البشير والجنوبيون مضطرون للعمل معًا من أجل الإستفتاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: أعلن البشير أول رئيس دولة يلاحق بمذكرة توقيف صادرة عن محكمة الجزاء الدولية، مساء الاثنين في مرسوم، تشكيلة حكومته الجديدة، بعد شهرين من انتخابات نيسان/ابريل التي قادته مع حزبه الى الحكم.
والحكومة الجديدة المؤلفة من 35 وزيرًا، ينتمي 24 منهم الى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير وثمانية الى الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية المتمردة سابقًا وثلاثة الى احزاب صغيرة، ستواجه صعوبات مع اقتراب موعد الاستفتاء على انفصال الجنوب. وتمثل التشكيلة الحكومية نوعًا من التغيير في الظاهري.
وقال رئيس تحرير صحيفة "الايام" اليومية المستقلة محجوب محمد صالح "لم يحدث تغيير كبير، لكننا سنتأكد من ذلك عندما يحتمع مجلس الوزراء للمرة الاولى". من جهته، اعتبر فؤاد حكمت المتخصّص بالشؤون السودانية في مجموعة الازمات الدولية، انه "سيتوجب عليهم صياغة برنامج مشترك، وتحديد الاولويات (...) والعمل بشكل متجانس وبطريقة فعالة". واضاف "على الحكومة ان تعمل مع بعضها البعض وإلا فإن هذا الامر سيخلق مشاكل وسيؤخر مسار" الاستفتاء.
وشكل حزب البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان العام 2005، حكومة وحدة وطنية بعد الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، التي كانت سببا في مقتل مليوني شخص خلال 21 عاما. وينص اتفاق السلام على تنظيم استفتاء حول انفصال جنوب السودان، وهي منطقة واسعة متخلفة تقع في قلب افريقيا وتضم موارد طبيعية مهمة، وخاصة النفطي منها. ويتوقع ان يجري هذا الاستفتاء بعد حوالى ستة اشهر، بينما لا يزال يتوجب القيام بكل ما يتعلق بعملية تنظيمه، على اعتبار ان لجنة الاستفتاء لم تحظ بعد على تأييد النواب.
وعلى الحزب الرئاسي والمتمردين الجنوبيين السابقين مناقشة شروط الوحدة (الشراكة في الحكم، احترام الحقوق والحريات، وغيرها من المسائل) والانفصال (الشراكة في الموارد النفطية والديون، ومواطنية السودانيين الجنوبيين الذين يقيمون في شمال البلاد).
وأكد مجلس الامن الدولي التابع لمنظمة الامم المتحدة الاثنين "اهمية التطبيق الكامل لبنود اتفاق السلام وخاصة تلك المتعلقة بالتحضيرات لاقامة الاستفتاء، وكذلك التقدم في الاجابة عن الاسئلة المطروحة حيال فترة ما بعد الاسستفتاء"، بحسب ما قال سفير المكسيك لدى المنظمة الدولية كلود هيلر الذي تتراس بلاده مجلس الامن في شهر حزيران/يونيو.
ويرى العديد من المحللين ان الخيار الانفصالي يتجه نحو تحقيق الانتصار. الا ان تأجيل الاستفتاء قد يثير غضب السودانيين الجنوبيين حيث ينتظر جزء من الشعب هناك "اليوم الكبير" بفارغ الصبر. وحتى اذا كان لدى المتمردين الجنوبيين السابقين وحزب المؤتمر الحاكم وجهات نظر مختلفة حيال مستقبل اكبر بلاد افريقيا المهدد بالانفجار الداخلي، فإن على الجانبين جعل الوحدة "جذابة" حتى موعد الاستفتاء.
ويدور الامر حول موقف من الصعب على الجنوبيين التمسك به في وقت بدأ المجتمع المدني في جنوب البلاد تنظيم تجمعات مؤيدة للاستقلال. وعلى الحكومة الجديدة ان تبقى في موقعها خلال الاشهر الستة التي ستلي الاستفتاء، وذلك حتى في حال انتصار الخيار الانفصالي، بحسب ما ينص عليه اتفاق السلام.