل آمالنا على محمود عباس وفي هذا الحوار غير المباشر". وهو يرى ان ذلك يمكن ان يؤثر جديا على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا المهمومة بامر غزة والتي شعرت بانها مستهدفة مباشرة بالهجوم الاسرائيلي.
واشار كوك ايضا الى امكانية قيام واشنطن بمبادرات منها على سبيل المثال عقد مؤتمر للجهات المانحة لقطاع غزة. وقد اجرى اوباما مساء الثلاثاء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعرب خلالها عن تعازيه في ضحايا اسطول الحرية وفقا للبيت الابيض.
كما شدد اوباما خلال هذه المحادثة على "اهمية ايجاد وسائل افضل لتقديم المساعدة الانسانية لسكان غزة دون تعريض امن اسرائيل للخطر". في هذه الاثناء، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء اسرائيل بممارسة "ارهاب دولة" ضد الشعب الفلسطيني والعالم.
وقال عباس في كلمة في افتتاح مؤتمر فلسطين للاستثمار في مدينة بيت لحم ان "شعبنا الفلسطيني تعرض لارهاب دولة عندما هاجمت اسرائيل قافلة الحرية والشعب الفلسطيني والعالم اجمع يواجهان هذا الارهاب". واضاف "لا نريد ان يكون بيان مجلس الامن الدولي طفرة ولامتصاص الغضب" بل "نريده حقيقة لرفع الحصار والتحقيق في ما جرى"، في اشارة الى النص غير الملزم الذي اقره المجلس.
وتضمن اعلان مجلس الامن الدولي "ادانة للاعمال التي ادت الى خسارة (حوالى) عشرة ارواح بشرية على الاقل وسقوط العديد من الجرحى"، ولكن من دون ان يحدد من هي الجهة المسؤولة عن هذه الاعمال.
وقال عباس "اننا ننتظر العدالة الدولية وسنناضل ونستمر ننتظر العدالة"، مؤكدا "لن نرضى ان تكون عملية السلام للهروب من الاستحقاقات". وطالب عباس "بحماية دولية" للفلسطينيين، مؤكدا انها "مسؤولية مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية والمؤسسات الدولية".
واضاف "شاهدنا الارهاب ضد متطوعين ابرياء ونشاهد امثلة يومية على الارهاب من القتل والطرد من البيوت ومصادرة الاراضي وحصار غزة وبالاساس حصار القدس الشريف بالجدران وبيت لحم المعزولة واراضينا المنهوبة". كما طالب "بموقف عربي لرفع الحصار ولجنة تحقيق دولية ترفع نتائجها الى مجلس الامن".
شهادات
وروى عدد من الناشطين العرب الذين وصلوا الى الاردن بعد ترحيلهم من اسرائيل هول ماحصل من عملية اقتحام دامية قامت بها فرق من كومندوس البحرية الاسرائيلية لاسطول الحرية مما ادى الى الى سقوط ما لا يقل عن تسعة قتلى وجرح العشرات.
ووصل 126 شخصا من المشاركين في "اسطول الحرية"، الى الاردن فجر الاربعاء قادمين من اسرائيل عبر جسر الملك حسين (50 كلم غرب عمان) بينهم 30 اردنيا و96 شخصا آخر هم اربعة بحرينيين و18 كويتيا وسبعة مغربيين وثلاثة سوريين و28 جزائريا بينهم ثمانية نواب وواحد من سلطنة عمان واربعة يمنيين وثلاثة موريتانيين و12 اندونيسيا وثلاثة باكستانيين و11 ماليزيا و20 اذريا.
ورافق السفير الاردني في اسرائيل علي العايد الناشطين حتى وصولهم الى الاردن حيث كان باستقبالهم سفراء الكويت والجزائر والبحرين والمغرب واندونيسيا وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة.
وقال النائب عبد القادر عمارة (47 عاما) عضو مجلس النواب المغربي ان "ماحدث امر لا يصدق". واضاف "لا اصدق حتى ألان كيف اطلق هؤلاء الجنود المجرمون الرصاص الحي على الناس وكأنه فيلم سينمائي، احد المشاركين الاتراك كان قريبا مني عندما اصيب وسقط جثة هامدة".
وتابع "عندما اقتحمت السفينة في الساعة الرابعة والربع من صباح الاثنين استعمل الجنود الاسرائيليون كل العنجهية والوحشية والاجرام ضدنا". واوضح عمارة الذي سيغادر مساء الاربعاء عائدا الى بلاده مع بقية الناشطين المغاربة السبعة "رأينا بعض المشاركين يسقطون قتلى فطلبنا من الجميع الهبوط الى الطابق السفلي من السفينة".
