قرغيزيستان: الحواجز تسقط والامال تزدهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اوش:تزيل مدرعتان الحواجز الكائنة على مدخل حي شهيد-تيبا الاوزبكي في اوش (جنوب قرغيزيستان) وعلى الرغم من ان الريبة لا تزال قائمة بين الجيش القرغيزيستاني والسكان، تجري العملية في هدوء يولد الامال باستتباب الاستقرار.
الاليات المحملة بالجنود المسلحين تتقدم ببطء على طول شارع لم يعد سوى ظل لنفسه حيث تعرضت للنهب المحال التجارية خلال اعمال عنف اتنية الاسبوع الماضي واسفرت عن مئات القتلى ومئات الاف الاجئين والمهجرين.
وفي ضواحي المسجد الذي نخرت جدرانه اثار الرصاص، يجتمع سكان مذهولون معظمهم من الرجال ويتابعون بقلق تحركات العسكريين الذين يتوجهون نحو شاحنة صهريح ثقبت عجلاتها كانت بمثابة حاجز.
وبعد دقائق، تسحب المدرعة في مقدم الرتل الالية المتضررة نحو مفترق وتتركها على قارعة الطريق. وسرعان ما تستأنف حركة السير وتتقدم السيارات في الشارع للمرة الاولى منذ اكثر من اسبوع.
وقال سنجان عليموف (22 عاما) الذي يسكن على مقربة من المسجد "لا اثق بهم. يرفعون الحواجز، لكن كيف اعرف، انا، ان كل شيء لن يبدأ من جديد؟".
ويراقب الاوزبك الذين يتهمون الجيش مع ذلك باطلاق النار عليهم، المشهد بهدوء. وكل ما حولهم، والمنازل المحروقة، يشهد على انفلات اعمال العنف.
ثم تعود المدرعات وتتوجه نحو حاجز آخر صنع من اعمدة الاسمنت الموضوعة على الارض. لكن سلاسل آلية الجيش لا تتمكن من انتزاع هذه الاسطوانات الطويلة العالقة تحت الآلية.
ويقرر الجنود عندئذ انجاز هذا العمل بأيديهم، وفجأة ينضم عشرة من الاوزبك هم شبان او من كبار السن وطفل ايضا، الى هؤلاء الذين كانوا يصفونهم بأنهم جلادوهم. وبعد عشر دقائق، تفتح الطريق ويتبادل القرغيزيون والاوزبك الشكر بايماءة متواضعة بالرأس.
وقال تولونبائي عثمانوف المتقاعد (66 عاما) الذي ساعد في تنظيف الشارع "نساعدهم حتى تمر المساعدة الانسانية. الناس يريدون الهدوء الان ويقول الجنود انه اذا فتحنا الشارع نحصل على الهدوء".
وقال اليشير زاكيروف الذي يسكن الحي ايضا "الله يساعدنا، ونبدي ثقتنا بهم حتى يجري كل شيء على ما يرام لاحقا". لكنه يقول انه يتخوف من هجمات جديدة "في 22 حزيران/يونيو كما تقول الشائعات التي تتحقق احيانا".
ويبدو اللفتنانت كولونيل في الاحتياط يوانوس كالمانوف واثقا ايضا. ويبدو هذا القرغيزي المسؤول عن عملية شهيد-تيبا مرتاحا ويتحدث الى الناس. فهو يبتسم احيانا ويقطب حاجبيه احيانا اخرى، يستمع ويسعى الى طمأنة الاوزبك.
الا ان ضغينة ومخاوف الاوزبك ابرز ضحايا المواجهات، لم تتبدد بعد. ويقسم محمد سائق التاكسي انه رأى احدى المدرعتين اللتين تزيلان الحواجز وهي تطلق النار على المدنيين في شارع اليشير نافوي خلال المواجهات.
وقال "اعرف رقم لوحتها، وهو 436. هؤلاء القذرون يقتلوننا وثم يقولون انهم يساعدوننا".
إلى ذلك أعلنت السلطات القيرغيزستانية اليوم أنها ستحقق في مزاعم تورط قوات الجيش في المواجهات العرقية في البلاد التي ادت الى مقتل أكثر من ألفي شخص.
ونقلت شبكة (سي ان ان) الاخبارية عن رئيس عملية المصالحة في (اوش) الجنوبية العقيد خورسان آسانوف قوله ان "الحكومة المؤقتة ستحقق بمزاعم تورط الجيش" مضيفا ان "حظر التجوال المفروض على (أوش) والذي كان من المفترض انتهاءه اليوم قد مدد حتى ال25 يونيو الحالي".
يذكر ان الرئيسة المؤقتة لقرغيزستان روزا أوتونبايفا ذكرت امس ان "الحصيلة الحقيقة لقتلى الصدامات الدامية بين الأوزبك والقرغيز أكبر بعشر مرات مما هو معلن رسميا".
في حين اتهم الرئيس الأوزبكي اسلام كريموف "جهات خارجية" بالمسؤولية عن اندلاع المواجهات في البلاد قائلا ان "القرغيز والأوزبك في قرغيزيا لم يكن بينهم ما كان بامكانه أن يؤدي الى مثل هذه المواجهات الدموية ولا يجوز تحميلهم مسؤولية ما حصل لأن تلك الأحداث الدراماتيكية كانت من تدبير قوة ثالثة".