تكليف جنرال بريطاني قيادة قوات الناتو في افغانستان

اعلنت الحكومة البريطانية مساء الاربعاء ان الجنرال البريطاني نيك باركر تسلم بالوكالة قيادة قوات الحلف الاطلسي في افغانستان بعد اقالة الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال من هذا المنصب.

لندن: اضاف متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني في بيان ان ديفيد كاميرون والرئيس باراك اوباما "اتفقا على ان الجنرال (ديفيد) بترايوس" الذي سيشغل هذه المهام لاحقا "هو الشخص الصالح لتولي قيادة" حوالى 140 الف جندي في الحلف الاطلسي في افغانستان.

واوضح مقر رئاسة الحكومة "بانتظار تثبيت الكونغرس (تعيين) الجنرال بترايوس، فان مساعد قائد ايساف (القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان التابعة للحلف الاطلسي) الجنرال نيك باركر يتحمل مسؤولية القيادة".

وخلال محادثة هاتفية "تحدث رئيس الوزراء والرئيس مجددا بوضوح عن ان بريطانيا والولايات المتحدة تبقيان ملتزمتين تماما (في تطبيق) الاستراتيجية في افغانستان"، كما قال المتحدث.

واطلع ديفيد كاميرون الرئيس الاميركي ايضا على "تصميم الجنرال باركر على ان لا تتباطأ المهمة في افغانستان طيلة هذه الفترة" الانتقالية.

اوباما يقيل ماكريستال ويعين مكانه بترايوس

اقالة جنرال في خضم حرب حدث نادر لكنه لا يشكل سابقة في التاريخ

وفي معرض الحديث للصحافيين في حديقة البيت الابيض، اعلن الرئيس الاميركي بشان الجنرال ماكريستال الذي تباحث معه في وقت سابق، انه لم يقرر اقالة ماكريستال بسبب "اهانات شخصية"، وانما "لان سلوكه مثلما ظهر في مقالة نشرت مؤخرا لا ينسجم مع المعايير المطلوبة من جنرال"، في اشارة الى نشر مجلة رولينغ ستون تصريحات لماكريستال وبعض مساعديه هاجموا فيها بالاسم مسؤولين كبارا في الادارة.

وقال مقر رئاسة الحكومة البريطانية ان كاميرون "ممتن للجنرال ماكريستال لانه خدم في افغانستان بصفته قائدا لايساف ولاسهامه في الحملة وخصوصا عبر دوره في تحديد ودفع الاستراتيجية الحالية لمكافحة التمرد".

وتنشر بريطانيا ثاني اكبر قوة في افغانستان بعد الولايات المتحدة، مع قرابة عشرة الاف جندي.

بترايوس يقر بأهمية المجهود المدني للحلفاء في افغانستان

في غضون ذلك، رحبت وزارة الخارجية الاميركية التي تعرض دبلوماسييها للانتقاد في مقال الجنرال ستانلي ماكريستال، الاربعاء باقرار الجنرال ديفيد بترايوس الذي عين للتو قائدا لقوات التحالف في افغانستان، باهمية المجهود المدني للحلفاء في هذا البلد.

واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان الجنرال بترايوس "يقر باهمية جعل المكونين الاثنين للاستراتيجية، المدني والعسكري، يعملان يدا بيد".

وقال كراولي ايضا انه يتوقع مرحلة انتقالية مرضية بين الجنرال بترايوس وسلفه الجنرال ماكريستال الذي اقيل الاربعاء من مهامه كقائد لقوات الحلف الاطلسي في افغانستان بعد انتقادات لاذعة وجهها ضد اعضاء في الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما.

وفي مقابلة مع مجلة رولينغ ستون سببت اقالته، استثنى ماكريستال وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من انتقاداته، لكنه حمل بشدة على اثنين من كبار الدبلوماسيين الاميركيين المكلفين الملف الافغاني.

وعن ريتشارد هولبروك الموفد الى افغانستان وباكستان، قال الجنرال ماكريستال انه "خطير" ويشبه "حيوانا جريحا".

من جهة اخرى، اعلن كراولي ان ريتشارد هولبروك كان مساء الاربعاء في اسلام اباد بعد محطة في كابول للاعداد للمؤتمر الدولي حول افغانستان في 20 تموز/يوليو.

واجتماع كابول الذي يتوقع ان تحضره هيلاري كلينتون مع مشاركين اخرين، سيبحث في متابعة قرارات قمة سابقة حول افغانستان عقدت في لندن في نهاية كانون الثاني/يناير.

نائب اميركي يدعو الى الانسحاب من افغانستان

هذا ودعا النائب الديموقراطي الاميركي دينيس كوسينيتش الاربعاء الى انسحاب القوات الاميركية من افغانستان بعد اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما اقالة الجنرال ستانلي ماكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس خلفا له.

وقال النائب كوسينيتش في بيان "ان الجنرال بترايوس خدم بلاده بطريقة مشرفة، لكن لا يمكننا ان نامل في مخرج مختلف مع جنرال جديد والاستراتيجية نفسها"، مضيفا "ان الطريقة الوحيدة لاصلاح هذه الكارثة هي الخروج من افغانستان".

واعتبر كوسينيتش المعروف بمواقفه المناهضة للحرب "ان الاستراتيجية لمكافحة التمرد تتفسخ. ان عقيدة مكافحة التمرد انهارت تماما مثل شبكة القيادة. ان ادارة كرزاي مهشمة بسبب الفساد".

واضاف كوسينيتش ان النتيجة الوحيدة هي "مقتل 1100 جندي اميركي وعدد لا يحصى من الابرياء". وخلص الى القول "اعيدوا جنودنا الى الديار".

الكونغرس يرحب ببترايوس وينتقد الاستراتيجية الاميركية

من ناحية أخرى، رحب عدد من نواب الكونغرس الاميركي الاربعاء بتعيين الجنرال ديفيد بترايوس على راس القوات الحليفة في افغانستان بعد اقالة الجنرال ستانلي ماكريستال، واغتنم بعضهم الفرصة لتوجيه انتقادات الى الاستراتيجية الاميركية.

ويفترض ان تعقد جلسة الاستماع للجنرال بترايوس في مجلس الشيوخ الثلاثاء على ابعد تقدير، بحسب كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع.

وقال ليفن "سنحاول ان تكون المسالة سريعة"، معربا عن الامل في تثبيت تعيينه في مجلس الشيوخ قبل العطلة البرلمانية المقبلة المتوقعة في الخامس من تموز/يوليو.

واعتبر السناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في بيان ان قرار الرئيس "تعيين الجنرال بترايوس في ارض المعركة يشكل ليس استمرارية فلسفية وحسب، وانما ايضا كفاءات دبلوماسية جرى اختبارها".

وراى السناتور المستقل جو ليبرمان ان الرئيس "وجد بكل بساطة الشخص الافضل ليحل محل الجنرال ماكريستال".

واعرب الجمهوري جون كورنين عن "ثقته في ان الجنرال بترايوس سيقود قواتنا نحو النصر"، واشاد في الوقت نفسه بالصفات العسكرية للجنرال ماكريستال.

واغتنم عدد من اعضاء الكونغرس الاخرين هذه المناسبة لاعلان تحفظاتهم حيال الاستراتيجية الاميركية الحالية.

واعلن السناتور الجمهوري كيت بوند ان الجنرال بترايوس "مميز"، لكنه اعرب عن سخطه بشان مشاريع الانسحاب الاميركي الذي تريده ادارة اوباما اعتبارا من 2011. وقال بوند "انه (الرئيس اوباما) يعين الجنرال بترايوس من اجل فشل".

اما زميله جون ماكين، ابرز نائب جمهوري في لجنة الدفاع، فاعلن انه سيثير هذه المسالة اثناء جلسة الاستماع الى الجنرال بترايوس الاسبوع المقبل. وقال "اذا قلتم للعدو متى تذهبون، فسيكون لذلك عندئذ بالضرورة تاثير سلبي على قدرتكم في الفوز".

ودعا الممثل الديموقراطي الاميركي المناهض للحرب دينيس كوسينيتش من جهته الى انسحاب القوات الاميركية من افغانستان بعد اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما اقالة الجنرال ستانلي ماكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس خلفا له.

وقال النائب كوسينيتش في بيان "ان الجنرال بترايوس خدم بلاده بطريقة مشرفة، لكن لا يمكننا ان نامل في مخرج مختلف مع جنرال جديد والاستراتيجية نفسها"، مضيفا "ان الطريقة الوحيدة لاصلاح هذه الكارثة هي الخروج من افغانستان".