أخبار

البلجيكيون ينتخبون وسط مخاوف من تقسيم البلاد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل: بدأ الناخبون في بلجيكا اليوم الاحد الادلاء باصواتهم في اقتراع تشريعي مبكر لانتخاب نوابهم الفدراليين ال150 يتوقع ان يفضي الى تقدم الفلمنك المطالبين بالاستقلال ما يهدد بقطيعة نهائية بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالهولندية. وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها في الساعة الثامنة (6,00 تغ) على ان تغلق في الساعة 15,00 (13,00 تغ). وينتظر اعلان النتائج الاولية حوالى الساعة 17,30 (15,30 تغ).

ومنذ الانتخابات السابقة في حزيران/يونيو 2007 لم تتمكن المجموعتان الكبيرتان في البلاد من الاتفاق على لامركزية متسعة للمؤسسات البلجيكية بسبب التعارض الكبير في مصالحهما الاقتصادية وتطلعاتهما الثقافية. ويخشى المحللون ان تؤدي هذه الانتخابات المبكرة، البعيدة عن ان تحقق صدمة خلاص، الى تعميق الهوة السياسية بين المجموعتين اللغويتين اللتين تصوتان في دوائر انتخابية منفصلة.

وفي الفلاندر ترجح استطلاعات الرأي ان يحقق التحالف الفلمنكي الجديد، وهو احد الاحزاب المطالبة بالاستقلال، اختراقا كبيرا باحتلاله الصدارة للمرة الاولى في هذه المقاطعة الناطقة بالهولندية في شمال بلجيكا، مع حصوله على حوالى ربع الاصوات.

وفي المجموع تذهب اكثر من 40% من الاصوات الفلامنكية الى مجموعات استقلالية او شعبوية. وفي مقاطعة والونيا تعطي استطلاعات الراي تفوقا للاشتراكيين على الليبراليين. ومن شان تقدم الفلمنك المتشددين ان يعقد التوصل الى اتفاقات بين المجموعتين اولا على تشكيل الحكومة ثم على تقاسم السلطات بين المناطق والدولة الاتحادية. واذا ما وصلتا الى طريق مسدود، فان تقسيم البلاد قد يصبح امرا لا يمكن تفادية.

وتطالب مقاطعة الفلاندر، الاكثر غنى والتي يعيش فيها 60% من سكان بلجيكا البالغ عددهم عشرة ملايين ونصف المليون، بالغاء الحقوق اللغوية الاخيرة، الانتخابية والقضائية، التي يحظى بها الناطقون بالفرنسية على اراضيها في ضواحي بروكسل. كما تطالب بمزيد من الاختصاصات في المجال الاجتماعي والاقتصادي بما يتيح لها، كما تامل، مواكبة العولمة دون ان تضطر الى تحمل العبء المالي لسكان والونيا الناطقين بالفرنسية الذين افقرهم توقف الانتاج الصناعي منذ عقود.

وفي اقصى اشكاله لن يترك الحكم الذاتي، الذي يطالب به التحالف الفلمنكي الجديد، للدولة التي اصبحت "كونفدرالية" سوى بعض الاختصاصات المتبقية (الدفاع، الشؤون الخارجية) بانتظار الاستقلال التام. ويرفض الناطقون بالفرنسية، مع بعض التباين وفقا للاحزاب، التنازل بدون تعويضات عن حقوق 130 الف منهم يعيشون في ضاحية بروكسل الفلامنكية وكذلك انهاء دولة بلجيكا الموحدة التي تجسد التضامن بين المقاطعات.

الا انهم قد يضطرون الى مواجهة خيارات مؤلمة: انقاذ الناطقين بالفرنسية في ضواحي بروكسل او تعويم منطقة بروكسل المخنوقة اقتصاديا والتي لا تبدو بالضرورة اولويات متفق عليها حكما. ومن المفارقة ان يؤدي الفوز المتوقع للتحالف الفلمنكي الجديد في الفلاندر الى ان يكون رئيس الوزراء البلجيكي الجديد، للمرة الاولى منذ السبعينات، فرانكوفوني بل وايضا اشتراكي وهو في هذه الحالة رئيس الحزب الاشتراكي اليو دي روبو وذلك اذا ما تاكد فوزه في والونيا.

فزعيم التحالف الفلمنكي الجديد لا يريد ادارة الحكومة الفدرالية وباقي الاحزاب الفمندية وبعد تجارب صعبة عديدة في هذا المنصب، تميل هذه المرة الى ترك القيادة لناطق بالفرنسية. وقد يبدي الزعيم الوالوني مرونة اكبر بشان الحكم الذاتي المتسع الذي يطالب به الفلامند اذا حصل منهم في المقابل على ضمانة باستمرار الدولة البلجيكية وتمويلها. وامام جسامة التحديات وتعقدها لم يكن من المفاجىء ان يكون نصف الفرانكوفونيين ونحو 40% من الفلامند قبل ايام فقط من الانتخابات مترددين بشان تصويتهم. وهي مفاجئة لا تزال ممكنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف