تعنُّت القادة العراقيين يؤخر تشكيل الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع إصرار بعض الطامحين لتولي منصب الرئاسة يبدو أن تشكيل الحكومة العراقيَّة مازال بعيد المنال.
بغداد: يؤكد القادة العراقيون ان تشكيل الحكومة الجديدة ما يزال امرا بعيد المنال في ظل اصرار ابرز الطامحين لتولي منصب رئاسة الوزراء على موقفيهما رغم المساعي الدبلوماسية الاميركية، فضلا عن انعدام التوافق على مرشح واحد داخل الغالبية الشيعية.
وقال رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي خلال مقابلة مع شبكة "سي ان ان"، "ما نزال بعيدين" في اشارة الى عدم التوصل لاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة. وحصلت القائمة العراقية التي يتزعمها علاوي على 91 مقعدا من اصل 325 في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار/مارس الماضي. وردا على سؤال حول استعداده للانسحاب من الترشيح لحل الازمة قال علاوي، ان "المسالة اكثر تعقيدا من ذلك. ولسوء الحظ هناك من يريد تبسيط الامور بهذه الطريقة".
من جهته، يسعى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الى كسب دعم الغالبية عبر تشكيل "التحالف الوطني" بين قائمته دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي لتشكيل اكبر كتلة برلمانية (159 مقعدا)، لكن ذلك ما يزال بعيد المنال بسبب امتناع قسم كبير من التحالف عن ترشيحه لرئاسة الحكومة.
وتسعى بعض الكيانات السياسية الى تحديد صلاحيات رئيس الوزراء لتجنب التفرد بالسلطة لمن يتولى هذا المنصب. واستنكر المالكي ذلك خلال مقابلة مع صحيفة "التايمز" قائلا ان "البعض يريد" ان يكون رئيس الوزراء "شرطي مرور، شخصا غير مطاع". واضاف ان "ادارة الدولة لا تكون بهذا الاسلوب، فديمقراطيتنا ونظامنا الدستوري لاتنص على ان يكون رئيس الوزراء دون سلطة".
وحذر من تبني هذا الاقتراح قائلا ان "حكومة ضعيفة ستقود البلاد الى الحرب الطائفية وستعود الميليشيات والعصابات للظهور من دون دولة قوية". ورغم المواقف المتعنتة، فان الولايات المتحدة ابدت تفاؤلها حيال سير المفاوضات لتشكيل الحكومة. وقال دبلوماسي اميركي لوكالة فرانس برس بعد مغادرة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان بغداد، ان الدبلوماسي "لم يقدم اي مقترحات محددة حول تقاسم السلطة او رئاسة الحكومة الجديدة".
واضاف رافضا ذكر اسمه "لقد كرر في اجتماعاته كافة ان تشكيل الحكومة امر يعود للعراقيين، وان من غير اللائق بالنسبة للولايات المتحدة تقديم سيناريوهات محددة". واوضح ان فيلتمان "شدد على ان واشنطن ترغب في رؤية حكومة شاملة تمثل اراداة الناخبين، وان يتم تشكيلها دون اي تاخير غير ضرروي". وتابع ان "الامر الذي اتفقت عليه جميع الكتل هو ان الحكومة القادمة ستلعب دورا مهما ويجب تكون ممثلة للسنة والشيعة والاكراد".
وتاتي زيارة فيلتمان التي بدأت الثلاثاء وانتهت الخميس قبل نحو شهرين من موعد لانسحاب القوات الاميركية القتالية من العراق. ومن المتوقع سحب جميع الوحدات القتالية وعديدها حوالى اربعين الفا مطلع ايلول/سبتمبر على ان يبقى خمسون الفا ينهون انحسابهم اواخر العام 2011، وفقا للاتفاقية الامنية الموقعة بين الطرفين.
ويامل الاميركيون تشكيل الحكومة قبل انتهاء عملية سحب وحداتهم، لكن ذلك لن يكون في الوقت الحالي. وقال الدبلوماسي في هذا الصدد "لا اعتقد بحدوث اختراق على الفور، لكن حقيقة ان جميع الاطراف مستمرة في المحادثات ومتفقة على تشكيل حكومة بمشاركة الجميع السنة والشيعة والاكراد للعب دور مهم". واضاف "نحن واثقون بشكل مؤكد ان الكتل الثلاث ستلعب دورا رئيسيا في الحكومة" في اشارة الى العراقية والتحالف الوطني والتحالف الكردستاني.
وتعتبر واشنطن ان استبعاد العرب السنة الذين ادلوا باصواتهم لصالح علاوي في الانتخابات الماضية امرا قد يعود بالبلاد الى العنف الطائفي من جديد. وانتهت جلسة شكلية للبرلمان، وهو الثاني منذ الاجتياح الاميركي للبلاد ربيع 2003، الاثنين الماضي بابقائها مفتوحة واقتصرت على اداء القسم للنواب الجدد بعد مئة يوم من الانتخابات التشريعية. وختم الدبلوماسي مؤكدا ان واشنطن ستكون مسرورة بتشكيل حكومة "قبل رمضان" الذي يبدا حوالى العاشر من آب/اغسطس المقبل.