كي مون يقترح على نتنياهو واردوغان تشكيل لجنة تقصّي حقائق

تبحث إسرائيل عن مخرج مناسب بعد الحرج الدولي الذي وقعت به،بسبب هجومها الاسبوع الماضيعلى سفن اسطول الحرية مما أدىلسقوطتسعة قتلى، والذي بدوره رفع إيضًاحدة الأصوات المطالبة بضرورة إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

القدس:تواصل تل أبيب محاولات تبرير هجومجيشهاعلى أسطول الحرية، وتضع العديد من الشروط والتحفظات على اي تحقيق دولي في الحادث، وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اتصل هاتفيًا الليلة الماضية بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوان حيث عرض عليهما تشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الحادثة ، برئاسة رئيس وزراء نيوزيلندا الاسبق جيفري بالمر الخبير في القانون البحري وستضم اللجنة حسب هذا الاقتراح ممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل وسيواصل بان اجراء مشاورات بهذا الشأن مع الاطراف المعنية والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي

وحسبما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة فإن نتنياهو يترأس اليوم جلسة للمنتدى الوزاري السباعي لبحث طلبات تقدمت بها العديد من الدول لتشكيل لجنة لتقصي حقائق الاحداث التي واكبت عملية الاستيلاء على قافلة السفن الدولية، وأكدت مصادر سياسية في القدس استعداد اسرائيل للنظر في امكانية ان تشكل الامم المتحدة والولايات المتحدة لجنة من هذا القبيل بشرط ان تكون اسرائيل شريكة في سير تقصي الحقائق وذكر ان رئيس الوزراء ووزير الدفاع ايهود براك يعارضان فكرة التحقيق مع الجنود الإسرائيليين الذين نفذوا العملية إلا انهما على استعداد لاجراء تقصٍ للحقائق.

في هذه الأثناء، تتواصل الدعوات الأممية التي تطالب بفك الحصار عن قطاع غزة، وصرح مسؤول كبير في الامم المتحدة الاحد ان العملية الاسرائيلية ضد ست سفن كانت تحاول كسر الحصار على غزة واسفرت عن مقتل تسعة مدنيين يجب ان تستخدم سببا لانهاء هذه السياسة.

وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز "نريد ان نرى في ما حصل او ان نستخدما ما حصل مع انه حدث مفجع، فرصة لنحاول اقناع اسرائيل بتغيير سياستها". واضاف "هذه هي النتيجة التي نأمل في التوصل اليها من كل ذلك".

وقال هولمز ان الحصار "غير مقبول وغثر مثمر ومضر جدا بسكان غزة". وقال هولمز لوكالة فرانس برس في سيدني انها "ليست سياسة مناسبة". واضاف "اعتقد ان هناك توافقًا كبيرًا الآن في هذا الشأن خارج اسرائيل بانها ليست سياسة مناسبة ولا تساعد في مكافحة التطرف". وتابع المسؤول الدولي الذي يزور استراليًا لاجراء محادثات على مستوى عال مع مانحين للمساعدة الانسانية، انه سعيد لأن سفينة اخرى حاولت كسر الحصار لكن تمت معاملتها بشكل اهدأ.

هذا ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين احسان أوغلو لوضع تصورات قانونية عن المسلك القضائي الذي يمكن من محاكمة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الاعتداء على أسطول الحرية.

جاء ذلك في كلمة وجهها أوغلو لاجتماع اللجنة التنفيذية الموسع على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في مدينة جدة اليوم حول الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يهدف لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

ودعا دول المنظمة للتعاون مع المجموعات الإقليمية الصديقة والدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة من أجل عقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار (الاتحاد من أجل السلام) لحمل الأمم المتحدة على النهوض بمسؤولياتها في رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.

وأشاد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالموقف النبيل للجمهورية التركية التي عكست روح مسؤولية عالية ودفاع شجاع عن قضايا الأمة الإسلامية من خلال مشاركة واسعة وفاعلة في أسطول الحرية مثنيا في الوقت نفسه على كل من ساهم في تسيير قافلة السفن من أفراد ومؤسسات.

ضابط إسرائيلي: ركاب مرمرة تدربوا في افغانستان

في غضون ذلك، نسبت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأحد الى ضابط كبير في الوحدة التي نفذت عملية الاستيلاء على اسطول الحرية، قوله إن النشطاء الذين كانوا على متن السفن تلقوا تدريبات في معسكرات في كل من أفغانستان وباكستان واندونيسيا وبلغاريا. واضاف الضابط الذي لم يكشف عن اسمه ان الحديث يدور هنا عن اكثر من 50 شخصًا في الثلاثينات من العمر أقوياء جدًا كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص من أحسن نوع وكانوا مزودين بأجهزة الرؤية الليلية وكمامات واقية.

ونقلت (معاريف) عن الضابط قوله انه قد عثر على ظهر "المرمرة" على خراطيش ذخيرة فارغة أميركية تختلف عن تلك المستخدمة في الجيش الإسرائيلي. كما يستدل من استجواب ربان السفينة انه شاهد "نشطاء السلام" يلقون قطع اسلحة نارية الى البحرز وبعد هذه الشهادة تم إحصاء كافة قطع الاسلحة النارية بحوزة افراد الكوماندو وتبين انه ليست هناك أي قطعة سلاح ناقصة مما يعزز الاعتقاد بان "نشطاء السلام" استخدموا اسلحة نارية ضد المقاتلين الاسرائيلييبن.

وتساءل الضابط الكبير: تُرى هل شوهد مرة مدني يتعرض لاطلاق قنبلة صوتية دون ان ينفعل ويتأثر نفسيا بذلك ولا يخشى شيئا؟ واكد الضابط قائلاً: حتى القتال لمدة نصف ساعة مع ارتداء كمامة واقية يعتبر أمرًا صعبًا للغاية. واشار الضابط الكبير ايضًا الى ان ربط كابل المروحية بسقف ظهر "المرمرة" ليس مجرد قرار لحظي بل ينتج عن تخطيط مسبق.

ونسبت الصحيفة العبرية الى الضابط الكبير قوله ايضا ان "نشطاء السلام" استعانوا بنداءات وأوامر أسوة بوحدة عسكرية توزع أفرادها على عدة مراكز في السفينة مؤكدًا ان مدنيًا لا يعرف كيفية خطف مسدس من جندي وتجهيزه للرمي.