أخبار

مصر: بوادر أزمة بين الطوائف المسيحيّة تهدّد قانون الزواج

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن هناك خلافات بدأت تظهر بين الطوائف المسيحيّة في مصر على خلفية تشكيل لجنة قانون الأحوال الشخصيّة الموحد لغير المسلمين بعد اقتصار التمثيل الديني على الكنيسة الأرثوذكسية خصوصًا أنّ هناك اختلافًا في مبادئ كل طائفة منهم في وقت بدأت تصدر دعوات علمانية لاعتماد الزواج المدني واعتراف الكنيسة بمفاعيله.

القاهرة: بمجرد أن سادت حالة من الارتياح في الأوساط القبطية المصرية بعد قرار وزير العدل بتشكيل لجنة تمثل الطوائف المسيحية المختلفة لإعداد قانون الأحوال الشخصية الموحد لغير المسلمين الذي ينظم عملية الزواج و الطلاق بينهم، وهو ما طالما نادوا به كثيرًا دون جدوى، تبدل الحال سريعا وبدأت حالة من عدم الإرتياح تتسرب إلى الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية بعد أن تم تجاهل دعوتهم إلى حضور الاجتماع الأول، الذي عقدته اللجنة وأقتصر على ممثلي الكنيسة الأرثوذكسية فقط. الأمر الذي أثار مخاوفهم من أن يكون تجنيبهم مؤشرًا على نوايا سيئة.

وأكد ممثل الكنيسة الكاثوليكية الأنبا يوحنا قلته نائب بطريرك الكاثوليك وممثل الكنيسة في اللجنة انه لم يتلقَّ أي دعوة بالحضور، وانه علم بانعقاد الاجتماع من خلال وسائل الإعلام. وأعرب عن أسفه من تجاهل دعوة الكنيسة الكاثوليكية في هذا الشأن المهم، متمنيًّا ألا يكون هذا الأمر مقصودًا وتتم دعوة ممثلي الكنيسة الكاثوليكية في الاجتماع المقبل، مشيرًا إلى وجود اختلافات بين الكنائس حول هذا الموضوع الشائك، ويجب أن تتم مناقشتها بشكل جماعي للوصول إلى اتفاق.

ولم يخف أيضًا الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية قلقه إزاء هذا التجاهل، معربًا لـ "إيلاف "عن تخوفه من أن يكون قرار إعداد القانون الجديد مجاملة للبابا شنودة بعد الأزمة التي تفجرت أخيرًا، وخصوصًا أن الأقباط طالما طالبوا بتعديل القانون الحالي الذي يطبق الشريعة الإسلامية على زيجات غير المسلمين المختلفين في الملة، مضيفًا أن ما تردد أخيرًا حول قيام البابا شنودة بحذف فصل التبني دون الأخذ برأينا يدعو الى الريبة".

وأكد ان "الكنيسة الانجيلية غير ملزمة بقبول قانون يخالف عقائدها"، الأمر الذي يهدد بحدوث أزمة جديدة مستقبلاً.

وجاء قرار وزير العدل المستشار ممدوح مرعي بتشكيل اللجنة في أعقاب عاصفة من الغضب إنتابت الكنيسة الأرثوذكسية بسبب إصدار المحكمة الإدارية العليا حكمًا اعتبرته "مخالفًا لتعاليمها".

وقضت المحكمة بإلزام الكنيسة الارثوذكسية بإصدار تصاريح زواج ثاني لإثنين من المطلقين، الأمر الذي رفضه البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بشدة، ووصف الحكم بأنه "ضد ضمائرنا وضد الكتاب المقدس"، وطالب بإعادة النظر فيه حتى لا يكون الأقباط "مضغوط عليهم في دينهم". وهدد بحرمان من يتزوج مدنيًّا خارج الكنيسة من العودة إليها.

وترفض الكنيسة الارثوذكسية التصريح بالزواج للمطلقين الأقباط إلا في حالة الزنى المثبوت من قبل احد الزوجين، حيث يشترط الإنجيل شرطًا واحدًا هو علة الزنى كما جاء في الإصحاح 19 بإنجيل متى، حيث ينص على أن "كل من طلق امرأته إلا لعلة الزنى فهو يزني"، وهو ما يعتبره المتضرّرون شرطًا صعبًا بل مستحيلاً. ويضطر بعضهم احيانًا الى تغيير ملته الى الإنجيلية او البروتستانتية الأكثر تسامحًا في الزواج.

