أخبار

الصحافة السعوديّة تروّج عن نفسها بعروض باذخة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


لم تعد مسألة إمتلاك سيّارة فارهة أو شقّة فاخرة أو الحصول على قطعة أرض في موقع مميّز، أضف إلى الراغبين في السفر إلى الخارج، بالشيء الصعب بالنسبة إلى السعوديين. فالأمر بات سهلاً، بل وبقيمة رمزية. من يريد شيئًا من تلك الأماني عليه فقط التوجّه إلى أقرب مكتب لأي مؤسسة صحافية في السعودية ليشترك في أي مطبوعة وينتظر ما تصوّره له إعلاناتها التي تضع كل ذلك في متناوله دون عناء، في وقت يؤكد معنيون في تلك الصحف بأن تلك الحملات "الباذخة" تؤتي أكلها.

أبها: تجنح أغلبية المؤسسات الصحافية في السعودية نحو تقديم جوائز "باذخة" ، المهم هو أن يشترك المواطن أو المقيم، وعليه ان ينتظر كما يقولون إتصالاً هاتفيًّا من رقم غريب ليزف له بشرى امتلاكه شيئًا ربما تصل قيمته لأكثر من ربع مليون ريال سعودي.

المتتبع لمعظم الصحف السعودية يجد عبر صفحاتها ترويجًا باذخًا لإستقطاب قراء جدد، والوسيلة لذلك هي تلك الجوائز، من سيارات، شقق سكنية، تذاكر طيران دولية، قطع أرض، أجهزة الكترونية.

وما إن تعلن مؤسسة صحافية في السعودية عن عروضها وجوائزها لمشتركيها، الإ وتلحقها مؤسسة أخرى بعروض قد تفوقها كمًّا ونوعًا، ويعلق على هذا مختص سعودي بقوله، تعكس تلك الجوائز القدرة المالية للمؤسسات الصحافية في السعودية وبأنها في منأى مما حدث في وسائل الإعلام العالمية، بل وتؤكد تلك العروض على قوة مؤسساتها التسويقية.

وتعليقًا على هذه الحمى التسويقية التي تجتاح الصحف ويمتد مداها إلى شوارع المدن الرئيسة في السعودية ووسائل الإعلام المختلفة، قال مصدر داخل وزارة الثقافة والإعلام السعودية في تصريح مقتضب لإيلاف "إن كل تلك العروض هي بعيدة من أعين الوزارة وليست لنا أي علاقة في كيفية ترويج المؤسسات الصحافية عن نفسها، الأمر فقط نتابعه عبر الصحف".

وفي حديث جانبي لإيلاف مع مسؤول في أحدى الصحف السعودية التي تمشي الآن في حمى تقديم العروض أكد بقوله أن عروضهم أتت أُكلها ، والأرقام شجعتنا في تقديم الكثير من الجوائز القيمة .

وفي نظرة إيلافية سريعة للقوائم المالية لبعض المؤسسات الصحافية في السعودية نجد مثلاُ إن صحيفة الجزيرة سجّلت أرباحًا بلغت (65%) من رأسمال المؤسسة، وزيادة في الأرباح بنسبة (19%) مقارنة بالعام 2008 ، مؤكدة أن ميزانيتها للعام المالي 2009 بأرباح قياسية تعد الأضخم في تاريخ المؤسسة على الرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأبانت الجزيرة أنها أفضل صحيفة من ناحية المقروئية في منطقة القصيم وثاني أفضل مقروئية في منطقة الرياض.

أما مؤسسة اليمامة والتي تصدر منها صحيفة الرياض فقد صادقت الجمعية على الميزانية العمومية للمؤسسة لعام 2009 حيث أقرت توزيع 109،189،695 ريالاً، التي تمثل صافي الأرباح لعام 2009 بما يعادل 67% من رأس المال بزيادة على العام 2008 الذي بلغ فيه صافي الربح 108،125،625ريالاً فيما بلغ أجمالي أرباحها أكثر من 130 مليون ريال سعودي .

وأشارت جريدة الرياض أنها تستحوذ على 25 % من السوق الإعلانية في السعودية.

أما جريدة عكاظ فقد أوضحت أنها حققت أرباحًا إجمالية قدرها 132 مليون ريال بزيادة 18 مليون ريال عن العام السابق في حين بلغت الإيرادات الإجمالية 587 مليون ريال.

وأضافت "بلغ الدخل الإعلاني للمؤسسة 399 مليون ريال في حين بلغت الاستثمارات النقدية 217 مليون ريال، كما ارتفع إجمالي موجودات المؤسسة إلى 606 مليون ريال، وبلغ الاحتياطي النظامي 100 مليون ريال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف