تقرير بريطانيا حول "الأحد الدامي" يقفل الملف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اعتبرت الصحف أن التقرير البريطاني حول مجزرة "الأحد الدامي" في إيرلندا تقفل نهائيًّا هذا الملف.
لندن: اعتبرت الصحافة البريطانية الاربعاء ان تقرير التحقيق العام الذي اجري مجزرة "الاحد الدامي" في ايرلندا الشمالية في 1972 يقفل نهائيا هذا الملف رافضة اي ملاحقات قضائية بحق الجنود الذين اطلقوا النار. وقالت الصحف ان العدالة تحققت بفضل التقرير الذي ادان الجيش. وكان التحقيق خلص الى ان المظليين البريطانيين بادروا باطلاق النار على الضحايا العزل الذين لم يكونوا واضعي قنابل تابعين للجيش الجمهوري الايرلندي.
وعنونت صحيفة الغارديان (يسار) على صفحتها الاولى "بعد 38 عاما تحققت العدالة اخيرا" معتبرة ان مباشرة ملاحقات قضائية "يهدد السلم" الاجتماعي. ولا تزال بعض اسر الضحايا الكاثوليك ال14 تطالب باحالة الجنود على القضاء بيد ان وحدويين بروتستانت يؤكدون انه في هذه الحالة يجب ايضا محاكمة مارتن ماكغينيس نائب رئيس وزراء المقاطعة الكاثوليكي.
وقال التقرير الذي نشر الثلاثاء ان ماكغينيس المسؤول السابق في الجيش الجمهوري الايرلندي كان يملك "على الارجح" رشاشا في لندنديري و"ربما" يكون قد استخدمه. واكدت صحيفة "ديلي تلغراف" (يمين) "ان القيام بملاحقات لن يكون في مصلحة احد سواء الاسر او شعب ايرلندا الشمالية او المملكة المتحدة. يجب اقفال هذا الفصل المأساوي نهائيا".
وفي السياق ذاته قال ريتشارد دانات قائد اركان جيش البر انه يريد "المضي قدما وعدم الالتفات الى الماضي". وكتبت صحيفة "ذي صان"، "ان اقتياد جنود امام المحكمة بعد اكثر من 38 عاما لن يؤدي الى شيء" واضافت "لقد افرغنا السجون من مجرمي الجيش الجمهوري الايرلندي ثمنا للمصالحة بعد اتفاق الجمعة العظيمة" في 1998 الذي جلب السلم واقامة حكومة ائتلاف بين الطائفتين. وتساءلت الصحيفة "هل يعقل ان نحبس (جنودا) بعد ان افرجنا عن قتلة الجيش الجمهوري الايرلندي؟".
كما اعتبرت صحيفة تايمز ان اتفاق السلام لعام 1998 ابرم بفضل "تسويات اخلاقية قام بها مختلف الاطراف مع الماضي وذلك من اجل مستقبل افضل" واضافت "وضمن هذه الروحية، لا ينبغي على السلطات اطلاق ملاحقات" بحق المتسببين في "الاحد الدامي".
واعتذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء عن احداث "الاحد الدامي" التي تعتبر احد احلك الاحداث في تاريخ ايرلندا الشمالية وقتل فيها 14 متظاهرا كاثوليكيا برصاص الجيش في لندنديري، ووصفها بانها "غير مبررة ولا يمكن تبريرها". ونشرت الحكومة البريطانية الثلاثاء نتائج تحقيق طال انتظاره اجرته حول "الاحد الدامي" جاء فيه ان جميع الضحايا كانوا عزل وان الجنود لم يصدروا اي تحذير قبل ان يطلقوا النار عليهم.
وكان جنود بريطانيون اطلقوا النار في 30 كانون الثاني/يناير 1972 على حشد من الكاثوليك كانوا يقومون بمسيرة للدفاع عن حقوقهم المدنية. وقتل 13 شخصا على الفور وتوفي واحد في المستشفى بعد اسابيع. وكان "الاحد الدامي" من ابرز الحوادث في الاضطرابات في ايرلندا الشمالية التي استمرت ثلاثة عقود واسفرت عن سقوط 3500 قتيل. وقد انتهت بتوقيع اتفاق الجمعة العظيمة في 1998.