مشروع استيطاني جديد يحرج نتانياهو مجدَّدًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: كانت لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس وافقت الاثنين على مشروع بناء حديقة اثرية يهودية سمي "حدائق الملك" سيقام في حي سلوان العربي. وينص المشروع على هدم 22 منزلا فلسطينيا تقول السلطات الاسرائيلية انها بنيت بدون تراخيص.
وترتدي القضية طابعا بالغ الحساسية وخصوصا ان المجتمع الدولي لا يقر بالاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية التي ضمتها الدولة العبرية في حزيران/يونيو 1967. واعربت الولايات المتحدة التي تحاول احياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، عن "قلقها" حيال مشروع بلدية القدس الذي كان معروفا منذ اشهر عدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نعتقد ان هذا النوع من الخطوات يقوض الثقة التي تعد اساسية في تحقيق التقدم في المحادثات غير المباشرة والمفاوضات المباشرة التي يمكن ان تجري لاحقا" بين الجانبين.
وفي الجانب الاسرائيلي، انتقد وزير الدفاع ايهود باراك المشروع، وقال في بيان صدر في اسرائيل في وقت يقوم بزيارة للولايات المتحدة ان "بلدية القدس جانبت الصواب ولم تراع حساسية التوقيت" في اعلان هذا القرار. واضاف البيان ان "وزير الدفاع يعتزم مخاطبة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عند عودته لبحث سبل تقديم المنطق والحكمة" في هذا الصدد.
وحتى في صفوف مؤيدي الاستيطان، اعتبر وزير الاسكان ارييل اتياس الذي ينتمي الى حزب شاس المتطرف انه "كان حريا انتظار وقت اكثر ملاءمة". بدوره، اعتبر مئير مارغاليت من حزب ميريتز اليساري المعارض ان بلدية القدس يقودها اشخاص "مهووسون بافتعال الحرائق ليس لديهم ادنى حس بالوقائع الدولية".
وفي عمان، اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الثلاثاء ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من الادارة الاميركية "التدخل المباشر لالغاء القرار الاسرائيلي" بالموافقة على تدمير 22 منزلا فلسطينيا في القدس الشرقية لاقامة حديقة اثرية يهودية مكانها.
وقال عريقات الذي يرافق الرئيس الفلسطيني في زيارة للاردن في تصريحات لوكالة فرانس برس "لقد نقلت رسالة من الرئيس عباس الى الادارة الاميركية في هذا الصباح دعوناها فيها الى التدخل المباشر لالغاء القرار الاسرائيلي".
وردا على الانتقادات، افاد مكتب رئيس الوزراء الاثنين ان ما تم اعلانه ما هو الا "خطوات تمهيدية لمشروع لا يزال ينبغي مناقشته على مستوى لجنة التنظيم المدني في البلدية وكذلك على مستوى لجنة المنطقة في وزارة الداخلية".
ويرى المعلقون ان نتانياهو يريد تفادي خلافات جديدة مع الولايات المتحدة قبل اسبوعين من لقائه الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض. وفي اذار/مارس الفائت، تسبب ملف الاستيطان في القدس الشرقية بازمة دبلوماسية خطيرة مع واشنطن بعد اعلان بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في حي يهودي في القدس الشرقية. وتزامن ذلك مع زيارة لاسرائيل كان يقوم بها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن.
وفي مرحلة لاحقة، سعى نتانياهو الى تفادي مواجهات جديدة مع الاميركيين. واكد البيان الصادر من مكتبه ان رئيس الوزراء كان طلب من رئيس بلدية القدس نير بركات تجميد مشروع الحديقة الاثرية للسماح باحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين.
في المقابل، اكد ايليشا بيليغ عضو لجنة التخطيط والمستشار البلدي العضو في حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو، ان القرار هو "تعبير عن سيادتنا على كامل القدس عاصمتنا الابدية". وتقول اسرائيل ان القدس هي "عاصمتها الابدية الموحدة" في حين يسعى الفلسطينيون الى جعل القدس الشرقية، التي يعتبرها المجتمع الدولي ارضا محتلة، عاصمة لدولتهم المستقبلية.