أخبار

فارون من قرغيزستان يتهمون القوات بالمجازر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اتهم آلاف الهاربين من قرغيزستان يتهمون القوات بالتورط في مجازر في الوقت الذي تجددت فيه الإشتباكات.

اوش: اندلعت مواجهات جديدة الاثنين في جنوب قرغيزستان، ملقية بظلالها على اوزبكستان المجاورة التي باتت تشكل مقصدا لعشرات الاف اللاجئين الذين يتهم كثيرون منهم القوات المحلية بمساعدة عصابات مسلحة على ارتكاب مجازر ادت حتى الآن الى مقتل 124 شخصا على الاقل.

واعلنت اوزبكستان الاثنين اغلاق حدودها وطلبت مساعدة دولية لعشرات الاف اللاجئين الذين فروا اليها منذ بداية الازمة.

وبعيد ذلك، حضت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي اوزبكستان وطاجيكستان على "ترك حدودهما مفتوحة" للسماح للاجئين بالدخول. واعلنت ان اعمال العنف في قرغيزستان "مخطط لها" على ما يبدو.

وفي اوش، ثاني اكبر مدن قرغيزستان، تقاطعت طلقات الرصاص في الطرقات حيث تشهد الجثث المتفحمة والمنازل المحترقة على حدة معارك الايام الاخيرة، بحسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وفي جلال اباد القريبة ايضا من الحدود الاوزبكستانية، ذكرت وكالة انباء "اكي" المحلية ان الوضع بقي متوترا، حيث شهدت المدينة حوادث عديدة.

واندلعت اعمال العنف العرقية ليل الخميس الجمعة في اوش بين القرغيز والاقلية الاوزبكية.

واقرت الحكومة الانتقالية انها تلقى صعوبات في السيطرة على الوضع في جنوب البلاد الواقعة في اسيا الوسطى، رغم التعبئة في الجيش واعلان حالة الطوارئ وفرض حظر للتجول والاوامر الممنوحة للقوات التقليدية لاطلاق النار من دون انذار مسبق.

وقال مساعد رئيسة الحكومة الانتقالية تمير سارييف للصحافيين "لا تزال هناك مواجهات في عدد من المواقع ونحن لا نستطيع تحديدها الآن. الجماعات المسلحة تتحرك من موقع الى آخر، ونحن لا نملك العدد الكافي من القوات".

وبين عشرات آلاف اللاجئين الذين وصلوا الى اوزبكستان، يروي كثيرون ان عصابات مسلحة من القرغيز ومدعومة من قبل رجال باللباس العسكري، نفذت مجازر بحق اتنية الاوزبك.

وروت مارهابو وهي عجوز فرت من المعارك وتقيم في احد المخيمات، لوكالة فرانس برس، ان "على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا".

بدوره، يقول احد سكان اوش ديلدور دجوماباييف (38 عاما) "في البداية، اتت المصفحات، وخلفها اشخاص لا يرتدون اللباس العسكري. هاجمونا واطلقوا علينا النار في الشارع".

ويعتبر اكبر وهو من سكان اوش ايضا، ان ما يجرى "مذبحة مخطط لها من قبل الحكومة ضد الشعب الاوزبكي".

وتشير شهادات اللاجئين في اوزبكستان، وآثار العنف الواضحة على طرقات اوش، الى ان حصيلة الضحايا قد تكون اكبر بكثير مما اعلنته الارقام الرسمية التي تحدثت عن مقتل 124 شخصا واصابة 1500 خلال ايام العنف الاربعة.

وروت نارغيزا (29 عاما) اللاجئة في مخيم حدودي في اوزبكستان ما شاهدته قائلة "كانوا يغتصبون النساء ويحرقون المنازل. اتى بنا زوجي وشقيقي الى الحدود، وكانت هناك الكثير من الجثث، فيما ترك الجرحى لامرهم لانهم لم يتمكنوا من العبور".

ونصبت العديد من الخيم والمطابخ المتنقلة في الجانب الاوزبكستاني من الحدود لاستقبال النازحين، كما قال صحافي من فرانس برس، وهي وسيلة الاعلام الغربية الوحيدة المعتمدة في اوزبكستان.

وتم تسجيل الاف اللاجئين في منطقة انديجان الاوزبكستانية الحدودية حسبما افادت وزارة الطوارئ فرانس برس.

من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان نحو ثمانين الف شخص لجاوا الى اوزبكستان.

في هذا الوقت، بدأ المجتمع الدولي يتحرك سعيا لاعادة الاستقرار الى قرغيزستان وتقديم مساعدات انسانية، كما اعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي قالت الاثنين انها "قلقة جدا" جراء الوضع القائم، وانها سترسل مبعوثها الخاص الى المنطقة قريبا.

واعلن في نيويورك ان مجلس الامن الدولي سيجتمع الاثنين لبحث الوضع في هذا البلد.

وقد ارسلت منظمة الامن والتعاون في اوروبا مبعوثين لها الى قرغيزستان.

من جهتها، قررت منظمة معاهدة الامن الجماعي، وهي عبارة عن تحالف عسكري يضم عددا من دول الاتحاد السوفياتي السابق وبينها قرغيزستان، بحث امكانية ارسال قوة للتدخل السريع.

واعلنت تركيا والصين انهما سترسلان طائرتين لاجلاء رعاياهما من قرغيزستان.

واعلنت الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "على اتصال واسع" بقرغيزستان والامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا وروسيا، وتسعى الى "رد دولي منسق".

وتضم قرغيزستان، الدولة الفقيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي في اسيا الوسطى، قاعدتين عسكريتين احداهما روسية والاخرى اميركية تعتبر اساسية بالنسبة لانتشار القوات الدولية في افغانستان.

وفي نيسان/ابريل الماضي، اطاحت انتفاضة قتل فيها 87 شخصا بالرئيس كرمان بك باكييف، لتتسلم الحكم بعده حكومة انتقالية تعهدت تنظيم استفتاء على دستور جديد في 27 حزيران/يونيو الحالي.

وتاريخيا، تعتبر العلاقات بين الاقلية الاوزبكية (15 الى 20 بالمئة من مجموع سكان قرغيزستان) والقرغيز متشنجة، وذلك بسبب الفوارق الاقتصادية بشكل اساسي.

وتنشط في هذه المنطقة مافيات قوية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صراع فارسي تركي
بنيامين م. بنيامين -

ما يحدث في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من قتل وتشريد: هو الصراع بين الأثنية القرغيزية (الفارسية الجذور) والأثنية الأوزبكية (التركية الجذور)، بكلمة أخرى إنه الصراع بين الدولة الفارسية (إيران الحالية) والدولة العثمانية (تركيا الحالية)، كما نراه في الشرق الأوسط.