تركيا تضغط على إسرائيل خلال قمة في اسطنبول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
احتشد زعماء الدول الإسلامية حول تركيا في قمة اقليمية يوم الاثنين وأيدوا دعوتها لان تنهي إسرائيل حصارها لغزة على الفور وان تواجه عقوبة دولية على غارتها المميتة على سفينة مساعدات.
اسطنبول: طغت عملية اقتحام إسرائيل لسفينة مساعدات تركية "اسطول الحرية" الذي كان متوجها الى غزة واسفر عن مقتل تسعة اتراك قبل اسبوع، ما ادى الى توتر العلاقات بين اسرائيل وتركيا، على قمة (مؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا) ومحادثات السلام في الشرق الاوسط التي تعقد في اسطنبول والتي بدأت أعمالها يوم الاثنين قبل انعقاد القمة بحضور جميع المشاركين يوم الثلاثاء.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوري بشار الاسد "حان الوقت لرفع الحصار عن غزة"، وأضاف "نحن لا نريد سجنا كبيرا في العالم بعد الآن."
وبعد ان كانا حليفين متقاربين تدهورت العلاقات بين إسرائيل وتركيا منذ ان بدأ أردوغان تبني القضية الفلسطينية بعد هجوم إسرائيلي في غزة في عام 2008 .
وقال الزعيم التركي انه يتعين على إسرائيل ان تدفع ثمن قتل اتراك في غارة شنها كوماندوس اسرائيليون على سفينة مساعدات تركية.
من جانبه اعتبر الرئيس السوري ان تركيا "تدفع ثمن تعلقها بالسلام وعملها الجدي والصادق من اجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط"، واضاف ان "الاستجابة المباشرة والسريعة من قبل سوريا للمبادرة التركية فضح اسرائيل امام العالم وظهر للجميع انها هي من يعرقل السلام وليس الطرف السوري او الطرف العربي".
وتابع الرئيس السوري في اشادة بمواقف رئيس الحكومة التركية "كان من المفروض برئيس الوزراء التركي ان يقول في نهاية المفاوضات (السورية الاسرائيلية) ان المعرقل هو الطرف العربي وليس هجوم اسرائيل على غزة، او كان عليه ان يكتفي ببضع كلمات مائعة وضبابية ليس لها معنى كالذي اعتدناه من المسؤولين الغربيين، كأن يقول ان الفجوة واسعة".
وأضاف الرئيس الأسد أن سوريا "مستعدة للسير دون تردد بأي إجراءات تقررها تركيا حكومة وشعبا ردا على الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية ومنعا للعربدة الإسرائيلية".
وتلقت تركيا رسائل تأييد من دول إسلامية اخرى من بينها أفغانستان وأذربيجان وإيران وباكستان وقطر وبالطبع من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واعلن الرئيس الفلسطيني الاثنين في حديث الى تلفزيون "ان تي في" التركي "ان افضل سبيل للرد (على الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية) هو اجراء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية ومقاومة اسرائيل يدا بيد"، واضاف "شكلنا وفدا يضم مسؤولين فلسطينيين سيزور غزة لاقناع حماس (بضرورة) المصالحة".
وتابع رئيس السلطة الفلسطينية ان الشرط الوحيد للمصالحة هو قبول حماس خطة اقترحتها مصر العام الماضي تدعو حركتي حماس وفتح الى التوصل الى تفاهم واجراء انتخابات. وقال عباس ايضا "اعتقد وآمل بان نحقق ذلك هذه المرة".
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي "نددت باكستان بأقوى عبارات ممكنة بالعدوان غير المبرر الذي شن على اسطول الحرية." وأضاف "اننا نقف الى جواركم."
ومن المشكوك فيه ان يتضمن البيان الختامي لقمة (مؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في اسيا) ادانة إسرائيل لانه يجب التوصل الى توافق على الصياغة وإسرائيل عضو في المؤتمر.
ورغم ان إسرائيل قررت الا تعرض مسؤولا رفيعا لغضب تركيا في منتدى دولي الا ان القنصل العام الاسرائيلي هو الذي يمثلها في القمة.
ويحضر الرئيس السوري هذه القمة كضيف.
ورغم ان تركيا لا تنتظر الكثير من هذه المناسبة الا انها تستخدمها كفرصة لحشد تأييد دبلوماسي ضد إسرائيل.
ومن المقرر ان يجتمع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية يوم الاربعاء لاجراء محادثات مع نظيرهم التركي.
ورفضت إسرائيل اقتراحا مماثلا من جانب بان كي مون الامين العام للامم المتحدة وقالت أن من حقها اجراء تحقيق خاص بها قائلة أن قواتها تصرفت دفاعا عن النفس بعد أن تعرضت لهجوم من جانب مناصرين للفلسطينيين يحملون العصي والسكاكين.
ونفى أردوغان مزاعم اسرائيلية بأن بعض موظفي المساعدات على متن السفينة مافي مرمرة لهم علاقة بمتشددين.
وقال الزعيم التركي "انهم مثل الة كذب. انهم يختلقون الاكاذيب. وهذا ما يشتهرون به".
وهيمن الهجوم الدبلوماسي ضد إسرائيل على المواضيع الاخرى في القمة التي يشارك فيها ثمانية رؤساء بالاضافة إلى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
واجتمع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دعا إلى "محو (إسرائيل) من على الخريطة" مع الرئيس التركي عبد الله جول يوم الاثنين.
وكان أحمدي نجاد قد انتقد بوتين في الشهر الماضي لانه أيد فرض عقوبات على ايران ولا توجد خطط للاجتماع خلال القمة.
وسعت تركيا العضو المسلم الوحيد في حلف شمال الاطلسي والمرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي الى تنشيط دورها على الساحة الدولية في الاعوام الاخيرة بالتوسط في العديد من القضايا من العلاقات بين أفغانستان وباكستان الى البرنامج النووي الايراني.