أخبار

الشرخ في بلجيكا مشكلة تهدد بقاءه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تبدو بلجيكا بلدا مقسوما اليوم اكثر من اي وقت مضى بعد الانتخابات بين فلاندر يمينية يغويها الانفصال ووالونيا وحدوية يسارية مما يعقد كل جهود التعايش تحت سقف واحد.

بروكسل: هذه الهوة السياسية بين المجموعتين ظاهرة قديمة.فقد هيمن على هذا البلد لعقود الديموقراطيون المسيحيون في الشمال الناطق بالهولندية وارض التقاليد الكاثوليكية الريفية، والاشتراكيون في الجنوب الناطق بالفرنسية ذي التاريخ الصناعي العريق. لكن تقدم الاستقلاليين الفلمنك الاحد عزز خطر الانقسام.

وقال مدير مركز البحوث والاعلام الاجتماعية السياسية فنسان دي كوربيتر في مقابلة مع صحيفة لوسوار ان "الاقتراع عمق الفارق مما يؤثر على مركز الثقل في الحياة السياسية". واضاف "مع فلاندر يمينية بغالبيتها ومجموعة ناطقة بالفرنكفونية ينتمي معظمها الى يسار الوسط تعزز خلاف يطرح مشكلة في الادارة على المستوى الفدرالي للسلطة".

وحصل اليمين على 76 بالمئة من الاصوات في مناطق الشمال في المملكة بينما صوت الناطقون بالفرنسية في والونيا وبروكسل لليسار ويسار الوسط الذي حصل على 64 بالمئة من الاصوات . وبمعزل عن المشاكل المرتبطة بالمؤسسات، يمكن ان تطرح هذه الهوة مشكلة الآن بينما يتوقع ان تواجه بلجيكا وشريكاتها في منطقة اليورو ازمة للدين تحت تهديد الاسواق، مما يطرح التساؤل بشأن السياسة المالية الواجب اتباعها؟.

ولن يكون التوصل الى حل سهلا بين الحزب الاستقلالي الذي فاز في الاقتراع في الشمال ويدعو الى خفض النفقات، والاشتراكيين الناطقين بالفرنسية الذين تقدموا بفارق كبير في الجنوب ويرفضون الاقتطاعات. ومما يعزز هذا الوضع ان رئيس الحكومة الاشتراكي الناطق بالفرنسية ايليو دي روبو هو المرشح الاوفر حظا لترؤس الحكومة المقبلة.

وقال احد قادة الحزب الانفصالي بارت دي فيفر ان الاشتراكيين "يريدون ان تبلغ النفقات سبعة مليارات يورو بينما نريد نحن توفير 22 مليارا". واضاف دي فيفر في مقابلة مع صحيفة "لا ليبر بلجيك" ان البرنامج الاجتماعي الاقتصادي للحزب الاشتراكي يمكن وصفه ب"الغريب". ويضاف الى هذه الخلافات السياسية تباعد في الهوية والثقافة لا شىء سيخففه على ما يبدو في السنوات المقبلة.

فالناطقون بالفرنسية بين الفلمنك، وهو امر شائع اكثر من الفلمنكية بين الناطقين بالفرنسية، يتراجع لدى الاجيال الشابة بينما يتزايد انتشار الفلمنكية قليلا بين الناطقين بالفرنسية. وفي الحياة اليومية، المجموعتان منفصلتان بشكل عام باستثناء بروكسل.

وبلجيكا مقسومة منذ الستينات بحاجز لغوي قد يكون تعزز في محيط بروكسل بعد فوز الاستقلاليين. وتتابع كل من المجموعتين برامجها وتقرأ الصحف الخاصة بها ونادرا ما يتحدث افراد المجموعتين عن الامور نفسها. وحدهما الفريق الوطني لكرة القدم والملك يوحيان بوجود تلاحم وطني.

وقال الخبير السياسي باسكال ديويت ان "الفدرالية التي اقيمت في البلاد بدءا من السبعينات تؤتي ثمارها بحياة سياسية وجزء كبير من الحياة الثقافية والاجتماعية والاعلامية تتمحور حول المناطق فقط بدون اي جسر يربط بينها".

وهل يمكن لبلجيكا التي يرى البعض انها دولة مصطنعة وانشئت في 1931 لتكون منطقة فاصلة بين القوى العظمى، البقاء في هذه الظروف؟ وقال بارت دي فيفر الذي يراهن على "تبخر" بطيء انه فوجىء مساء بانتخابه. واضاف ان "الناطقين بالفرنسية يقولون انهم قلقون من انفصال لكن في الواقع هذا الامر حصل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف