أوباما يضع ثقته في بترايوس قائدًا للحرب في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ويسجل هذا التصعيد فيما تشن القوات الاطلسية منذ اسابيع عدة هجوما في قندهار معقل حركة طالبان في جنوب البلاد، مع توقع تكثيف الحملة خلال الصيف.
ولتثبيت بترايوس في منصبه الجديد لا بد من موافقة مجلس الشيوخ على قرار تعيينه، وهو ما سيصوت عليه بعد ان يستمع للجنرال المعين في جلسة من المفترض ان تعقد الثلاثاء على ابعد تقدير، بحسب كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع في المجلس، وقال ليفن "سنحاول ان تكون المسألة سريعة"، معربًا عن الامل في تثبيت تعيينه في مجلس الشيوخ قبل العطلة البرلمانية المقبلة المتوقعة في الخامس من تموز/يوليو.
وفي الانتظار سيشغل ضابط بريطاني مهام ماكريستال بالوكالة، واعلنت الحكومة البريطانية مساء الاربعاء ان الجنرال البريطاني نيك باركر تسلم بالوكالة قيادة قوات الحلف الاطلسي في افغانستان، مشيرة في بيان الى ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس اوباما "اتفقا على ان الجنرال بترايوس" الذي سيشغل هذه المهام لاحقا "هو الشخص الصالح لتولي قيادة" حوالى 140 الف جندي في الحلف الاطلسي في افغانستان.
باريس تؤكد "ثقتها الكاملة" ببترايوس
من جهته، اعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الخميس ان فرنسا لها "ثقة كاملة" بالجنرال ديفيد بترايوس الذي خلف الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال و"الذي يعرف افغانستان جيدا".
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي عن هذه الاقالة في ذروة تطبيق الاستراتيجية الاميركية الجديدة ضد طالبان من جانب ماكريستال، قال فاليرو "في ما يتجاوز اختيار الاشخاص، ان الاستراتيجية في افغانستان هي استراتيجية شاملة تبناها الحلفاء خلال قمة الحلف الاطلسي في بوخارست العام 2008 وتم تاكيدها في قمة ستراسبورغ-كيل العام 2009".
واضاف ان "الجنرال بترايوس يعرف تماما المسرح الافغاني وكان يتابعه في اطار مهماته السابقة كقائد استراتيجي للقوات الاميركية في المنطقة. لنا به ملء الثقة لتطبيق الاستراتيجية التي قررها الحلفاء في اطار سلسلة القيادة".
وتشارك فرنسا في قوات التحالف الدولية التي تتصدى لطالبان عبر نحو 3750 جنديا في مسرح العمليات الافغاني.
واشنطن: وضع الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء ثقته في "بطل" الحرب في العراق الجنرال ديفيد بترايوس لقيادة القوات الدولية في الحرب التي تخوضها ضد حركة التمرد في افغانستان، خلفًا للجنرال ستانلي ماكريستال الذي اقيل الاربعاء.
وبقراره الجريء والسريع في اقالة ماكريستال وتعيين بترايوس مكانه، سعى اوباما لفرض سلطته كقائد اعلى للقوات المسلحة، والى احياء استراتيجية تصعيد جديدة قد تحدد مصيره السياسي، ولكن بعض انصاره يخشى من تعثرها.
وقال اوباما ان "الحرب اكبر من اي رجل او امرأة، سواء اكان جنديًا ام جنرالاً ام رئيسًا"، وذلك بعيد اقالته الجنرال ماكريستال اثر توجيهه في مقابلة صحافية انتقادات لاذعة الى الرئيس وكبار القادة المدنيين في الادارة الاميركية.
وأوضح الرئيس انه اضطر الى اخذ هذا القرار من اجل المحافظة على سيطرة السلطة السياسية المدنية على الجيش، محذرًا من انه لن يتسامح ابدًا مع اي انقسامات في فريقه المسؤول عن الامن القومي.
وجاء السقوط السريع والمدوي لماكريستال على الرغم من اصوات الدعم التي لقيها من وراء المحيط سواء من الاوروبيين او من القادة الافغان وفي طليعتهم الرئيس حميد كرزاي الذي ما لبث ان اعلن خلال مكالمة مع اوباما الاربعاء عن ترحيبه بتعيين بترايوس.
ويتمتع بترايوس بسمعة ناصعة البياض تسبقه اينما ذهب، وذلك بعدما حقق في انظار واشنطن نصرًا في حرب العراق من خلال الاستراتيجية التي وضعها والتي قامت على ارسال تعزيزات الى الى هذا البلد، اضافة الى دهائه السياسي والمامه العميق بكيفية مكافحة التمرد ولا سيما عبر "الصحوات".
وبصفته قائدًا للقيادة الاميركية الوسطى، كان بترايوس احد المهندسين الاساسييين لاستراتيجية زيادة القوات في افغانستان والتي اقرها الرئيس العام الماضي، فضلاً عن انه معروف جيدًا سواء في اوروبا ام في اسلام اباد وكابول.