واشار الى "انها كانت عملية عسكرية منظمة شاركت بها قوات خاصة وقوات من البحرية الاسرائيلية". واوضح ان "الاتراك قتلوا بدم بارد وكان بالامكان احتجازهم او اسرهم، فهم كانوا غير مسلحين كما ضرب بعض المشاركين ضربوا باعقاب البنادق وثم اطلق النار عليهم". وقال "لم يتم تنبيهنا من قبل الجيش الاسرائيلي قبل اقتحام السفينة وتم استعمال القوة ضد مدنيين عزل لم يكن لدينا أي سلاح او ذخيرة وعانينا لايام دون نوم".
واكد ان "المطران كابوتشي تعرض للضرب هو الاخر كما تعرضنا لاهانة وتهكم وحرمونا حتى من حاجاتنا الاساسية، لم نستطيع حتى دخول الحمام، قيدونا واركعونا على ركبنا وآذونا نفسيا ولم يقيموا اعتبارا انسانيا وكانت نظرتهم لنا دونية".
من جهتها، قالت الناشطة الجزائرية صالحة نويصرية (51 عاما) "لقد تعرضنا للاهانة والضرب بعد الانزال مباشرة، تم اعتقالنا وتكبيلنا بالاصفاد ووضعونا على ظهر السفينة ثمان ساعات تحت اشعة الشمس الحارقة".
واضافت "عانينا من معاملة غير انسانية واهانة، كانوا يصوبون البنادق نحو صدورنا ويهينوننا بكلام بذيء، عاملونا بقسوة مفرطة حتى ان احد اعضاء البرلمان الجزائري اصيب في عينه (...) لقد منعونا حتى قضاء الحاجة وصادروا جميع اغراضنا".
من جانبها، قالت الناشطة الجزائرية نجوى سلطان (48 عاما) "لقد جردونا من كل شيء حتى ملابسنا الداخلية، لم ننم منذ الانزال ولم نعرف كم مضى من الوقت، حققوا معنا وعاملونا بسوء وكأننا ارهابيين ونحن اناس مسالمون لانحمل اي سلاح او ذخيرة".
واضافت "هدفنا وصلنا اليه والحصار وانكسر والحمد لله تم فضح اسرائيل امام العالم، دولة اسرائيل ستزول فهي قد بدأت تتخبط". من جهتها، قالت الناشطة الجزائرية عائشة داهش (22 عاما) "لقد قتلوا شبانا عزل يحملون الغذاء والدواء لشعب مسجون ومحاصر، اسرائيل دولة همجية ووحشية وكل كلامها عن السلام مجرد كذبة وهذه الجريمة اكبردليل على ذلك".
وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الحكومة واصلت الاربعاء ترحيل الناشطين الاجانب من اسرائيل. واضافت الاذاعة ان نحو 250 ناشطا جاري ترحيلهم الاربعاء.كما ينتظر نحو 60 تركيا في مطار بن غوريون وصول رحلات خاصة لاعادتهم الى بلادهم فيما يجرى نقل 70 تركيا اخرين من سجن بئر السبع (جنوب) الى المطار وفقا للاذاعة الاسرائيلية.
وجرى الاثنين والثلاثاء ترحيل 45 ناشطا من ال682 المنتمين الى 42 دولة الذين كانوا على متن السفن الست التي تم قطرها الاثنين الى ميناء اشدود الاسرائيلي بعد الهجوم لدامي الذي تعرض له الاسطول. واستنادا الى اذاعة الجيش الاسرائيلي ستجري اخر عمليات الترحيل الخميس.
التعليقات
اخرتها مقاضاه
ادم -والله ضحكت بجد على ماتفعله تركيا بعد قتل 15 من شعبها ستقاضى اسرائيل اهذا جبن تركى اليست قادره تركيا على قصف اسرائيل وسيكون عندها المبرر واين وعد اردوغان بحمايه الاسطول وقد نشرت جريده جزائريه تهليلا ببطل الاسلام اردوغان بحمايته الاسطول بطائرات حربيه اين هم الان واين نصر الله واين ايران واين هم حماس وفتح فى الداخل اليسوا قادرين على قتل عدد مماثل لمن استشهدوا على السفن لماذا كل هذا الصمت من كل البلاد الهاتفه ضد اسرائيل اين بوتفليقه الجزائر لم نسمع له تعليق واين طائراته التى ذهبت لام درمان والله لانهم جبناء كل المسلمون جبناء كل العرب جبناء
الى رقم 1ادم
صلاح الدبن /الجزائر -طبعا الكل جبناء باستثناء انت ومن تمثل اوالذين يحملون نفس ثقافة الخضوع التي تغلقلت في جيناتكم الوراثية الغريب ان هذه الثقافة صار اصحابها لايخجلون من الجهر بانفسهم دون حرج للتو كنت اقرا لكاتب في صحيفة القبس الكويتية يلوم فيها حسن نصر الله على عدم مهاجمة اسرائيل لتحرير اسرى الاسطول؟؟؟ مع العلم ان حزب الله في حربه ضد اسرائيلفي 2006 هاجمه عرب ثقافة السلام اقصد الخضوع ووقفوا الى جانب اسرائيل تماما