وكان هناك 9 أسباب تبطل الزواج في الكنيسة الأرثوذكسية وفقا للائحة مجلسها الملي العام سنة 1938، والتي استندت اليها المحكمة في حكمها: وهي الفرقة لمدة ثلاث سنوات أو الهجر لمدة خمس سنوات، والموت الحكمي أو السجن أكثر من 7 سنوات، والجنون أو شبهة وجود خطر على أحد الزوجين من الآخر مثل المرض المعدي والمرض المستعصي علاجه، وتغيير الملة، والاعتداء الجسيم من أحد الزوجين على الآخر واستحالة العشرة، والرهبنة، وسوء السلوك وفساد الأخلاق، إضافة إلى الزنى.

بيد أن البابا شنودة عندما تولى منصبه أجرى تعديلاً على لائحة 1938 وجعل تصريح الزواج الثاني يقتصر على حالة الزنى فقط.

وقال هاني عزيز، مستشار البابا لـ"ايلاف" إن لائحة المجلس الملي مجرد لائحة وليست نصًا تشريعيًا، لأنه لا اجتهاد مع النص، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع، ويوجد حديث قدسي يقول "إذا أتاكم أهل الذمة، فاحكموا بينهم بما يدينون". ومن هنا كان يجب على المحكمة ان تأخذ بتعاليم الكتاب المقدس عند إصدار حكمها.

وبسؤاله حول ما يقوله البعض من صعوبة إثبات واقعة الزنى، رد بقوله إن هناك نوعين من الزنى أحدهما "معرف" الذي يواقع فيه رجل امرأة أخرى وهو يستحيل إثباته، لكن هناك زنى يمكن إثباته ويسمى "حكمي" من خلال إشكال متنوعة مثل الصور أو الفيديو أو المكالمات التليفونية المسجلة أو شهود عيان موثوق فيهم وغيرها من الوسائل.

لكن القس أكرم لمعي مستشار الكنيسة الإنجيلية أشار إلى أن العقيدة الإنجيلية تتسم بالمرونة في مسألة الزواج والطلاق، "عندنا مثلاً الزواج الثاني مسموح به وليس زنى، ولا توجد مشكلة في الزواج الثاني"، مؤكدًا ان "منع الزاني من الزواج مدى الحياة أمر يتناقض مع تعاليم المسيحية، ومبدأ التوبة والغفران". وقال انه من الممكن منع الطرفين من الزواج لمدة محددة ثم يعود للزواج مرة أخرى بشروط، لكن أن يتم منع الزاني من الزواج بقية حياته فهذا "أمر يتناقض مع الإنجيل وحقوق الإنسان".

ووسط هذا الجدل الدائر برزت وجهة نظر أخرى تطالب بالزواج المدني، وفقا لـ "كمال زاخر" مؤسس التيار العلماني القبطي، الذي يطالب الدولة باعتماد آليات تسمح بالزواج المدني بين الزوجين متحدي الملة والجنسية، دون أن يكون مسؤول التوثيق عنهما كاهنا، كما هو معمول به الآن قانونًا، على أن تعترف الكنيسة بأبناء الزواج في حالة قبولهما للإيمان القبطي الأرثوذكسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

الرد خارج عن الموضوع

.......
الاســ بقلم ــــتاذ -

ياويله من ربنا اللي يحاول يتحايل على قوانين الله ويغيرها بدعوة تسهيل حياة الناس واسترضاءهم، فالله هو من أعطى لنا الحياة ويجب أن نعيشها كما يشاء وليس كما نشاء نحن، فنحن غارقون في الخطيئة، ولو وجهتنا الخطيئة لنخالف أوامر الله ونضع قوانين تواكب خطايانا فسنجد أنفسنا في جهنم، فهذا الذي يفتخر بتقديم الطلاق السهل لأتباعه ما هو إلا عاصي لأوامر الله ويساعد الفاشلين

الزواج المدنى
Amir Baky -

يجب أن يكون الزواج المدنى مباحا لغير المسلمين ليكون بند فى مشروع قانون الأحوال الشخصية المقترح. وهذا الزواج لا يلزم الكنيسة بممارسة أى شعائر دينية علية. ويجب التوثيق للزواج المدنى قبل الزواج الدينى ليتيح للإنسان حرية توثيقه دينيا من عدمة. ولا يحق إلزام الكنيسة بممارسة عمل تراه إنه ضد الدين. ولا يحق للكنيسة إلزام البشر بتعاليم ضد إرادة الإنسان نفسه.

