إختيار الوزراء وفق المحاصصة أمر قاتل لتطوّر العراق

دعا النائب القيادي في ائتلاف دولة القانون حيدر العبادي إلى تشكيل الحكومة الجديدة بعيدًا من المحاصصة وعلى اساس الكفاية في اختيار الوزراء. ونفى أن يكون زعيم الائتلاف نوري المالكي يتستر على وزراء فاسدين.

قال حيدر العبادي النائب القيادي في ائتلاف دولة القانون إن السنوات الأربع المقبلة من عمر الحكومة الجديدة ستكون للاعمار والاستثمار، ودعا الى برامج للقضاء على البطالة المستفحلة ونفى ان يكون زعيم الائتلاف نوري المالكي يتستر على وزراء فاسدين.وأكد العبادي رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب السابق في مقابلة مع "إيلاف" ان الضربات النوعية التي تشهدها بغداد تنفذ من قبل الخلايا الارهابية النائمة لكي تثبت وجودها واشار الى ضرورة تخفيض نسبة الامتيازات التي يتمتع بها النائب والتي لا تتناسب مع ما يعيشه المواطن العراقي من حال العوز والفقر. واعتبر العبادي ان اعادة النظر في اختيار الوزراء على اساس الكفاية في تشكيلة الحكومة الجديدة امر ضروري بعيدًا من المحاصصة التي شكلت نهجًا خطرًا تم اتباعه لدى تقسيم الحقائب الوزارية... وهذا ما جاء في المقابلة:

فيما لو شكلت دولة القانون الحكومة ايًّا من الملفات سوف تعطيها اولوية بالاهتمام؟

اهم ملف سوف يحظى بإهتمام الحكومة في الفترة القادمة هو الاعماروالملف الاقتصادي وهو سوف يكون السمة العامة خصوصًا مع تحسّن الوضع الامني بدرجة كبيرة كما نراه ولا بد من استمراره وربما في السنوات القادمة سوف نشهد استئصال الارهاب بشكل كامل لأنه كما تعلمونما زالت هناك حاضنات وما زالت هناك خلايا نائمة ومن دون استمرار التحسن الامني لا يمكن ان نقضي على هذه الخلايا من اجل تفعيل جانب الاعمار والاستثمار لانه امر ضروري، لكن الذي سوف يأخذ الصفة العامة هو الاقتصاد وتطويره.

شهدت بغداد في الفترة الاخيرة ضربات نوعية تستهدف المؤسسات الاقتصادية وهذا تطور نوعي ملحوظ، هل تتوقعون ان تشن هذه الجهات على عقر داركم وهي المنطقة الخضراء؟

بصراحة ان اغلب اعضاء مجلس النواب هم خارج المنطقة الخضراء ونحن نلاحظ ان الامن بات واضحًا وملموسًا في بغداد، صحيح أن هناك بعض الهجمات والخلايا النائمة تحاول ان تضرب في سبيل اثبات وجودها ولكن في الوقت نفسه لا يوجد إنهيار أمني ولكن هجمات متفرقةوبشكل متباعد.

لكن هذه الهجمات اصبحت نوعية؟

نعم ... هذا طبيعي لأنها خلايا نائمة ولا تستطيع ان تصمد على ارض الواقع وبشكل مستمر وهم غير قادرين على الاستمرار فيوظفون كل جهودهم بعمليات نوعية حتى يثبتون انهم موجودون ويربكون الاوضاع. والارهاب بات مشكلة عالمية وليس عراقية لكن العراق تحمل الجزء الاكبر من اعباء الارهاب لأن اغلب الارهابيين توجهوا الى العراق بحجة ما يسمى مواجهة الكافر الاميركي او المحتل الاميركي. وكما تعلمون ان الارهاب لا تتم مواجهته بالسلاح فقط لذا اصبح هناك مستوى عال في الجانب الاستخباراتي حيث بدأ الأمر يتحسن في الاجهزة الامنية حيث ترتب عليه محاولة مواجهة خططهم قبل تنفيذها. ونحن لا ننكر انه كان لدينا ضعف خلال السنوات السابقة خصوصًا ما يتعلق في الجانب الاستخباراتي ولكن السنة الماضية تحسن هذا الجانب وبشكل كبير لذلك الكثير من قيادات القاعدة تم القضاء عليها.

الا ترون أن الامتيازات الضخمة التي يحصل عليها عضو مجلس النواب العراقيلا تتناسب مع مستوى دخل الفرد العراقي؟

الحقيقة هذا رأينا ومنذ فترة طويلة ولهذا دعينا الى تخفيض الرواتب ونجحنا في السنة الماضية بتخفيضها الى عشرة في المئة وربما ندعو الى المزيد من التخفيض واي امتيازات اخرى سوف يتم وقفها.

