حداد في قرغيزستان على ضحايا المواجهات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بشكيك: بدأت قرغيزستان الاربعاء ثلاثة ايام من الحداد الوطني على ضحايا العنف الاتني الذي اوقع 180 قتيلا تقريبا فيما يتوقع وصول موفد اميركي الى المنطقة لمعالجة الازمة الانسانية المتدهورة. واستقبلت اوزبكستان المجاورة اكثر من 75 الف لاجئ من اعمال العنف بين اوزبك وقرغيزيين، الا ان لم تعد تسمح سوى بدخول المرضى والمصابين تاركة الاف النازحين عالقين على الحدود. واعلن مسؤولون محليون ان طائرة تنقل اولى المساعدات الاجنبية الى اللاجئين وصلت الى مدينة انديجان (شرق قرغيزستان).
وساد هدوء قلق الاربعاء في مدينتي اوش وجلال اباد (جنوب) حيث ادت المعارك الى هدم مناطق عدة بالكامل، الا ان قصفا مدفعيا سمع ليلا في اوش. وبدات السلطات بازالة حطام سيارات محترقة من الطرقات بينما بدا بيع مواد غذائية اساسية كالخضار والخبز من شاحنات في مختلف انحاء المدينة حيث انتشر الجيش بشكل مكثف، حسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. واصطف سكان اوش القلقون من انقطاع مواد غذائية ومياه الشرب امام المتاجر التي شهدت ايضا حراسة من قبل الجيش.
كما اقيمت حواجز عسكرية في مختلف انحاء المدينة حيث اوقف الجنود السيارات لتفتيشها. ونكست الاعلام في البلاد والغت السلطات البرامج الترفيهية على التلفزيون الوطني، وتستعد العاصمة بشكيك لمراسم تشييع العديد من رجال الشرطة الذي قتلوا في المواجهات.
وفي نهاية الاسبوع الماضي، تفجر التوتر الاتني في جنوب قرغيزستان الى معارك دامية وادى الى نزوح عشرات الاف الاوزبك الذين اتهموا القوات الحكومية بمساعدات عصابات من القرغيزيين في اعمال العنف. ومن المقرر ان يزور الدبلوماسي الاميركي الرفيع المستوى روبرت بليك طشقند عاصمة اوزبكستان المجاورة الاربعاء ثم وادي فرغانة على الحدود بين قرغيزستان واوزبسكتان.
وحثت منظمة العفو الدولية كل الدول المجاورة لقرغيزستان على فتح حدودها للاجئين معتبرة ان هناك حاجة "ملحة" لتأمين مساعدات انسانية. واعلنت السلطات في اوش وجلال اباد انها ستبدأ بجمع الاسلحة من السكان محذرة من انها ستصادرها بالقوة اذا لم يتنازل عنها السكان طوعا. واعلن مكتب القائد الاقليمي لوكالة فرانس برس "ستظل هناك جيوب من النزاع في جلال اباد لكن لن تحدث مواجهات او اعمال شغب على نطاق واسع".
وبدأ الجيش الاربعاء بنقل عناصر الى جلال اباد لفرض الامن في المدينة، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس تابعوا موكبا عسكريا تتقدمه دبابة وتتبعه اربع شاحنات مليئة بالجنود. واشارت الحصيلة الاخيرة الى سقوط 179 قتيلا على الاقل واصابة الفين تقريبا بجروح في مواجهات اتنية في جنوب البلاد. واعلنت وزارة الصحة ان حصيلة القتلى يمكن ان تكون اكبر اذ ان عددا كبيرا من العائلات فضل دفن ضحاياهم بانفسهم.
واعمال الشغب الاتنية هذه هي الاسوأ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في هذه الجمهورية في وسط اسيا. ويشكل الاوزبك 14% من السكان البالغ عددهم 5,3 مليون نسمة. وكان الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف ارسل جنودا الى اوش بعد مقتل مئات الاشخاص في اعمال شغب مماثلة في تسعينيات القرن الماضي. وتعتبر اوش وجلال اباد جزاء من وادي فرغانة المتعدد الاتنيات والذي يمكن ان يؤدي التوتر فيه الى زعزعة الاستقرار في المنطقة بحسب خبراء.