تعزيز الإجراءات الأمنيَّة المحيطة بجيرغا السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يجتمع مئات زعماء القبائل المشاركين في مجلس جيرغا السلام في سبل احلال السلام في البلاد بعد تعزيز الاجراءات الامنية غداة هجوم لحركة طالبان استهدف جلسة افتتاح المجلس.
كابول: يشارك نحو 1600 شخص يمثلون مصالح القبائل والاتنيات والفصائل السياسية والمناطق الجغرافية والطوائف الدينية في اجتماع "جيرغا السلام" المقام في خيمة عملاقة في الضواحي الجنوبية الشرقية من كابول. واطلق مسلحو طالبان خمسة صواريخ على الاقل باتجاه الخيمة الاربعاء، اطلق اثنان منهما بينما كان الرئيس حميد كرزاي يلقي كلمة حث فيها المجتمعين، وحركة طالبان التي لم توجه لها دعوة للحضور، على العمل من اجل السلام.
واعلنت السلطات انها قتلت مهاجمين انتحاريين والقت القبض على اخر اختبأ في مبنى قيد الانشاء بالقرب من موقع انعقاد الاجتماع. وذكرت وزارة الداخلية ان المهاجمين كانوا مراهقين، الا ان قدرتهم على اختراق الاجراءات الامنية التي يشارك 12 الف من رجال الشرطة والجيش والاستخبارات في فرضها، مؤشر على تصميم المسلحين على تنفيذ عملياتهم.
ورفضت حركة طالبان الدخول في مفاوضات سلام اذا بقيت القوات الاجنبية التي تقودها الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والبالغ عددها حاليا 130 الف جندي في البلاد. وشددت الاجراءات الامنية حول موقع المؤتمر الخميس فيما عقدت الاجتماعات في غرف الدراسة في جامعة البوليتكنك في كابول، حسب ما افاد صادق صديقي المتحدث باسم مؤتمر الجيرغا.
وصرح لوكالة فرانس برس "لا اعلم ان كان احد تغيب عن المؤتمر، لكن جرى تشديد الاجراءات الامنية". وقال صديقي ان الوفود توزعت في 28 مجموعة لاجراء جلستين من المحادثات تهدف كل منها للخروج بافكار حول السبل التي يجب ان يتبعها كرزاي لاحلال السلام مع طالبان بعد نحو تسع سنوات من الحرب التي اسفرت عن مقتل الالاف.
وتتالف كل مجموعة من 20 الى 40 عضوا يقدم افكار المجموعة الى رئيس الجيرغا المنتخب وهو زعيم الحرب والرئيس السابق برهان الدين رباني، قبل صدور اعلان ختامي الجمعة، حسب المنظمين. ويهدف المؤتمر الى صياغة خطة وتقديمها لكرزاي حول زعماء المسلحين الذين يمكن ان يجري معهم كرزاي مفاوضات يمكن ان تؤدي الى انهاء النزاع الحالي في البلاد، وكيفية اجراء مثل هذه المفاوضات.
وقال دبلوماسيون ان التوصل الى مثل هذا الاتفاق بدعم واسع يمكن ان يعزز مشروعية قيادة كرزاي الذي يعاني من تدني شعبيته بين الافغان الذين يعتبرون حكومته فاسدة وعاجزة. واعربت الاطراف الغربية التي تدعم كرزاي وخاصة الولايات المتحدة وحلف الاطلسي، عن دعمها لمؤتمر الجيرغا باعتباره خطوة تاريخية في نضوج افغانستان السياسي.
ويتوقع ان يرتفع عدد الجنود الاجانب في افغانستان الى 150 الف بحلول اب/اغسطس في اطار استراتيجية مكافحة التمرد التي تهدف الى تعزيز سلطة الحكومة الافغانية في ولايتي قندهار وهلمند الجنوبيتين اللتين تعتبران معاقل لطالبان.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه يرغب في البدء في سحب القوات من البلد المضطرب بحلول منتصف 2011، فيما ترغب الحكومة البريطانية في الخروج من ذلك البلد "باسرع وقت ممكن". وكان عقد مؤتمر "جيرغا السلام" احد القضايا الرئيسية في حملة كرزاي لاعادة انتخابه العام الماضي حيث وعد بان تتولى قوات الشرطة والجيش الافغاني مسؤولية الامن في البلاد بحلول 2014.
الا ان العديد يرون ان التوصل الى حل سلمي للحرب هو افضل الخيارات امام افغانستان. ووصف قيام الدين كاشاف نائب رئيس مجلس علماء افغانستان ونائب رئيس مؤتمر جيرغا، المؤتمر بانه "الخيار الاخير". وقال انه "رغم زيادة عديد قوات الجيش والشرطة الافغانية، الا ان ذلك لم يخفف من حدة الحرب، ولذلك فان السبيل الوحيد لحل الوضع الراهن هو اجتماع الامة للعثور على حل". واضاف "لا يريد احد ان يغادر المؤتمر خالي الوفاض. يجب ان نتوصل الى توافق لان الجيرغا هي الخيار الاخير".
وياتي المؤتمر بعد ان اعلنت القاعدة عن مقتل الرجال الثالث في افغانستان مصطفى ابو اليزيد الذي يعتقد انه قتل في هجوم بطائرة اميركية بدون طيار في باكستان في وقت متاخر من الشهر الماضي. ويعد هذا الاجتماع الثالث منذ الاطاحة بنظام طالبان نهاية 2001. وكان الاجتماعان السابقان هدفا الى تعيين رئيس مؤقت لافغانستان، حيث تم انتخاب حميد كرزاي لمرتين رئيسا للبلاد، كما تم وضع دستور لافغانستان.