مثل ماذا؟

كانت هناك محاولة في السنة السابقة لتوزيع قطع اراض على اعضاء مجلس النواب ونحن اعترضنا ولا اتصور ان يتكرر هذا الموضوع. الامر الثاني هو الحمايات التي تحولت الى اختصاص من قبل امن الدولة وهي المسؤولة عن الحماية، يعني يأتي المتعاقد مع الدولة من اجل حماية عضو مجلس النواب وبحسب الحاجة ... والى حد 30 حارس ومن الممكن ان يحتاج نواب اثنين واخرين عشرة او اكثر.

هناك دراسات تشير الى ان نصف العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ازاء بلد يمتلك ثروات نفطية هائلة؟

لا اتصور ان هذه الاحصائيات دقيقة خط الفقر قل جدا في العراق ... كانت في زمن النظام السابق هناك نسبة عالية من الفقر ونشأت طبقتين واحدة غنية جدًا واخرى فقيرة وتلاشت الطبقة الوسطى مع الاسف لكن، لا يزال عدد من الناس دون خط الفقر وهو عدد لايستهان به وهذا امر غير مقبول ولكن الامور لايتم حلها بصورة مفاجئة وسريعة ولا بد من خلق فرص عمل للناس وهي من اصعب القضايا لأنها تحتاج الى تحفيز اقتصادي ... لكن الذي حدث ان الدولة خلقت فرص عمل وهي نوع من البطالة المقنعة من دون ايجاد فرص عمل حقيقة تجعلهم، ولذلك فإن التحدي في الاربع سنوات القادمة هو كيفية خلق فرص عمل.

هناك محافظات منتجة للنفط ولها دولار عن كل برميل تنتجه مثل البصرة ولكن مع ذلك نراها هي اكثر المحافظات فقرا وعوزا وقلة في الخدمات؟

اذا كان الحديث عن البصرة فالى الان لم تصرف لها هذه الاموال والمسألة تحتاج الى وقت واعتقد أن في الموازنة الجديدة سوف تحصل البصرة على 700 مليون دولار اضافية وهومبلغ فوق الميزانية المخصصة لتنمية الاقاليم وخصوصًا أنّ البصرة توفر القوت لكل العراق فكيفيعيش مواطنها حالة مأسوية؟ أكيد سوف يكون لديه رد فعل غير محسوب فلا بد بالنتيجة ان نسعى لتحسين مستوى دخل المواطن ونحاول ان نجعله يلمس ان وضعه يتحسن وبشكل سريع وليس ان نقف بوجهه لأن البصرة جزء اساسي من العراق وممكن ان تكون العاصمة الاقتصادية في البلد.

هل سيرشح ائتلاف دولة القانون الوزراء نفسهم الذين لايتمتعون بكفايات فيما لو كلف بتشكيل الحكومة؟

انا اتصور انه يجب ان نعيد النظر في ما جرى في السابق حيث كان يؤتى بالاشخاص من الكتلة لان هذا المنصب من حصة الكتلة الفلانية دون التفكير بحصة الوطن ... المفروض حكومة شراكة وطنية يتم الاختيار فيها الى من يهتم بحصة الوطن ولأن الكفائات غير مقتصرة على الشيعة ولا على السنة ولا على الاكراد ... فيجب ان يتم اختيار الشخص الذي يخدم البلد لكن ان نفرض شخص من كتلة معينة غير كفوء فهذا نهج غير سليم ... وربما بعض الدوائر تحولت الى ذلك ولكنه مرفوض والبعض يختار من حزبه وبعضهم يختار من اقاربه بالحقيقة هذا النهج لا يفيد البلد وهو منهج قاتل.

كيف تردون على الاتهامات الموجهة الى المالكي بأنه يتستر على وزراء فاسدين ؟

ان هذه ضمن دوافع المعركة السياسية ... وفي المعركة السياسية البعض يستخدم الاسلحة المشروعة وغير المشروعة حتى من دون التزام اخلاقي وبالتالي حتى لو يصل الامر الى اقتتال الناس ... المهم ان يحقق الشخص او الحزب غايته ومنهم من يمتلك من قصر النظر في ادارة الامور بشكل مخيف وخطير ويراعي مصلحته قبل مصلحة البلد.

حيدر العبادي هل يبقى عضوًا في مجلس النوابأو يطمح الى منصب وزاري ؟

لا انا باقٍ كعضو في مجلس النواب لأن فيه مساحة من النشاط وممكن ان نقدم من خلاله الى البلدالشيء الكثير .