وسلطت الانتقادات العنيفة التي وجهها ماكريستال وعدد من اعوانه الى الادارة الضوء على تكتيك اوباما في الوقت الذي اخذت الحرب الدائرة في افغانستان منحى تصعيديا غير مسبوق ولا سيما مع الخسائر القياسية المتزايدة التي تمنى بها يوما بعد يوم القوات الاجنبية المنتشرة في هذا البلد وتضاؤل التأييد الشعبي للحرب.
وفي هذا الاطار اصبح حزيران/يونيو الشهر الاكثر دموية للقوات الاجنبية في افغانستان منذ اجتياحها هذا البلد اواخر 2001، اذ بلغت حصيلة قتلاها منذ مطلع الشهر 79 قتيلاً، بحسب احصائية اعدتها وكالة فرانس برس بعد اعلان حلف شمال الاطلسي الخميس عن مقتل اربعة من جنوده الاربعاء.
ويوم الاربعاء لوحده قتل 10 جنود من القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف)، وهي نفس الحصيلة التي سجلت الاثنين ايضًا.
وتشهد وتيرة التمرد المسلح الذي تقوده حركة طالبان منذ 2005 تصاعدا لافتا منذ ثلاثة اعوام على الرغم من انتشار القوات الاجنبية التي يبلغ عديدها حاليًا 142 الف جندي ومن المقرر ان يصل في آب/اغسطس الى 150 الفًا، مع وصول باقي التعزيزات التي امر اوباما بإرسالها والبالغ عددها 30 الفًا.
وحرص اوباما لدى اعلانه امام الصحافيين في حديقة البيت الابيض قراره اقالة ماكريستال على الاشادة بالجنرال وبسيرته العسكرية "المميزة"، لافتًا في الوقت عينه الى ان "سلوكه مثلما ظهر في مقالة نشرت أخيرًا لا ينسجم مع المعايير المطلوبة من جنرال".
واوضح اوباما انه لم يعمد الى اقالة الجنرال بسبب "اهانات شخصية" اثر المقالة في مجلة رولينغ ستون التي هاجم فيها ماكريستال مع بعض مساعديه مسؤولين كبارًا في الادارة بالاسم.
وقال اوباما ايضًا انه "وافق على استقالة" الجنرال ماكريستال "باسف" لكنه شدد على ضرورة "وحدة الجهود" من قبل فريقه بخصوص افغانستان. كما اكد الرئيس أنّ تعيين بترايوس مكان ماكريستال لا يعني تغييرًا في الاستراتيجية على الارض.
ورحب اعضاء في الكونغرس الاميركي بتعيين بترايوس على رأس القوات الحليفة في افغانستان، في حين اغتنم بعضهم الفرصة لتوجيه انتقادات الى الاستراتيجية الاميركية.
واعتبر السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في بيان ان الجنرال بترايوس يضفي "كفاءات دبلوماسية جرى اختبارها" الى ارض المعركة، ما سيساعد في تعزيز الاستراتيجية الاميركية لمكافحة التمرد.
ورأى السناتور المستقل جو ليبرمان ان الرئيس "وجد بكل بساطة الشخص الافضل ليحل محل الجنرال ماكريستال"، بينما اعرب الجمهوري جون كورنين عن "ثقته في ان الجنرال بترايوس سيقود قواتنا نحو النصر".
بدورها رحبت وزارة الخارجية الاميركية، التي تعرض دبلوماسيوها للانتقاد في التصريحات التي نسبها المقال الى الجنرال ستانلي ماكريستال ومساعديه، باقرار بترايوس باهمية المجهود المدني للحلفاء في هذا البلد.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان الجنرال بترايوس "يقر باهمية جعل المكونين الاثنين للاستراتيجية، المدني والعسكري، يعملان يدًا بيد".
من ناحيتهم، اعتبر ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي ان على الرئيس باراك اوباما ان يعيد تشكيل الجانب المدني من الوجود الاميركي في افغانستان والا خسرت الولايات المتحدة حربها في هذا البلد، واصفين اداء الدبلوماسيين الاميركيين هناك بـ"الخلل الكامل".
ووجه السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام والسناتور المستقل جو ليبرمان انتقادات قاسية الى الدبلوماسيين الاميركيين العاملين في كابول، من دون أن يصلوا إلى حد المطالبة باستقالة السفير كارل ايكنبيري.
في غضون ذلك، اعلنت حركة طالبان الخميس غداة اقالة قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال، عزمها على مواصلة القتال حتى رحيل الجنود الاجانب، في وقت بات حزيران/يونيو منذ الان الشهر الاكثر دموية في صفوف قوات الحلف الاطلسي.
واكد المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس عدم اكتراث حركة التمرد لمن يعين قائدا للقوات الدولية في افغانستان.
وقال يوسف احمدي في اتصال هاتفي من مكان مجهول "لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال ام بترايوس. موقفنا واضح. سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم".
وصعدت حركة طالبان عملياتها الى حد بعيد خلال السنوات الثلاث الاخيرة رغم انتشار القوات الدولية التي تتلقى تعزيزات قدرها 30 الف عسكري اميركي اقرها اوباما، سترفع عديدها من 142 الف عنصر حاليا الى اكثر من 150 الفا بحلول اب/اغسطس.
التعليقات
بيستاهلوا والله
سعيد مفلح -ورطة اميركا في افغانستان اكبر من ورطتها في العراق. بيستاهلوا.