حكومة قرغيزستان تواجه تحدي المصالحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تواجه الحكومة الانتقالية في قرغيزستان مهمة شائكة لتحقيق المصالحة في جنوب البلاد بعد اشتباكات اتنية دامية، في ما يشكل تحديا صعبا لاسيما وان الحكومة الحالية وصلت الى السلطة بعد ثورة عنيفة.
أوش: تشدد الحكومة التي تتسلم قيادة البلاد منذ ثورة نيسان/ابريل (87 قتيلا) التي اطاحت رئيس الدولة كرمان بك باكييف الذي يشكل الجنوب معقله، على ضرورة اجراء استفتاء حول دستور جديد في 27 حزيران/يونيو بهدف انتزاع شرعيتها في اخر المطاف.
لكن مع حوالى اربعمئة الف نازح او لاجىء بسبب المواجهات الاتنية وحصيلة يمكن تقديرها بمئات او الاف القتلى، قد يأتي هذا التعجل بمفعول عكسي وينعكس سلبا على سلطة النظام الحديث العهد. وفي اوش مركز النزاع قلة نادرة تدعم نهج الرئيسة الانتقالية روزا اوتونباييفا لاجراء هذا الاستفتاء مهما كلف الامر. وقالت استاذة القانون شابارات اركينباييفا بغضب "اي استفتاء لا يجدي نفعا في هذا الوضع. فان كانت لا تعرف كيف تقود البلاد، فالافضل ان يتم ضمنا الى روسيا".
وصرحت اوتونباييفا الجمعة اثناء زيارة الى اوش انها "تفكر" في امكانية تنظيم التصويت في الجنوب، مشيرة الى انه سيجرى بشكل جيد في الاماكن الاخرى، لا سيما وانه سيتعين "مزيد من الوقت" لتحقيق المصالحة بين المجموعتين المتنازعتين الاوزبكية والقرغيزية.
وفي اوش ثاني كبرى مدن قرغيزستان لم تتضافر العوامل بعد لتهيئة الظروف المناسبة لاجراء الاستفتاء. فالاوزبك يعيشون محصورين في احيائهم التي تضم مئات المنازل المحترقة، فيما يطالب القرغيز الجيش بفتح المنافذ الى هذه الاحياء كما يلقي الفريقان مسؤولية اعمال العنف على كتف الاخر. واثناء اجتماع نظم لمناسبة مجيء الرئيسة الى اوش لم يحضر عمليا اي ممثل للمجتمع الاهلي الاوزبكي فيما انتقد نحو مئة من القرغيز هذه الاقلية الاتنية.
ويبذل اديل بايسالفو المدير السابق لمكتب اوتونباييفا جهودا ناشطة لتأجيل الاقتراع من اجل افساح المجال امام المصالحة وتنظيم عودة اللاجئين. وكتب على الموقع الالكتروني لوكالة فرغانا للانباء المتخصصة في شؤون آسيا الوسطى، كيف يمكننا العيش في ظل هذا الدستور ونطلب من كل الامة احترامه، في الوقت الذي لا نريد فيه حتى انتظار عودة مئات الاف من مواطنينا؟". واضاف بايسالاف ان "الحكومة تقيم الوضع السياسي في البلاد بشكل سيء والحكومة تعتقد على ما يبدو ان لديها رصيدا كبيرا من الثقة، لكن قطعا ليست هذه هي الحال".
ففضلا عن المسالة الاوزبكية القرغيزية، على حكومة قرغيزستان ان تواجه العديد من النزاعات الكامنة الاخرى: لا سيما وان العلاقات بين الشمال والجنوب متوترة تقليديا، وانصار الرئيس المخلوع ما زال لديهم بعض النفوذ، ناهيك عن الاقتصاد المدمر والجريمة المنظمة قوية جدا.
وفي كل من هذه الملفات يقع الجزء الجنوبي من الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى في قلب التجاذبات. وقد حذرت الحكومة الانتقالية وممثلو النظام المخلوع منذ ثورة نيسان/ابريل من ان "حربا اهلية" ترتسم في الافق. لكن بالرغم من هذه التحذيرات يبدو ان اوتونباييفا فوجئت ازاء عنف المواجهات في الجنوب القرغيزي، وقالت في هذا الصدد "كان الامر اشبه باعصار مثل كاترينا (...) لا يمكنكم تصور مدى سرعة الاحداث".