يشبع لحاله
محايد -

مخالف لشروط النشر

.......
الاســ بقلم ــــتاذ -

كل أعضاء الكنيسة ملزمون بتنفيذ قوانين الله التي ترعاها الكنيسة، أما الذين لهم قوانينهم الخاصة ويبحثون عن الحرية فلا يجب أن ينتموا للكنيسة، أما محاولة الإنتماء للكنيسة واجبرها على مخالفة قوانين الله وابدالها بقوانين تعطي حرية ليست مباحة من الله فهذا لا يجوز

nero
nero -

الرد خارج عن الموضوع

الاسلام دين الفطره
راشد -

هذا ....الذي يقول ويل للذين يخالفون اوامر اللهالله سبحانه لم يأمر الانسان بشئ يخالف الفطره التي خلقه الله عليها والدليل ان الكثير من قضايا التحرش تمس القساوسه والكهنهاشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله

.......
الاســ بقلم ــــتاذ -

لا يوجد قانون في الإنجيل يمنع فئة معينة من عدم الزواج، لكن الرهبان و الراهبات اختاروا هذا بمحض ارادتهم، شروط عدم الزواج وضعها مؤسسي الرهبنة وليس الله، أما القساوسة الذين لم يقدروا على تحمل هذا فهم المسؤلين عن التحرش وليس الإنجيل، فكفى محاولات استغباء الأديان الأخرى والتفاخر بعبقرية دينك الذي ترك لكم الفطرة تتحكم فيكم حتى اصبحتم في قاع البشرية

coptic
adel -

الاقباط وهم اكثر من 8 مليون جزء اساسي في مصر وبدونهم وهذا مهم جدا كمثل صحراء ذات مورد مائي شحيح والمعنى في بطن الشاعر كما يقال لانهم متعلمين وبنسبه عاليه في التخصصات العلميه وامكانات في مجال الاعمال والاداره وهم اغلبيتهم الكبرى مع القانون وضد التطرف ويعشقون مصر وهذا ليس بغريب عليهم اليسوا هم ابناء البلاد الاصليين مع احترامي للجميع

التطرف
مصرى -

انت اكبر دليل على التطرف و أنت و امثالك من مسيحين و مسلمين سبب كل المشاكل و طول عمرنا عايشين فى انسجام لحد ما امثالكم ظهروا فالمجتمع

التطرف
مصرى -

انت اكبر دليل على التطرف و أنت و امثالك من مسيحين و مسلمين سبب كل المشاكل و طول عمرنا عايشين فى انسجام لحد ما امثالكم ظهروا فالمجتمع

ضحكت كثيرا
مجدى حنا -

وأكد ان ;الكنيسة الانجيلية غير ملزمة بقبول قانون يخالف عقائدها الأمر الذي يهدد بحدوث أزمة جديدة مستقبلاً. انها نكته جميله بارك الله حياته اى ازمه يعنيها واى عقيده يقصدها؟ عموما اقولها للجميع المسيحى يلتزم بالكتاب المقدس مهما كانت القوانين الارضيه او الافكار التى يبثها الشيطان من خلال البشر الذين قال عنهم الكتاب لهم صوره التقوى وهم منكرين قوتها. الرب يرحمنا منهم ومن افكارهم

ضحكت كثيرا
مجدى حنا -

وأكد ان ;الكنيسة الانجيلية غير ملزمة بقبول قانون يخالف عقائدها الأمر الذي يهدد بحدوث أزمة جديدة مستقبلاً. انها نكته جميله بارك الله حياته اى ازمه يعنيها واى عقيده يقصدها؟ عموما اقولها للجميع المسيحى يلتزم بالكتاب المقدس مهما كانت القوانين الارضيه او الافكار التى يبثها الشيطان من خلال البشر الذين قال عنهم الكتاب لهم صوره التقوى وهم منكرين قوتها. الرب يرحمنا منهم ومن افكارهم

العنف هو الحل
محمود الطويل -

في رأيي انه يجب على الدولة نسف البابوية والغائها تماما بقرار واخضاع الجميع في مصر مسلمين ومسيحيين لقانون المواطنة بالقوة، ويجب أيضا الغاء الأزهر واغلاق كليات تدريس الشريعة، ومن يعترض تسحقه الدبابات، من المسيحيين أو المسملين، هذا هو الحل الوحيد كما فعل اتاتورك باني نهضة تركيا الحديثة.

العنف هو الحل
محمود الطويل -

في رأيي انه يجب على الدولة نسف البابوية والغائها تماما بقرار واخضاع الجميع في مصر مسلمين ومسيحيين لقانون المواطنة بالقوة، ويجب أيضا الغاء الأزهر واغلاق كليات تدريس الشريعة، ومن يعترض تسحقه الدبابات، من المسيحيين أو المسملين، هذا هو الحل الوحيد كما فعل اتاتورك باني نهضة تركيا الحديثة.