الامم المتحدة تنتقد استخدام أميركا للقتل المستهدف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انتقد تقرير صادر عن الأمم المتحدة اليوم الولايات المتحدة باعتبارها المستخدمة الأولى لعمليات "القتل المستهدف" التي تشكل تحدياً للقانون الدولي، ودعا المجتمع الدولي إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه العمليات.
جنيف: قال الخبير فيليب ألستون، مقرر الأمم المتحدة الخاص بالإعدام خارج العدالة، الذي أعد التقرير للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة "إن المستخدم الأكبر للقتل المستهدف اليوم هي الولايات المتحدة، التي تستخدم بشكل أساسي الطائرات من دون طيار لشنّ هجمات"،. واضاف ان القتل المستهدف يشكل تحدياً متنامياً بسرعة لحكم القانون الدولي" وهي تستخدم بشكل متزايد في ظروف تنتهك القوانين الدولية..مطالبا "المجتمع الدولي أن يكون متشدداً أكثر في المطالبة بالمحاسبة". وقال ألستون "النتيجة هي أن القوانين التي توضع اليوم ستحكم سلوك العديد من الدول غداً"، معربا عن قلقه من تجاهل الولايات المتحدة هذا الواقع حين تمنح نفسها الحق باستهداف الأفراد حول العالم.
ووصف القتل المستهدف بـ"رخصة القتل المحددة بشكل سيء والتي تتم من دون محاسبة" وقال إنها ليست حقاً تتمتع به الولايات المتحدة وغيرها من الدول وإنها تسبب أضراراً ضخمة للقوانين التي وضعت لحماية الحق في الحياة ومنع عمليات الإعدام خارج نطاق العدالة.
واشار إلى وجود تحديين يكمنان في اعتبار القتل المستهدف شرعياً وغياب آليات المحاسبة. وقال أليستون إن عمليات القتل المستهدف قد تكون شرعية في بعض الحالات مثل الصراعات العسكرية حين تستخدم ضد المقاتلين أو المدنيين الذي يتورطون في عمليات قتالية، إلا أنه أوضح بأنها باتت تستخدم بشكل كبير خارج مناطق المعارك، وقال إن الولايات المتحدة ابتكرت نظرية تعرف بـ"قانون 11 سبتمبر" يخولها استخدام القوة في أراض دول أخرى كجزء من حقها في الدفاع عن النفس وحربها ضد القاعدة وطالبان.
وأدان عمل تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات التي تستهدف المدنيين أو التي تزيد من خطر استهداف المدنيين من خلال الاختباء بينهم، إلا أنه قال "إن عدم التزام هؤلاء بالقوانين لا يعني أن بإمكان الحكومات أن تضع تلك القوانين جانباً أو أن تعيد تفسيرها وحدها". ودعا الحكومات التي تستخدم القتل المستهدف إلى أن تظهر أنها تلتزم بالقوانين التي تحكم استخدامها في النزاعات المسلحة.
وميز ألستون بين الهجمات التي تشنها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي ايه" ووزارة الدفاع "البنتاغون" وقال إن التحدي الأكبر لمبدأ المحاسبة هو في "البرنامج الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذي ينفذ فيه القتل المستهدف من طائرات من دون طيار"، وقال انه من الواضح أن مئات الأشخاص قتلوا نتيجة ذلك ويشمل هذا العدد مدنيين أبرياء. وقال "لأن هذا البرنامج تلفه السرية لا يعرف المجتمع الدولي متى وأين يسمح لوكالة الاستخبارات المركزية أن تقتل ومعيار الأشخاص الذين يمكن قتلهم وكيف تضمن أن القتل شرعي وما هي المتابعة حين يقتل المدنيين بصورة غير شرعية".
مشيراً إلى ان ذلك ينتهك مبدأ المحاسبة. وأشار ألستون إلى ان الجيش الأميركي لديه مبدأ محاسبة علني وقد ثبت ذلك من خلال إعلانه هذا الأسبوع عن مقتل 23 مدنياً عن طريق الخطأ في أفغانستان. يذكر أن الولايات المتحدة تستخدم الهجمات الجوية التي تشنها طائرات من دون طيار بصورة خاصة في منطقة الحدود الأفغانية- الباكستانية التي ينشط فيها مسلحو القاعدة وطالبان.