إنتخابات بلجيكا:الفلمنك يحققون إنتصارا تاريخيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حققالفلمنك المطالبون بالاستقلال انتصارا تاريخيا في الانتخابات البلجيكية.
بروكسل: انتهت الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد في بلجيكا بانتصار تاريخي حققه الفلمنك المطالبون بالاستقلال، ما شكل زلزالا سياسيا ضرب البلاد بأسرها وسيرغم الفرنكوفونيين على القبول بمنح الناطقين بالهولندية مزيدا من الاستقلالية.
وبحسب نتائج رسمية شبه نهائية للانتخابات نشرت قرابة الساعة 22,00 ت غ بعد فرز 96,5 في المئة من الاصوات، حصل حزب "التحالف الفلمنكي الجديد" على 28,3% من الاصوات في فلاندر، المنطقة الناطقة بالهولندية في شمال البلاد حيث تقطن غالبية (60%) ال10,5 ملايين بلجيكي.
وهذه النتيجة غير مسبوقة على الاطلاق، اذ لم يسبق لحركة تطالب باستقلال الفلاندر ان فازت في انتخابات تشريعية فدرالية. وافضل نتيجة تحققت على مر الانتخابات كانت في 1971 حين حصل حزب "فولكسوني" القومي على نحو 19% من الاصوات.
وفي الفلاندر حقق حزب "التحالف الفلمنكي الجديد" تقدما واضحا على "الحزب المسيحي الديموقراطي" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي ايف لوتيرم والذي جمع 17,5% فقط من الاصوات، يليه الاشتراكيون ومن ثم الليبراليون.
ويدعو "التحالف الفلمنكي الجديد" الى ان تتحول بلجيكا في بداية الامر الى دولة "كونفدرالية" تعهد فيها السلطات الاساسية للمناطق، وذلك لتمكين منطقة الفلاندر من الاعتماد كليا على نفسها قبل زوال بلجيكا كدولة.
وقال زعيمه بارت دي فيفر (39 عاما) مخاطبا انصاره الذين استقبلوه استقبال الفاتحين ان "هذه النتائج رائعة" وتؤكد ان البلجيكيين اختاروا "التغيير"، مؤكدا انه لن يخذلهم.
واضاف ان "التغيير" في بلجيكا يكون باصلاح في مؤسسات الدولة يمنح الفلاندر مزيدا من الاستقلالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مطمئنا في الوقت عينه اولئك الذين ينظرون بعين الريبة الى برنامجه الانتخابي سواء في داخل البلاد او خارجها.
واكد دي فيفر ان استقلال الفلاندر ليس مطلبا ملحا للحزب، حتى وان لم يستبعد امكان زوال البلاد عن الخريطة وقيام دويلات مناطقية على انقاضها، وما يعنيه ذلك من شطبها من خارطة الاتحاد الاوروبي.
واذا ما ضمت الى الاصوات التي جمعها هذا الحزب تلك التي حصدها حزب اليمين المتطرف "فلامس بيلانغ" (12,7%) والحزب الشعبوي "لائحة دي ديكر" (3,7%)، وهي جميعها احزاب تدعو بشكل او بآخر الى استقلال الفلاندر فان هذه الاحزاب حصلت مجتمعة على نحو 45% من اصوات ناخبي الفلاندر.
ومع هذا الفوز بات تشكيل حكومة ائتلافية بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالهولندية امرا اكثر صعوبة، والاصعب منه هو التوصل بعد تشكيل الحكومة الى توافق على الاصلاحات التي يطالب الناطقون بالهولندية باجرائها في مؤسسات الدولة.
ومن المتوقع ان تبدأ الاثنين المفاوضات الرامية الى تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، ولكن من غير المتوقع ان تنتهي هذه المفاوضات قبل اشهر عدة، في الوقت الذي يفترض ان تتسلم فيه بلجيكا في تموز/يوليو الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.
واعتبر رئيس الحزب الليبرالي الفرنكوفوني ديدييه رايندرز ان الانتصار الذي حققه القوميون الفلمنكيون يخلق "وضعا سيكون اشكاليا بالنسبة للبلاد".
اما في صفوف الناخبين الفرنكوفونيين فتوزعت اصواتهم بسبب الانقسام الانتخابي في البلاد، اذ حل الحزب الاشتراكي في الطليعة بحصوله على 36,5 في المئة من الاصوات في فالونيا (جنوب) وبروكسل التي تعتبر جيبا في فلاندر تقطنه غالبية فرنكوفونية، بعد فرز 96,5 في المئة من الاصوات.
وتقدم الاشتراكيون على الحزب الليبرالي الذي لم ينل سوى 24,8 في المئة من الاصوات وايضا على الحزب الوسطي وانصار البيئة.
ولكن لسخرية القدر فان انتصار "التحالف الفلمنكي الجديد" قد يؤدي الى ان يكون رئيس الوزراء المقبل فرنكوفونيا، وهو ما لم يحدث منذ سبعينات القرن الماضي، لا بل انه سيكون على الارجح اشتراكيا كون الفائز لدى الناخبين الفرنكوفونيين هو زعيم الحزب الاشتراكي ايليو دي روبو الذي لم يتوان مساء الاحد عن التلميح لهذا الامر.
واكد زعيم "التحالف الفلمنكي الجديد" الاحد ان لا رغبة لديه بقيادة الحكومة الفدرالية، اما بقية الاحزاب الفلمنكية، والتي اصطدمت بالحائط مرات عدة في السابق، فلديها هذه المرة توجه بترك دفة القيادة لفرنكوفوني، وفي هذا المجال يظهر دي روبو منفتحا على التوصل الى تسوية.
واقر الاخير الاحد بان الناخبين الفلمنديين بعثوا ب"رسالة قوية" يقولون فيها انهم يريدون قدرا اكبر من الحكم الذاتي المحلي، مضيفا ان "هذه الرسالة يجب ان تسمع"، داعيا الفرنكوفونيين الى "التحلي بشجاعة التوصل الى اتفاق".