الحكومة في قرغيزستان تخشى تدهور الوضع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تخشى سلطات قرغيزستان من تفاقم الوضع ليل الجمعة السبت بعد اعمال العنف التي اودت بحياة 41 شخصا في جنوب هذا البلد الذي يعتبر استقراره حاسما بالنسبة الى الولايات المتحدة وروسيا اللتين تقيمان فيه قواعد عسكرية.
بشكيك: اقرت الرئيسة بالوكالة روزا اوتونباييفا في بيان ب"ان الوضع يبقى متوترا". واوضح البيان انه تم اعلان حالة الطوارىء في اوش ثاني مدن البلاد وفي المناطق المجاورة اضافة الى حظر تجول من الساعة 20,00 الى السادسة حتى العشرين من حزيران/يونيو.
واضافت "لا بد من ارسال اطباء وتعزيزات الى اوش للمحافظة على النظام لان هناك خطرا من تفاقم الوضع مع هبوط الليل".
واشارت اخر حصيلة لاعمال العنف الاتنية بين المتحدرين من اصل اوزبكي والمتحدرين بين اصل قرغيزي الى 41 قتيلا واكثر من 600 جريح، بحسب وزارة الصحة.
ووصف شهود عيان تم الاتصال بهم هاتفيا في مدينة اوش جنوب البلاد، مشاهد الفوضى واطلاق النار خلال النهار، وتحليق المروحيات المسلحة على ارتفاع منخفض في وسط المدينة.
وروت اندريا برغ المتخصصة بشؤون اسيا الوسطى في منظمة هيومن رايتس ووتش لوكالة فرانس برس "ان طلقات نارية لا تزال تسمع. وبينما اتكلم معكم، اسمع عيارات نارية في مكان قريب فعلا".
وقد عمد عسكريون في ناقلات جند مدرعة الى قطع الطرق الى حي شريوموشكي الاوزبكي.
وقالت ايلينا وهي من سكان الحي التي رفضت الكشف عن اسمها بالكامل خشية اعمال انتقام "اننا نعيش حالة من الهلع. لا نعرف ماذا نفعل ولا كيف ننقذ عائلاتنا".
وصرح ازامات اوسمانوف احد السكان المحليين لوكالة فرانس برس "تجمع نحو الف شاب مسلحين بالهراوات والحجارة مساء الخميس وسط مدينة اوش وحطموا واجهات المحلات ونوافذ المباني السكنية واحرقوا السيارات. واندلعت عدة حرائق في المدينة".
من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الهدوء والحوار في قرغيزستان حيث تتواصل اعمال العنف منذ اكثر من شهرين بعد ثورة دامية، كما اعلن مكتبه الاعلامي الجمعة.
وقال المكتب في بيان ان بان كي مون "يدعو الى الهدوء ويحض كل الاطراف على التحلي باقصى درجات ضبط النفس بهدف تجنب خسائر جديدة في الارواح".
واضاف ان الامين العام "يجدد الدعوة الى ضرورة احترام دولة القانون وحل المشاكل سلميا عبر الحوار. ويحض الحكومة الموقتة على ايلاء العلاقات بين القوميات عناية خاصة واتخاذ اجراءات لضمان التعايش السلمي بين كل المواطنين في قرغيزستان".
واندلعت الاشتباكات ليل الخميس الجمعة في مدينة اوش الجنوبية التي كانت معقلا للرئيس السابق باكييف الذي اطيح به من السلطة في نيسان/ابريل، حسب شهود.
واضرمت النار في المباني والسيارات وحطمت واجهات المحلات في انحاء المدينة، فيما دارت معارك شوارع بين مسلحين بالبنادق والاسلحة المصنعة يدويا.
وتحاول الحكومة الموقتة في قرغيزستان برئاسة روزا اوتونباييفا فرض النظام في هذه الدولة الواقعة في وسط آسيا منذ توليها السلطة اثر اعمال شغب ادت الى الاطاحة بالرئيس كرمان بك باكييف في وقت سابق هذه السنة.
وتراجعت الحكومة عن تصريحات سابقة بانها استعادت السلطة في المنطقة.
وقالت ان "الوضع لا يزال متوترا. ووقعت نزاعات مماثلة في شهر ايار/مايو. واستطعنا السيطرة على الوضع بفرض حالة الطوارئ على البلاد".
واضافت "والان ومرة اخرى نجد انفسنا مضطرين الى فرض حظر التجول".
ووجه رئيسا الصين هو جينتاو وروسيا ديميتري مدفيديف دعوة الجمعة الى عودة الهدوء في قرغيزستان.
وقال الرئيس الروسي المشارك في العاصمة الاوزبكية طشقند في قمة منظمة شانغهاي للتعاون "نامل بصدق ان يستقر الوضع سريعا في قرغيزستان".
وقال الرئيس الصيني ان "الصين ودول مجاورة اخرى ستواصل تقديم كل مساعدة ممكنة الى قرغيزستان".
كما دعت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى الهدوء.
وقال كانات سوداباييف وزير خارجية كازخستان ونائب رئيس المنظمة في بيان "ادعو جميع الاطراف الى الكف عن العنف وحل المشاكل الحالية عبر الحوار والتسوية".
ودعت السفارة الاميركية في قرغيزستان الى الهدوء الجمعة بعد اعمال العنف الاتنية في جنوب هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى حيث تملك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية كبرى.
وقالت السفارة في بيان ان "سفارة الولايات المتحدة في بشكيك حزينة جدا للاعلان عن اصابات وخسائر بشرية في اعمال العنف في اوش (جنوب). نحن ندعو كل العالم الى حل الخلافات بشكل سلمي يحترم دولة القانون".
واضافت السفارة ان "العنف ليس بديلا مقبولا"، مؤكدة انها "على اتصال مع الحكومة لبحث اهمية عودة السلام بسرعة الى اوش".
وتعتبر قاعدة ماناس الواقعة على مشارف بشكيك شمال البلاد مركزا مهما لطائرات الصهاريج الاميركية للتزويد بالوقود، وطائرات النقل العملاقة التي تنقل الجنود الاميركيين والامدادات من والى افغانستان.
ويزداد اعتماد حلف الاطلسي على تلك القاعدة مع انتشار 30 الف جندي اميركي اضافي في افغانستان.
وارسلت السلطات عربات مدرعة الى اوش لمحاولة استعادة النظام، حسب ما صرح المتحدث باسم الحكومة فريد نيازوف لفرانس برس.
ومنذ الانتفاضة التي اطاحت ببكاييف وخلفت 87 قتيلا حذر زعماء العالم من خطر اندلاع حرب اهلية في هذا البلد الاستراتيجي.
وتاتي الاشتباكات الاخيرة بعد ايام من رفع الحكومة حالة الطوارئ في مقاطعة سوزاك المجاورة.
وفرضت السلطات المؤقتة قيودا على تلك المنطقة من 19 ايار/مايو حتى الاول من حزيران/يونيو في اعقاب تظاهرات عنيفة. كما الغت الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر ان تجري في خريف هذا العام.