رئيس الوزراء الصيني في بورما لترسيخ العلاقات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك: تستقبل بورما الاربعاء رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في زيارة هامة بالنسبة للعلاقات التي تعتبر بمثابة "زواج مصلحة" يربط بين البلدين منذ سنوات طوال لكنه شهد اضطرابا غير مألوف في الاشهر الاخيرة.
ومن المنتظر ان يلتقي وين جياباو، اول رئيس حكومة صينية يزور بورما منذ 1994، الجنرال ثان شوي الرجل القوي في الفريق العسكري الحاكم، لاعادة اللحمة الى علاقات اعتراها بعض التوتر لكنها تعتبر ضرورية استراتيجيا بالنسبة لكلا الجانبين.
فالصين تساعد بورما منذ امد بعيد عبر مبادلات تجارية ومبيعات اسلحة واستخدام حقها في النقض (الفيتو) بصورة منهجية ضد اي عقوبات في الامم المتحدة متصلة بانتهاكاتها لحقوق الانسان، بحكم موقعها كدولة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.
في المقابل بامكان الصين الوصول الى احتياطيات النفط والغاز لدى جارتها التي هي بامس الحاجة اليها من اجل نموها.
واعتبر الخبير في الشؤون البورمية في جامعة هونغ كونغ يان هوليداي "ان ذلك كان دوما بمثابة زواج مصلحة".
وقال "ان الجنرالات في بورما بحاجة لدعم دولي قوي في مجلس الامن، بينما تحتاج الصين من جهتها للثروات الطبيعية البورمية ولنقل النفط والغاز عبر بورما".
وفي السنوات الاخيرة استثمرت مجموعات صينية كبرى بشكل كبير في البنى التحتية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر بدأت الاشغال لبناء انبوب غاز على مسافة نحو 800 كلم، وهو استثمار بملياري دولار سيسمح عند انجاز المشروع بنقل 22 مليون طن من الخام سنويا بحسب وسائل الاعلام الصينية.
لكن هذه العلاقات المثمرة شهدت بعض الاضطراب بسبب توترات سياسية لا سيما منذ هجوم عسكري بورمي في اب/اغسطس على المتمردين الكوكانغ، وهي اقلية اتنية صينية، مما ادى الى نزوح عشرات الاف اللاجئين في الصين.
وكانت بكين وجهت انذاك تحذيرا الى جارتها. ولفت وين مين الخبير في الشؤون البورمية في المنفى في جامعة تشيانغ ماي (تايلاند) الى "انها المرة الاولى التي تنتقد فيه الصين صراحة النظام" مضيفا "يمكن ملاحظة انزلاق في السياسة الصينية في بورما بسبب عدم الاستقرار على الحدود".
ويمسك العسكريون بزمام الحكم في بورما منذ 1962، متحدثين باستمرار عن ضرورة صون "استقرار الدولة" في وجه مطالب الاقليات السياسية والجغرافية التي لم تتوقف منذ الاستقلال في العام 1948.
وقد تم توقيع اتفاقات وقف اطلاق عدة مع المجموعات الاتنية التي اصبحت ميليشيات حدودية في خدمة الفريق الحاكم. لكن الاخير لم يتمكن من التوصل الى اتفاق في بعض المناطق النائية من البلاد حيث حركة الاحتجاج نشطة اكثر من اي وقت مضى.
وقال يان هوليداي في هذا الخصوص "ان اخر امر تريده بكين هو ازمة لاجئين على حدودها الغربية التي تعد الاكثر اضطرابا في اي حال".
وفي الاشهر الاخيرة شهدت بورما اعتداءات عدة، احدها وقع في نيسان/ابريل واستهدف ورشة على سد مثير للجدل تعمل عليه شركتان صينيتان. ولم تعرف الاسباب الكامنة وراء الاعتداء لكن الفريق الحاكم نسبه الى مجموعات اتنية متمردة.
الا انه يشير الى بعض التوتر المناهض للصين. ففي بعض مناطق البلاد "هناك انطباع قوي بان البلاد بصدد ان تصبح مستعمرة اقتصادية صينية" على ما اضاف الخبير.