نتانياهو يبرر استمرار الحصار على قطاع غزة

أكد نتانياهو استمرار الحصار البحري على القطاع فيما بدا سجال جديد بين اسرائيل وحكومة غزة حول مصير المساعدات.

القدس: برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاربعاء استمرار الحصار البحري على قطاع غزة، مؤكدا انه يهدف الى "تفادي ان تصبح غزة ميناء ايرانيا يهدد البحر المتوسط".

تواصل المظاهرات المنددة بالهجوم الاسرائيلي

وقال نتانياهو في مداخلة تلفزيونية مقتضبة "واجبنا هو تفتيش كل السفن التي تصل. اذا لم نقم بذلك فان غزة ستصبح ميناء ايرانيا، ما يشكل تهديدا فعليا للبحر المتوسط واوروبا". واضاف ان "دولة اسرائيل ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس. ان الامن يتقدم على كل ما عداه".

ويوم الاربعاء، كررت الولايات المتحدة املها في ان تجري اسرائيل بنفسها تحقيقا دعت اليه الامم المتحدة في شان الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية، مشددة على ان الدولة العبرية قادرة على القيام بتحقيق "ذي صدقية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نعتقد ان اسرائيل هي الاكثر اهلية للقيام بهذا التحقيق" و"قادرة تماما على التحقيق في هذه القضية التي تورطت فيها قواتها".

وتساءل "هل تستطيع اسرائيل اجراء تحقيق عادل وشفاف وصادق؟ الجواب هو نعم"، مشددا على "الديموقراطية الحية" و"المؤسسات الفاعلة والكفؤة" في هذا البلد.

واضاف المتحدث "سنبحث مع اسرائيل في افضل طريقة لاجراء تحقيق يمكن ان يعتبره المجتمع الدولي ذا صدقية".

الى ذلك، بدا سجال جديد بين اسرائيل والسلطات في غزة. ففي وقت نفى طاهر النونو الناطق باسم حكومة غزة تسلم المساعدات التي كانت على اسطول الحرية، اتهمت اسرائيل حماس بمنع عبور حمولة المساعدات الى قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي افيتال ليبوفيتز للصحافيين ان اسرائيل حملت عشرين شاحنة سلعا مصدرها اسطول الحرية، وخصوصا مواد طبية وثيابا وبطانيات والعابا. واضافت "المؤسف في هذا الوقت ان الفلسطينيين يرفضون قبول هذه الحمولة، والشاحنات محملة لكنها لا تستطيع دخول قطاع غزة".

وتابعت المتحدثة "نستنتج ان حماس تمنع دخول المساعدة الانسانية"، متهمة الحركة بانها "قررت على ما يبدو ان مصلحة السكان اقل اهمية من دون شك من السياسة الداخلية".

وكانت الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحماس نفت ان تكون قد تسلمت عن طريق معبر كرم ابو سالم ايا من المساعدات التي كانت تنقلها السفن التي اعترضتها البحرية الاسرائيلية الاثنين في عرض البحر. وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في بيان "تؤكد الحكومة ان الاولوية الان هي اطلاق سراح المختطفين واعادتهم والشهداء والجرحى الى دولهم".

الاف الاشخاص ينتظرون في اسطنبول المرحلين

وصول مفرج عنهم في وقت سابق اليوم الى عمان

من جهة اخرى، تجمع الاف الاشخاص مساء الاربعاء في اكبر ساحات اسطنبول احتفالا بالناشطين الاتراك الذين يفترض ان يغادروا اسرائيل.

وتجمع المتظاهرون في ساحة تقسيم امام شاشة عملاقة اقامتها جمعية اسلامية خيرية ممن نظموا ارسال اسطول المساعدات الانسانية الى فلسطينيي قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي. وبثت على الشاشة المبادرات التي اتخذتها الجمعية في العالم في اجواء احتفالية.

وقررت اسرائيل مساء الثلاثاء ترحيل جميع ناشطي القافلة البحرية بمن فيهم 350 تركيا من اصل 650 تقريبا.

واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الاربعاء انه ابلغ الولايات المتحدة انه "اذا لم يطلق سراح مواطنينا في غضون 24 ساعة، اي قبل مساء اليوم (الاربعاء) فاننا سنعيد النظر في علاقاتنا مع اسرائيل".

يشار الى ان السلطات التركية اصرت على ترحيل جميع المواطنين الاتراك لكن ثلاثة منهم مصابين بجروح خطيرة لا يمكن نقلهم من دون تعريضهم الى الخطر، بحسب الاطباء. ولم يتبين ما اذا كان وضع هؤلاء الجرحى تسبب بتاخر الطائرات.

وزراء الخارجية العرب يبدأون اجتماعا طارئا

في غضون ذلك، بدأ مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا طارئا مغلقا مساء اليوم بمقر الجامعة العربية بالقاهرة لبحث العدوان الاسرائيلي على قافلة المساعدات الانسانية "اسطول الحرية" في المياه الدولية في البحر المتوسط.

ويرأس وفد دولة الكويت الى الاجتماع الوزاري الطاريء برئاسة الصومال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الخارجية بالانابة روضان الروضان ويضم الوفد الكويتي مدير ادارة الوطن العربي بوزارة الخارجية السفير جاسم المباركي ومندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير عبدالله المنصور.

ويناقش الوزراء في الجلسة المغلقة التي اقتصرت على رؤساء الوفود مشروع البيان الذي اعده مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين على مدى يومين من المناقشات الذي يتضمن الاجراءات القانونية لمواجهة عمليات القرصنة البحرية الاسرائيلية في البحر المتوسط ضد "اسطول الحرية" الذي ضم نشطاء من جنسيات عدة والتي أوقعت العشرات من القتلى والجرحى.

ولفت رأي قانوني عرضته الجامعة العربية على الوزراء الى ان العدوان الاسرائيلي على سفن قافلة الحرية التي هي قافلة سلمية غرضها تقديم المساعدات الانسانية لقطاع غزة وقتل 19 مدنيا من ركابها ينتهك ميثاق الامم المتحدة ويعد جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.
ونوه بأن ذلك " وفقا لاتفاقيات جنيف والنظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية وعملا من اعمال القرصنة البحرية يستوجب ملاحقة مرتكبيه".